عقد رئيس نقابة مستخدمي وعمال مؤسسة مياه لبنان الشمالي كمال مولود مؤتمرا صحافيا في قاعة مؤتمرات غرفة طرابلس الكبرى، حذر فيه من “أيام صعبة مقبلة على مدينة طرابلس لجهة انقطاع المياه”، مؤكدا “المضي في الاستقالة من مهمته المفرغة من مضمونها اصلا” .
واستهل مولود بالقول : بداية اخترت غرفة الصناعة والتجارة والزراعة لتوجيه الشكر لرئيسها الصديق توفيق دبوسي، الذي ما أن طلبنا امكانية تزويد محطات المياه بالكهرباء من خلال اعادة تشغيل المحطات تسمى (الكهرمائية) حتى سارع وبدأ العمل الميداني وابدى الاستعداد لدفع التكاليف، فبوركت جهوده وجسد بذلك معنى واهمية الشراكة من اجل المواطن والانماء”.
اضاف :” منذ 43 سنة عندما انضممت الى فريق مصلحة مياه طرابلس لم يخطر ببالي، انني سأكون امام هذا الطريق المسدود في أشهري القليلة المتبقية في الخدمة رسميا، وانا الذي آمنت منذ بداياتي بدور المؤسسات العامة والادارات لتأمين الخدمة للمواطنين (الذين نحن جزء كبير منهم) بأفضل صورة وبأقل كلفة.. وقد مررنا خلال هذه السنوات بالكثير من المشاكل والعقبات والمعارك والحروب وليس اخرها الجائحة الصحية، التي رغم مرارتها وصعوبتها لم تكن أقسى من هذا الواقع المتردي واللاأخلاقي، أن يصبح الشمال وطرابلس العاصمة الثانية من دون مياه فهذه أم المصائب وأهمها، لأن المياه هي حاجة يومية لكل انسان مقيم في هذه المدينة وخصوصا أن الواقع الاجتماعي الاقتصادي لاكثرية هذه الناس غير قادر على تأمين مصادر اخرى للمياه.. فكيف يمكنهم تسيير أبسط امور حياتهم من دون هذه الخدمة او المادة الحيوية ؟”.
وتابع :”أقف ومؤسستي بكل مكوناتها وفريقي عاجزين عن اجتراح المعجزات ونحن استمررنا بالانتاج رغم كل المصاعب، ولكن لا يمكننا وحيدين القيام مكان الحكومة والوزراء المعنيين وتأمين الكهرباء والموارد في ظل انكفاء كل المسؤولين عن القيام بأبسط أدوارهم وواجباتهم وهم كانوا يناقشون البارحة موازنة لم تتطرق الى هذه المشاكل ولم تقدم سياسة واحدة للخروج من الازمة”.
وأشار مولود الى “ان المصلحة تعيش على التسول والمساعدات من المنظمات الاجنبية للاستمرار بتشغيل المضخات ومحطات المعالجة ومحطات التوزيع، وان مسؤولينا مشغولون باستحقاقاتهم السياسية الفارغة وسياساتهم الموجهة نحو تعزير الانهيار وافلاس المؤسسات وافقار الناس”.
وقال:” الاصدقاء ابناء الشمال الحبيب، لعلمكم لا يمكننا تأمين المياه بالصورة الطبيعية من دون تأمين الكهرباء ونحن في حاجة فقط لـ 2 ميغاوات وهنا لا احمل مؤسسة كهرباء لبنان فقط المسؤولية فزملاؤنا في المؤسسة يعيشون نفس الحالة السيئة التي نعيش في ظل الانكفاء التام للحكومة والمعنيين بالتفكير بالحلول العملانية. وبالارقام ان كلفة تشغيل المضخات ومحطات الانتاج في مؤسسة مياه لبنان الشمالي لساعة واحدة هي بحدود الالف ليتر مازوت وبالتحديد 500 ليتر/ ساعة بالتمام لانتاج طرابلس ما يعادل باسعار المحروقات اليوم نصف مليار ليرة يوميا فقط لطرابلس، ونمنن عندما نعطى منذ ثلاثة اشهر 10 الاف ليتر من المازوت شهريا والكمية هذه تكفي لـ 20 ساعة عمل ( اعطينا ايضا 10 الاف منذ يومين )، للتوضيح منذ 4 ايلول فجرا والى الآن اعطينا 17 ساعة كهرباء مقابل 351 ساعة انقطاع بكلفة تفوق الـ 7 مليار ليرة لطرابلس عداك عن كل مواقع ومحطات المؤسسة في الشمال وما زال القطع مستمر لاجل غير معروف… للعلم ايضا تحملت المؤسسة خلال الثمانية اشهر السابقة انقطاع لـ 1056 ساعة كهرباء اي ما يقدر بعشرات المليارات من الليرات، كما ان المولدات المتوافرة غير مؤهلة للعمل 24/24 ولا حتى 24/16 وانما وضعت للاستخدام في الحالات الطارئة، عداكم عن اسعار المازوت المرتفعة نتيجة انهيار سعر صرف الليرة فهو في العديد من الايام غير متوافر لولا الجهود التي بذلت من ادارتنا لتأمينه، ويضاف انه ليس هناك من مولدات في الاحتياط والتكاليف الاخرى التشغيلية من فلاتر وزيوت وقطع غيار… اما المواطن ليس لديه كهرباء لضخ المياه الى الطوابق العليا نتيجة انقطاع الكهرباء والكلفة الباهظة للاشتراكات ويختصر بصرخته المعاناة لاكهرباء ولا مياه، وهذه المعادلة التي كنا نتمنى ألا نصل اليها”.
وختم :” نحن يا احبة، متروكون لهذا المصير لنتقاتل في ما بيننا، ونصبح المسؤولين أمام أهلنا وشعبنا بينما السياسة الواضحة للحكومة هي افراغ مؤسساتنا الشاغرة أصلا وعدم تأمين ابسط شروط الاستمرارية في الحماية الاجتماعية والصحية والمعيشية للمستخدمين والعاملين المكافحين رغم كل الضغوط والمآسي العامة والخاصة، وخوفهم ان يضيفوا لصرخة المواطن لا كهرباء لا مياه لا رواتب واجور. ونحن في المجلس التنفيذي لنقابة مستخدمي وعمال مؤسسة مياه لبنان الشمالي وأنا كرئيس، نشعر بحجم الأسى والحسرة بعيونكم وانتم تقدمون كل ما تملكون رغم خوفكم والمعاناة لاستمرار العمل وتأمين الخدمة للناس. لذلك ومن موقعي النقابي المسؤول ولأنني بت غير قادر على تحمل هذا الظلم في حق اللبنانيين عامة والشماليين وطرابلس والعاملين خاصة ولأنني مواطن لم يعد لديه من الحلول سوى المواجهة المحقة قررت طلب اعفائي من مسؤولية انتاج مياه طرابلس وقبول استقالتي من موقعي المفرغ من امكاناته واستكمال العمل النقابي اليومي في سبيل تحرير العاملين من ظلم هذا النظام”.