كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : على وَقع اشتداد الازمات على كل المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية، عبرت أمس ذكرى محاولة الاغتيال الغادرة والمشؤومة التي تعرّض لها نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع السابق ورئيس مؤسسة الانتربول الياس المر في 12 تموز 2005 التي كانت واحدة من العمليات الارهابية التي ضربت وتضرب لبنان وكل دول المنطقة ولم تنتهِ فصولاً بعد رغم كل محاولات مكافحتها محلياً وإقليمياً ودولياً.
وحلّت الذكرى هذه السنة ولبنان يتعرض أرضاً وشعباً لصنوف كثيرة من محاولات الاغتيال، فسيادته تغتال كل يوم براً وبحراً وجواً، فيما يُغتال اللبنانيون يومياً لقمة عيشهم وأعمالهم وكراماتهم في ظل عجز السلطات والمنظومة السياسية على اختلاف تلاوينها عن تقديم المعالجات الناجعة للأزمات ما حَوّل البلاد دولة فاشلة متروكة لقدرها.
كذلك مرّت ذكرى محاولة اغتيال المر في ظل عجزٍ رسمي وسياسي عن تأليف حكومة يعوّل عليها ان تنجز استحقاقات مصيرية بالنسبة الى مستقبل البلد المهدد بالانهيار الشامل، حيث تدور بين المعنيين خلافات حادّة تهدد بحصول فراغ حكومي يتبعه فراغ رئاسي في حال عدم تأليف حكومة جديدة وعدم انتخاب رئيس جمهورية جديد خلال المهلة الدستورية لهذا الانتخاب التي تبدأ مطلع ايلول وتنتهي في 31 تشرين الاول المقبلين حيث تنتهي ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
فيما لم تسجّل في عطلة عيد الاضحى المبارك اي تطورات ملموسة على جبهة التأليف الحكومي، يُنتظر ان تنشط الاتصالات بين المعنيين اليوم بعد عودة الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي من الخارج خلال الساعات المقبلة.
وتنتظر الاوساط المعنية ان ينعقد لقاء بين عون وميقاتي يكون الثالث بينهما منذ التكليف، وقالت انّ انعقاده سيكشف بطبيعة الحال ما وصلت اليه عملية تأليف الحكومة في ضوء التشكيلة الوزارية التي قدمها الرئيس المكلف لرئيس الجمهورية في لقائهما الاول، والتي يفترض انها موضع تشاور واخذ ورد بينهما توصّلاً الى اتفاق عليها واصدار مرسوم تأليفها.
إتصالات ميقاتي – عون
وقالت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية» ان ما تردّد في الساعات الأخيرة الماضية حول ملف التأليف الحكومي ليس جديدا، وانّ ما قيل عن «اتصال أجراه الرئيس ميقاتي بالقصر الجمهوري طالباً موعداً للقاء الرئيس عون وانّ الجواب كان «دقيقتين ومنرِدّ خَبر»، ولكن حتى اللحظة لا يوجد رد على هذا الطلب»، هو مجرد سيناريو قديم يتجدد الحديث عنه كل فترة.
واضافت هذه المصادر ان هذه الرواية تكون قد ظهرت بُعَيد اللقاء الثاني بين عون وميقاتي عندما ابلغه رئيس الجمهورية يومها ما معناه «ان لم يكن هناك أي تطور نلتقي لاحقاً عندما يحصل هذا التطور وعندها اهلا وسهلا».
وقالت المصادر العليمة بأجواء بعبدا لـ«الجمهورية» انّ ميقاتي اتصل برئيس الجمهورية عشيّة عطلة عيد الاضحى وقبَيل مغادرته لبنان الى الخارج، وأبلغ اليه بعد ان تشاورا في عدد من القضايا المطروحة أنه سيمضي عطلة العيد خارج لبنان وعندما يعود يفترض ان يلتقيه، وبعدها تبادلا التهاني بالعيد.
وعلى هذه الوقائع بقيت الإتصالات بين عون ميقاتي عند هذه المعطيات في انتظار ان تتجدد عند عودة الرئيس المكلف من الخارج.
«التسريبات الخبيثة»
ووصفت مصادر ميقاتي هذه الرواية بأنها من «التسريبات الخبيثة» التي يعمّمها مقرّبون من رئيس الجمهورية، وقالت انّ «المُستغرب عدم نَفيها لدى الدوائر المعنية في الرئاسة، وان الواضح حتى الآن ان لا انفراجة حكومية مرتقبة بعد انتهاء عطلة الاضحى، وانّ الامور متوقفة عند تقديم ميقاتي تشكيلته الحكومية الى رئيس الجمهورية الذي «يأخذ وقته» في درسها. وبَدا واضحاً من الاجواء أنّ الحديث عن استحقاق رئاسة الجمهورية يتقدّم على استحقاق تأليف الحكومة، رغم أهمية إنجاز الملف الثاني.
عظام الحكومة
أبلغت اوساط قريبة من «التيار الوطني الحر» الى «الجمهورية» انّ «أسوأ ما يمكن أن يحصل هو ان تتسلّم صلاحيات رئيس الجمهورية، عندما تنتهي ولايته، حكومة مستقيلة تُصرّف الأعمال، اي كمَن يملأ الغياب بالفراغ».
وشددت هذه الاوساط على «أن تفادي هذا الاحتمال المُضر بالبلد يستوجِب التعجيل في تشكيل حكومة مكتملة المواصفات، محذّرة من انّ تَولّي حكومة تصريف الأعمال صلاحيات رئيس الجمهورية يشكل تعديلاً بل اعتداء على اتفاق الطائف».
واتهمت الاوساط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بأنه «ينحو في هذا الاتجاه ويريد ان يستغلّ غياب موقع الرئاسة، حين ينتهي عهد عون، حتى يعيد إحياء عظام حكومته وهي رميم». ونبّهت الى انه «اذا تولّت حكومة تصريف الأعمال صلاحيات الرئيس في حال وقع الفراغ الرئاسي فستكون بالنسبة الينا في موضع «المشكوك فيها»، لأنّ تلك الصلاحيات يجب أن تنتقل الى حكومة أصيلة».
إطلالة لنصرالله اليوم
في هذه الاجواء يطلّ الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله الثامنة والنصف مساء اليوم عبر قناة «المنار» حيث ينتظر ان يتحدث عن مجمل التطورات السياسية المحلية والاقليمية والدولية، ومن المتوقع ان يتحدث عن الملفات الداخلية المطروحة ولا سيما منها الملف الحكومي والاستحقاقات المتصلة به. كذلك ينتظر ان يتحدّث عن ملف ترسيم الحدود البحرية وحقوق لبنان الغازية والنفطية في ضوء الطائرات الثلاث المسيّرة التي اطلقها «حزب الله» فوق حقل «كاريش» قبل اكثر من 10 ايام وما تبعها من ردود فعل داخلية واسرائيلية ودولية.
الترسيم
وعلى صعيد ملف ترسيم الحدود البحرية وانتظار لبنان الرد الاسرائيلي على مقترحاته الاخيرة التي حملها الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين الى تل ابيب، من المقرر أن يصل هذا الوسيط الأسبوع الجاري الى إسرائيل «ليجتمع مع وزيرة الطاقة الإسرائيلية، كارين الحرار، وأعضاء طاقم التفاوض».
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية «مكان»، أنّ «جهات فرنسية رسمية نقلت خلال الأيام الأخيرة رسائل إلى لبنان مفادها أنّ المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل تصبّ في خانة مصلحة بيروت، وأنّ الأعمال الاستفزازية كإطلاق المسيّرات قد تمسّ بعملية التحاور».
وبحسب «مكان»، أعربت مصادر كبيرة في إسرائيل عن «تفاؤلها» بتحقيق تقدم في المفاوضات.
وأشارت الهيئة الى أنّ «سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد أردان، أكد في رسالة بعث بها إلى مجلس الأمن الدولي أنّ إطلاق المسيّرات من قبل «حزب الله» هو محاولة واضحة لتهديد أمن إسرائيل»، معتبراً أن هذا الأمر «استفزاز قد يؤدي إلى تصعيد الأوضاع في المنطقة، ويجب أن تستنكره الأسرة الدولية بشدة».
وأكّد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أنّ «أفعال الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله تشكّل أرضية خصبة للإرهاب في لبنان»، مشيراً إلى أن «الرد سيكون مزلزلاً»، وذلك بحسب ما أفادت قناة «العربية».
ونقل الموقع الإلكتروني الإسرائيلي 0404، مساء، عن أردان قوله إنّ «حكومة بلاده طالبت مجلس الأمن بالتدخل بعد إطلاق «حزب الله» لطائرات من دون طيار فوق منصة كاريش للغاز الطبيعي الأسبوع الماضي».
وذكر الموقع الإسرائيلي أن «إسرائيل قد ادّعت أن إطلاق «حزب الله» للطائرات المسيرة نحو حقل الغاز «كاريش» يعدّ استفزازاً وانتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن، وانّ تل أبيب ستتخذ جميع الإجراءات لحماية بنيتها التحتية للطاقة».
قدرات الجيش البحرية
من جهة ثانية استقبل قائد الجيش العماد جوزف عون أمس في مكتبه في اليرزة، قائد القوات البحرية في القيادة الوسطى الأميركية الجنرال شارلز كوبر، في حضور سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان دوروثي شيا ووفد مرافق. وجرى خلال اللقاء، البحث في علاقات التعاون بين جيشي البلدين، ولا سيما منها تطوير قدرات القوات البحرية في الجيش اللبناني.
موظفو المالية
وفي مجال آخر أعلن رؤساء الوحدات في مديرية المالية العامة، في بيان أمس، استمرارهم في الاضراب، وذلك «بعد الخطوات التصعيدية إثر الاجتماعات والمناقشات المتتالية والمستمرة والاضرابات التي نفّذها موظفو مديرية المالية العامة، مطالبين بالحد الادنى للعيش، في ظل استحالة تأمين حاجات عائلاتهم، نتيجة التدهور الكبير في رواتبهم»، وقرروا «عدم العودة الى العمل او حتى الحضور لمدة يومين الّا بعد تأمين الحد الادنى اللازم والفوري لدفع رواتب موظفي وزارة المالية، وفق معادلة 8000 ليرة لبنانية للدولار، والعمل على مساواة الموظفين لناحية تغطية كلفة التنقّل على اساس احتساب ليترات بنزين مع الاخذ في الاعتبار مركز سكنهم». وأعربوا عن «اعتذارهم مسبقاً من المواطنين الكرام وموظفي الإدارات العامة على اعلان الاضراب المفتوح لمديريات ومصالح وصناديق وزارة المالية، ومن المسؤولين لعدم إمكانية الوجود في العمل وانجاز المهمات وحضور الاجتماعات»، آسفين «جداً لما آلت اليه الأمور».
مستشار النمسا
على صعيد آخر يستعد لبنان لاستقبال المستشار النمساوي كارل نيهامر، الذي يزور لبنان للمرة الاولى منذ تولّيه مهماته في العام 2021 على رأس وفد من المسؤولين الكبار يتقدمهم وزير الدفاع وعدد من الضباط الكبار إضافة الى مسؤولين حكوميين من مواقع مختلفة.
ويتفقد الرئيس السويدي والوفد المرافق، بعد لقائه رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة، وحدات بلاده في قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب («اليونيفيل»)، في وقت تستقبل هذه القوات وفوداً عدة من دول تشارك فيها قبل تمديد مهماتها في آب المقبل لولاية سنوية جديدة