نظمت الجامعة الأميركية في بيروت ،(AUB) ،ـعلى مدى 3 ايام، حفل التخرج ال 53 بعد المئة ل 2587 طالب وطالبة من كليات الجامعة السبع، ومنح الدكتوراه الفخرية في الإنسانيات للامعين قادوا وخدموا عبر مختلف المساعي البشرية.
ففي التاسع من حزيران، بعد منح الدكتوراه والماجستير والدرجات الطبية إلى خريجي الدراسات العليا، كُرّم خمسة لامعين عالميين بمنحهم أعلى تكريم من الجامعة وهو شهادة الدكتوراه الفخرية في الإنسانيات. وفي العاشر من حزيران، تتابعت الاحتفالات مع توزيع شهادات البكالوريوس على خريجين من كلية الآداب والعلوم، وكلية رفيق الحريري للتمريض، وكلية العلوم الزراعية والغذائية، وكلية العلوم الصحية.
وقال رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري، مخاطباً أساتذتها وموظفيها وخريجيها وعائلاتهم وأصدقائهم، “في السنوات التي مرّت منذ أن خضنا التحديات جميعنا في الجامعة الأميركية في بيروت لنصبح أكثر إنجازاً في الفكر، وضاعفنا عدد الطلاب الحاصلين على منحة كاملة. الأهم من ذلك، أنتم، طلابنا، مستمرّون في التفوّق أكاديمياً ومهنياً. لقد أحييتم الحياة الطالبية في الحرم الجامعي منذ عودتكم إليه في الأول من تشرين الأول. تتلقّفون الفرص وتغتنموها من أجل غد أفضل. تخوضون الانتخابات الطالبية، وتقيمون الحفلات الموسيقية، وتفوزون بأكثر الجوائز تنافسية في المسابقات الرياضية الدولية ومسابقات نموذج الأمم المتحدة العالمية.”
وتابع خوري: “أنتم البشرى السارة إلى العالم، وأملنا بأيام أفضل.”
وفي العاشر من حزيران، مُنِحت جائزة بنروز، التي تقدّم لخريجي الجامعة الأميركية في بيروت المتميزين تقديراً لأفضل صفات البحث العلمي، والشخصية، والقيادة، والمساهمة في الحياة الجامعية، لخريجة كلية الآداب والعلوم أمل أحمد المصري، وخريج كلية رفيق الحريري للتمريض محمد علي عاطف جواد، وخريجة كلية العلوم الزراعية والغذائية كارين بيضون، وخريجة كلية العلوم الصحية جوليا زيدان، التي قالت: “وأنتم تغادرون هذا المكان الجميل، تذكروا أن لديكم، يا أصدقائي، القدرة على تغيير العالم، وأنا أتطلع إلى تغييره معكم.”
وألقى دانيال دينيت، الحائز على الدكتوراه الفخرية والمعلم المشهور الذي احدث ثورة في الفكر وفي علم الاعصاب وعلم النفس الادراكي والذكاء الاصطناعي، كلمة تحدث فيها عن الإرادة الحرة كإنجاز وعن “محركي الدمى المحتملين الذين يكتشفون المزيد والمزيد من الطرق للسيطرة على الآخرين، وكيف أن اليوم سلاسل الدمى الأكثر فعالية التي اخترعت على الإطلاق هي الهواتف المحمولة”.
وشدد على أن “الدمية حرّة طالما أنها تحب خيوطها”، وقال: “رسالتي لكم جميعاً هي أحبّوا خيوطكم! واحموها من محرّكي الدمى المحتملين، حتى تتمكنوا من الحفاظ على استقلالكم، وإرادتكم الحرة، بدلاً من أن تصبحوا أداة غير واعية خاضعة لآخر. هذه هي الإرادة الحرة الوحيدة التي تحتاجونها”.
وفي الحادي عشر من حزيران تم توزيع شهادات البكالوريوس لخريجي كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة وكلية سليمان العليان لإدارة الأعمال. وفاز بجائزة بنروز من هاتين الكليتين الخريج جورج حيدر من الهندسة والخريجة دانييل سلامه من إدارة الأعمال.
وقال خوري: “إذ تغادرون هذا المكان حيث ناضلتم وكافحتم وأحببتم وهُزمتم وانتصرتم، إعلموا أنكم جزءٌ من شيءٍ أعظم من أنفسكم، شي حيوي يمكنكم المساعدة في جعله أعظم”.
وأضاف: “اعلموا أنه بما انكم من خريجي الجامعة الأميركية في بيروت فهذا يضمّكم بشكل دائم إلى مؤسسة تمتدّ من موطنها الأبدي في بيروت، إلى حرمها الجامعي الجديد في بافوس، قبرص، وإلى جميع البلدان والمناطق التي نخدمها ونؤثر فيها، في المشرق والعالم العربي وأفريقيا وأوروبا وأميركا وما بعد. كونَكم من خريجي الجامعة الأميركية في بيروت فان هذا يضمّكم إلى مجموعة من الأخوات والإخوة المتشابهين في التفكير، والتصميم، والعزم على العمل والتضحية من أجلكم ومن أجل الصالح العام.”
وألقى خريج كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة ايلي الخوند كلمة التخرج في الاحتفال نيابة عن الطلاب، فقال: “خريجو العام 2022، تجربة حلوة ومرّة أن ننطلق إلى العالم خلف أمواج المحيط التي ترطم بالشاطئ. ستبقى قلوبنا راسخة الجذور في هذا المجتمع النابض بالحياة الذي نسمّيه بيتنا والذي ندين له بنجاحنا.”
والقت كلمة التخرج، في الحادي عشر من حزيران وداد بوشماوي، الحائزة على الدكتوراه الفخرية من الجامعة، وعلى جائزة نوبل للسلام، والتي، كمساهمة في اللجنة الرباعية للحوار الوطني التونسي، نقلت بلدها، تونس، من أزمة اجتماعية سياسية إلى ديمقراطية تعددية في أعقاب ثورة العام ألفين وأحد عشر.
قالت بوشماوي، “أود أن أحضكم على اتخاذ روحية مبادراتية، سواءً كنتم عمالاً مستقلّين أو موظفين. وعندما تنطلقون مع شهادتكم في يديكم اليوم، فكّروا في أنه من أجل جعل رحلة حياتكم ناجحة، خُذوا بهذه الأُسس الأربعة”.