رأى الأمين العام ل”التيار الأسعدي” المحامي معن الاسعد في تصريح، “إن المشهد السياسي العام وتداعياته الإقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية هو نسخة مشوهه وأكثر إيلاما وكارثية عن المشهد الذي كان سائدا في حكومة الرئيس السابق للحكومة حسان دياب، عندما كان معظم اللبنانيين ومعها قوى من المنظومة السياسية الحاكمة تطالب بإستقالة حكومة دياب ونجحوا بإسقاطها”.
ولفت الى “أن المنظومة السياسية نجحت آنذاك في أخذ البلاد والعباد عن قصد أو عجز وفشل إلى مشهد أكثر مأسوية وقسوة لعدم قدرتها أو لأنها لاتريد على تسمية الرئيس المكلف ولا على تأليف الحكومة، وأقدمت على التلاعب بسعر صرف الدولار مقابل العملة الوطنية، وما يعني ذلك من إحتكار وغلاء في الأسعار وفلتان وفوضى وانهيارات متتالية للإقتصاد، وتذرعت السلطة حينها بالفراغ الحكومي الذي طال أمده وأدى إلى سوداوية المشهد وتدفيع المواطن اللبناني الأثمان الباهظة لانه دائما يكون هو الحلقة الأضعف في “صراع الفيلة” على المصالح الخاصة والتحاصص والفساد،الأمر الذى دفع بالذين طالبوا بإسقاط الحكومة إلى المطالبة بتأليف الحكومة الجديدة بالسرعة الممكنة”.
وأكد “أن السيناريو اليوم يشبه تماما وإن تغير الحدث، بحيث أن الجميع أمام مطلب وحيد يتمثل بإنتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه، في ظل إحتدام الأزمات وتفاقمها على كل المستويات، وكالعادة فإن الشعب هو الضحية وهو المستهدف وهو المقتول”، لافتا إلى “أن نصوص الدستور لم تحدد مهلة مهلة مسقطة لإنتخاب رئيس المجلس ونائبه وهيئة مكتبه،كما لم تنص على عواقب عدم الإنتخاب وماذا سيحصل بعدها، وهذا يعني في السيناريو المعد،أن رئيس مجلس النواب هو رئيس السن، وله الحق في رئاسة أي جلسة تعقد حتى من دون إنتخابه، وهذا هو جوهر الصراع المحتدم بين القوى السياسية”.
واعتبر “أن معركة انتخاب رئيس المجلس محسومة وإن لم تكن بأغلبية كبيرة كما هي العادة”، وقال:”أن المشكلة تكمن فقط في إنتخاب نائب رئيس مجلس النواب”، مذكرا النواب المنتخبين أنهم من دون إنتخاب رئيس للمجلس النيابي، هم ليسوا نوابا فعليين، وليس لهم أي دور وإنتخابهم يبقى حبرا على ورق، لأنهم لا يستطيعون المساءلة ولا المحاسبة ولا تقديم مشاريع القوانين”.
وقال:” هذا السيناريو الطاغي على ماعداه سيتزامن حكما مع مشاهد مؤلمة وقاسية إقتصاديا وماليا وإجتماعيا، وستتفاقم مع إرتفاع غير مسبوق لسعر صرف الدولار، والذي سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على الصعيد الخدماتي والحياتي والمعيشي، ويزداد معه الفقر والجوع والبطالة والذل والحرمان، مع إحتمال كبير ومتوقع لفقدان الكثير من السلع والمواد الغذائية والمحروقات والدواء والطحين من الأسواق”.
وأكد الأسعد أنه “أمام هذا السيناريو الخطير والمدمر، لا بد من إقتراب الانفجار الإجتماعي بإنتفاضات عارمة او بثورة شعبية، مما يسمح لأحزاب السلطة المسؤولة عما وصلت اليه الاوضاع للنزول إلى الشارع و”إحتلال” الارض والسيطرة تحت ذرائع وعناوين الإنتفاضة والثورة ضد التفقير والتجويع والظلم والاستبداد ليتحكموا من جديد ويحتكروا السلع ويظهروا للشعب أنهم وحدهم من ينقذه ويعيد له حقوقه وأمواله سلعه ولقمة العيش”.
وأكد الاسعد انه “لن يكون هناك حل أو بصيص أمل الا بحصول إختراق أو توافق إقليمي ودولي، ربما ينجح بإعادة خلط الأوراق وترتيب الاوضاع على الساحة اللبنانية، خاصة أن لبنان دخل عصر النفط والغاز، وبدء العدو الصهيوني بالتنقيب عنه في حقل “كاريش” وإنكشاف دور الطبقة السياسية في لبنان بالتعهدات التي اعطوها للأميركي والتي أدت إلى إعطاء العدو الصهيوني ما يطمع فيه في السلم بعد أن عجز أن يأخذه في كل حروبه على لبنان”.