اعتبر الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، كلمة له بمناسبة ذكرى وفاة القيادي في الحزب مصطفى بدر الدين، أن “نكبة فلسطين في 15 ايار 1948 لم تكن نكبة فقط للشعب الفلسطيني بل للعرب جميعا، ونكبة شعوب المنطقة، وما زالت هذه المنطقة وشعوبها يعانون من نتائج تلك النكبة”.
واشار الى ان “الرسالة القوية والمهمة ان الشعب الفلسطيني لم يعد ينتظر لا انظمة عربية ولا جامعة الدول العربية ولا مجلسا اسلاميا. وهو اليوم حاضر في الميادين والساحات. وانا أعتقد النه خلال ال 20 او 30 سنة الماضية، أن ايمان الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة أقوى من أي زمن، وهذه النكبة أريد لمثلها أن تحصل في لبنان، و كلنا يتذكر اجتياح 1982 ووصول الاحتلال الى ثاني عاصمة عربية بيروت، وكان لبنان امام نكبة لو قدر للاحتلال ان يستمر، تخيلوا لو لم يكن هناك مقاومة كيف ستكون النكبة التي يعيشها لبنان والشعب اللبناني”.
وأضاف: “في ذلك الوقت في لبنان، في الجبهة التي كانت ترفض الاحتلال كانوا يقولون اننا يجب أن ننتظر استراتيجية عربية موحدة. النظام الرسمي العربي الوحيد الذي دعم وقاتل وقدم الشهداء كانت سوريا، وجيل مصطفى بدر الدين لم ينتظر لا دولا عربي ولا اسلامية ولا مجتمعا دوليا. منذ الساعات الاولى للاجتياح، المقاومة في لبنان لم تبدأ بعد الاجتياح بل في الساعات الأولى للاجتياح”.
واعتبر أن “العلاقات العربية والهوية العربية هي من الامور التي لا يناقش فيها، لكن لا يتوهمن أحد ان العالم العربي قادر على حماية لبنان، هو لم يستطع حماية فلسطين عندما كان قويا وموحدا ومتماسكما ولم يستطع حماية لبنان ولم يساعد في تحريره، والذي يحرر ويحمي هو شعبنا وارادتنا ومقاومتنا ووعينا وثقتنا واتكالنا على الله وسواعدنا وهذا الجمهور الشريف والمبارك والمضحي، ولا اعتقد أن احدا في لبنان بعد 74 سنة من الصراع مع “اسرائيل” يمكنه أن يفتح حسابا للنظام الرسمي العربي”.
وسأل: “ماذا فعلت الدولة والسلطة لحماية لبنان في 17 ايار؟ ذهبوا الى اسوأ خيار الى التفاوض مع العدو من موقع الضعف والاستسلام وفاوضوا ووقعوا اتفاقية مذلة للبنان تنتقص من سيادته وتنتقص من كرامته وحريته على أرضه، ووافق عليها رئيس الجمهورية والحكومة وعرضت على مجلس النواب، وفقط نجاح واكيم وزاهر الخطيب هما من عارضا اتفاقية 17 ايار في مجلس النواب آنذاك، و كثير من أبناء الشعب اللبناني رفضوا اتفاقية 17 أيار وكان الرفض عابرا للطوائف، والمقاومة بكل فصائلها وقواها هي التي أسقطت 17 أيار. واتفاقية 17 لم تسقط المقاومة.المقاومون جيل مصطفى بدر الدين لم يستسلموا بل ازدادوا حماسة وحضورا، والدولة في الحقيقة هي الاطار الذي تتواجد فيه السلطة لادارة البلد، والسلطة التي كانت تدير هذه الدولة في الثمانينات هي التي وقعت اتفاقية 17 أيار، عندما تقول لي الدولة قل لي من هي السلطة التي تحكم الدولة؟”.
ورأى نصرالله أنه “يجب ان نسعى الى الدولة التي تكون سلطتها وطنية مخلصة صادقة شجاعة تقدم المصالح الوطنية على كل المصالح الأخرى، ونحن نؤيد عمل المؤسسات الأمنية في توقيف العملاء ونسادهم ونشد على أيديهم، لانه يظهر أن الاسرائيلي بات محتاجا الى عدد كبير من العملاء وبدأ يجند بطريقة غير متقنة وغير احترافية، ومطلوب من القضاء العسكري أخذ الأمور بجدية في ملف العملاء وأخذ قرارات حاسمة لأن بعض القرارات ليست بمستوى الخطر الذي يشكله هؤلاء العملاء وصادمة للشعب اللبنانية”.
واعتبر أن “معركة القصير هي التي أسست لتحرير المناطق الحدودية في الجرود بين لبنان وسوريا”.
وأشار إلى أن “خيارات فريقنا السياسي كانت دائما هي الصائبة وهي التي انتصرت منذ العام 1982 إلى اليوم”، موضحا أن “القضية في لبنان هي مسألة خيارات منذ الاجتياح إلى اليوم مرورا بالحرب الكونية التي شنت على سوريا”.
ولفت الى أن “الانقسام في لبنان لا يزال موجودا وهو اليوم حاد وبالتالي نحن مقبلون على تحديات”، وتوجه الى “من يناقش بالانتماءات الوطنية: نحن أكثر المعنيين بالحفاظ على البلد وهويته”.
وتابع: “نحن هنا ولدنا وهنا ندفن ولا يتوقعن أحد أننا سنضعف أو نتخلى عن بلدنا الذي دفعنا من أجله كل هذا الدم الغالي”، لافتا إلى أنه “في لبنان نحن اليوم أمام تحديات كبيرة وخطيرة جدا”.
وأوضح السيد نصر الله أن “التحدي الداهم هو الأزمة الاقتصادية والمعيشية وأزمة الخبز والدواء والكهرباء وليس سلاح المقاومة”، وقال: “ان أكثر من يعرف الفريق الذي ندعوه للشراكة اليوم هم الأميركيون ومنهم ديفيد شينكر”.
واضاف: “ان “شينكر الذي هو أعرف بهم وصفهم بالنرجسيين والشخصانيين أي أنه لا تهمهم مصلحة البلد والناس”، مشيرا إلى أنه “بحسب الخبراء فإن بعض الدول المطبعة مع إسرائيل وضعها الاقتصادي على حافة الانهيار وإحداها بدأت ببيع أصولها”.