بمناسبة مرور أربعين يومًا على استشهاد القائد الوطني الكبير، عضو المجلس الوطني الفلسطيني وعضو قيادة حركة “فتح” – إقليم لبنان وأمين سر المكتب الحركي للشباب والرياضة في لبنان، اللواء محمد زيداني (ابو أحمد زيداني)، الذي جمع مكارم الأخلاق وشجاعة الثوار وحب “فتح” في باقة واحدة اسماها فلسطين، نظّمت جمعية التواصل اللبناني الفلسطيني حفل تأبين وبيت عزاء عن روحه الطاهرة، اليوم الخميس ٥-٥-٢٠٢٢ في منزل نائب رئيس جمعية التواصل اللبناني الفلسطيني عبد فقيه “أبو باسل” في بلدة طيردبا الجنوبية.
وتقدم الحضور القائد العسكري والتنظيمي لحركة “فتح” في منطقة صور اللواء توفيق عبدالله وسعادة النائبين في البرلمان اللبناني علي خريس وحسين الجشي، وسعادة سفير دولة فلسطين في إقليم كردستان العراق السفير نظمي حزوري، والارشمندريت بشارة كتورة ممثلاً المطران إيلي حداد، وإمام بلدة طيردبا الشيخ حسن الزيات، ورئيس بلدية طيردبا الدكتور وئام فقيه، وقيادة وكوادر حركة “فتح” في منطقة صور ومنطقة عمّار بن عمار، وعضو المكتب السياسي لحركة “أمل” عباس عباس، وشخصيات وفاعليات ومخاتير ورؤساء بلديات، وشخصيات اعتبارية واجتماعية وإعلامية وجمعيات وأندية وعدد من أبناء شعبنا الفلسطيني واللبناني في منطقة صور.
بداية المناسبة كانت مع تلاوة سورة الفاتحة والوقوف دقيقة صمت عن روح الشهيد “أبو أحمد زيداني” وأرواح شهداء لبنان وفلسطين وفي مقدمتهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، ومن ثم ألقى عريف الاحتفال الإعلامي بلال حجازي كلمة أشاد فيها بمناقبية الشهيد الراحل اللواء محمد زيداني، وقال: “لقد تعلمت وتعلم أبناء شعبنا الفلسطيني منه الكثير الكثير، لأن أبا أحمد كان مدرسة في النضال والعطاء، فسلامًا لروحك الطاهرة. لقد رحلت عنا بصمت وهدوء، كنت مخلصًا لتراب فلسطين وكنت تواقًل للعودة إلى أرض الوطن وزرتها بالفعل أكثر من مرة وكنت دائمًا رجل عندما تعز الرجال”.
وألقى بالمناسبة نائب رئيس جمعية التواصل اللبناني الفلسطيني عبد فقيه كلمةً رحّب فيها بالحضور الكريم، موجّهًا التحية لروح الشهيد أبو أحمد زيداني الذي نسج أفضل العلاقات اللبنانية الفلسطينية، وعاهده على متابعة السير على خطاه ونهجه ونهج الشهداء الأبرار كافةً وعلى رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات.
ثم القى سعادة النائب حسين الجشي كلمة بِاسم كتلة الوفاء للمقاومة أشاد فيها باللواء زيداني ودوره الوطني المقاوم وقال إنَّ زيداني كان من رجال فلسطين الشجعان من رجالات حركة “فتح” الأشاوس، استشهد على درب النضال من أجل العزة والكرامة”.
وأضاف: “نعاهد الشهيد أبا أحمد أن نبقى على طريقه، فالوعد هو الوعد والعهد هو العهد”، مؤكدًا أن “فلسطين ستتحرر بالمقاومة ونحن لن نتخلى عن الشعب الفلسطيني وسنبقى معه”، وموجهًا التحية إلى شهداء القدس والعمليات البطولية في فلسطين.
ثم ألقى الأب بشارة كتورة كلمةً أكد فيها أن اللواء زيداني كان محبًا متسامحًا لا يفرق بين مسيحي ومسلم، وقال: “كان فلسطينيًا حقيقيًا مُحبًّا لكل الناس. كان يشاركنا في الأفراح والأتراح والأعياد ويحمل إلينا الهديا من بيت لحم والأراضي المقدسة في فلسطين، ولقد حزنا حزنًا كبيرًا على رحيله المبكر”، متمنيًا عودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وألقى السفير نظمي حزوري كلمة أصدقاء الراحل ابو احمد زيداني مترحمًا على الصديق والأخ ورفيق الدرب ابن فتح التي كبر فيها وكبرت فيه.
كما أشاد بجمعية التواصل اللبناني الفلسطيني التي أسّسها اللواء زيداني للحفاظ على العلاقة الأخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، ووجه التحية لفخامة الرئيس محمود عبّاس على مواقفه الوطنية الثابتة مؤكدًا أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية داعيًا إلى تعاون الجميع من أجل دعم صمود شعبنا المناضل في الوطن والشتات.
وألقى النائب علي خريس كلمةً استذكر فيها العلاقة الأخوية التي كانت تربطه مع اللواء زيداني وحركة “فتح”، وأشاد بالشهيد زيداني الذي حمل هموم شعبه المناضل، وأكد وقوف الشعب اللبناني مع فلسطين، وقال: “لن نطبع مع الاحتلال حتى ولو طبع كل العالم مع هذا العدو الغاصب”.
كما أكد النائب علي خريس عمق العلاقة الفلسطينية اللبنانية المتعمدة بالدم، هذه العلاقة التي أرساها سماحة السيد الإمام المغيب السيد موسى الصدر والشهيد القائد الرمز ياسر عرفات مؤكدًا: “كنا وما زلنا وسنبقى مع فلسطين حتى النصر والتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”.
ثم ألقى اللواء توفيق عبدالله كلمة حركة “فتح” قال فيها: “نجتمع اليوم في ذكرى أربعين فقيدنا الغالي اللواء محمد زيداني” أبو أحمد”، فقيد الشعبين اللبناني والفلسطيني ورئيس جمعية التواصل اللبناني الفلسطيني والذي عمل على تأسيس هذه الجمعية منذ سنوات مع بعض الرموز والإخوة المناضلين من لبنانيين وفلسطينيين. كان من أولويات هذه الجمعية ومن صلب أهدافها الحفاظ على العلاقة المميزة والمتينة بين المخيم والجوار، ومن هذا الجوار الجنوب الحبيب توأم فلسطين وأنفاسها الطيبة، كيف لا تكون هذه العلاقة طيبة ونحن أصحاب قضية واحدة فنحن المهجرون قسرًا من أرضنا وأنتم المضطهدون الذين دفعتم ضريبة الحرمان وضريبة فلسطين وما زلتم تدفعون الضريبة وتدافعون عن القضية الفلسطينية”.
وأضاف: “إخوتي الأحباء إخواني النواب يا من أنتميتم إلى هذا الخط الجهادي المقاوم ولم تأخذوا الإذن من أحد لأنكم كنتم مقتنعين تمام القناعة بهذه الطريق الواضحة نحو الحق ونحو فلسطين، ونحن إخوانكم أبناء الشعب العربي الفلسطيني أبناء فتح أبناء الرصاصة الأولى لن نكون إلا العون والسند للأوفياء الذين حضنوا الشعب الفلسطيني وحموا القضية الفلسطينية فمن أوفى منكم وها هو السيد المغيب موسى الصدر يقول بجبتي وعمامتي سأحمي القضية الفلسطينية، ونحن سنحمي بكل قدراتنا وطاقاتنا أهل المقاومة وشعب المقاومة وهذا الجنوب الطاهر الذي تعمد بالدم وكتبنا فيه سويًا سطور المجد والعز والإباء بدماء شهدائنا الأكرم منا جميعًا”.
وتابع اللواء عبد الله: “نعم إخوتي نحن كأبناء “فتح” وإن كنا على الحياد في الشأن اللبناني الداخلي لكن هناك مراحل صعبة وحساسة تتطلب أن نكون واضحين فيها ومخلصين. فنحن اليوم واضحون جدًا وسنكون مع من كان معنا ومن كان إلى جانبنا. فمن بايع شعب فلسطين بالدم والأرواح لن نبخل عليه بأي شيء وستكون “فتح” في الخندق الصحيح في مواجهة كل المؤامرات الإسرائيلية والأمريكية التي تهدف إلى زرع الفتن وتشتيت الشعب اللبناني الشقيق ومحاولة العبث بهذا البلد المقاوم الصلب تارة بالتهديدات العسكرية وطورًا بالحروب الاقتصادية التي تهدف إلى ضرب صورة المقاومة بين شعبها وجماهيرها، لكننا في هذه المرحلة الحساسة والتي تطلب وعيًا أكبر وأوضح علينا أن نقف إلى جانب المقاومين وعلينا أن نقول بوضوح للشعب اللبناني أنتم أمام امتحان كبير لإسقاط الغطرسة الأمريكية وما يحاك لهذا البلد ونحن معكم وإلى جانبكم.
كيف لا نكون معكم وأنتم الأقرب إلينا ولا أبالغ حين أقول إنَّ لبنان وجنوبه خاصة أعطى فلسطين والشعب الفلسطيني ما لم تعطِهِ أي دولة عربية وللأسف أبناء جلدتنا وما يسمون أنفسهم بالعرب الذين يتهافتون للتطبيع لم نتلقى منهم سوى الخناجر والطعنات المتتالية”.
وأكّد أننا اليوم أمام امتحان صعب أيضًا في عاصمتنا الأبدية القدس الشريف التي تتعرض لأبشع حملات التشويه والتهويد والاعتداءات على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، مضيفًا: “فكونوا على العهد والوعد كما عرفناكم منتصرين لفلسطين وشعبها وقدسها وأنتم أهل الوفاء الذين لم تتركونا يومًا، ونقولها من القلب ومن الأعماق وليست مجاملة يا جنوب العلماء والطاهرين يا أبناء القائد عماد مغنية وأبناء محمد سعد وخليل جرادي والشيخ راغب والسيد عباس الذين صنعوا مدارس الجهاد وكان قلبها فلسطين ونبضها القدس”.
وأردف اللواء عبدالله: “في الذكرى الأربعين لرحيل فارس الجنوب وعاشقه القائد اللواء أبو أحمد زيداني الذي ترعرع في أحضانه فدائيًا في الزمن الصعب ولاحقا كان من صناع العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني
نجدد الوفاء لأخينا القائد أبو أحمد بتعميق العلاقة الإخوية بيننا فهذا الوفاء لشهيدنا الذي لم يكن يترك أحدا من أهلنا وإخواننا وأشقائنا اللبنانيين إلا ويكون السباق لزيارتهم في المناسبات الدينية والوطنية فدور الفتوى وكنائس الجنوب ونوابه ومخاتيره وأعيانه يعرفون من هو أبو أحمد صاحب الكلمة الفصل والحضور المميز والدائم في كل الأوقات”.
وتابع: “نعم يا أبا أحمد أيها العاشق لفلسطين وثراها أيها الكريم العزيز الذي يحب الجميع ويسعى في الخير والعطاء، رحلت يا قائدي ونحن بأمس الحاجة إليك، أبا أحمد في ذكراك نجدد البيعة والولاء لله أولاً ولفلسطين ولإخوتنا الأوفياء المخلصين في المقاومة وعهدنا أن نكون إلى جانبهم.
نشكر لكم مواساتكم في فقيدنا اللواء أبو أحمد زيداني وأعظم الله أجوركم إخوتي وأحسن الله عزاءكم، رحمك الله أيها الفدائي اللواء وجعل مثواك الجنة مع الأنبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا”.
ثم كانت كلمة لملتقى الجمعيات الأهلية في صور ومنطقتها ألقاها د.محمد فقيه حيّا فيها الشهيد أبو أحمد زيداني القيادي البارز ابن” فتح” والثورة الفلسطينية.
ثم ألقى الشيخ حسن زيات موعظة من وحي المناسبة، واستمع الحضور للشاعر عمر زيداني الذي ألقى قصيدة رثاء باللواء زيداني.
وفي ختام الحفل شكر عريف الاحتفال بلال حجازي الحضور كافةً على مشاركتهم في إحياء الذكرى.
إعلام حركة فتح – إقليم لبنان