علّق عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم على مسألة إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري إطار الإتفاق لترسيم الحدود، معتبرًا أن “ما خرج به بري كان متوقعًا، وسبق وأعلن في شهر آب عن التوصّل إلى تفاهم وإتفاق للإطار العام وكان ينتظر الجواب من الموفد الأميركي ديفيد شينكر الذي ذهب ليبحث الملف مع الجانب الإسرائيلي، واليوم اكتملت الصورة وأتى الجواب الأميركي على المفاوضات التي لا نعلم إلى أين ستصل”، معتبرًا “أنّنا لا نزال في بداية الطريق، وإعلان بري أمس كان بمثابة الخطوة الأولى على طريق الألف ميل، وبادرة إيجابية في تأكيد الحق اللبناني في البر والبحر”.
وفي حديث لـ”النشرة”، تطرّق هاشم إلى إعتبار البعض أن إعلان بري هو إعتراف بشرعية إسرائيل، معتبرًا أن “بعض المفردات التي يطلقها أصحاب النوايا الخبيثة لن تقدّم أو تؤخر، فهذا الموضوع عقائدي وايدلوجي وهو من القضايا المبدئية والثوابت الوطنية بالنسبة إلى بري ومن يمثّل في النهج والخط السياسي، ولا أحد يمكنه المزايدة عليه في هذا الموضوع”، داعيًا إلى “الإقلاع عن مثل هذه الأقاويل، فإسرائيل ستبقى في نظرنا كيانًا محتلًا وعدوًا للبنان”.
وحول الخرائط التي كشف عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتتضمّن مخازن أسلحة مزعومة، رأى هاشم أن “مزاعم نتانياهو دليل واضح على مدى المكر الإسرائيلي، وهي تؤشر إلى نوايا إسرائيلية في العدوان على لبنان في لحظةٍ ما، وهم يعملون على تهيئة الظروف المناسبة لهم”، مؤكدًا أن “الخرائط الكاذبة التي نشرها إنّما تشكّل إعلانًا صريحًا بأن لبنان لا يزال في دائرة الخطر والأطماع العدوانية الإسرائيلية”.
وتعليقًا على ربط نتانياهو بين مخازن السلاح وإنفجار مرفأ بيروت، سأل هاشم: “من قال أنه تمّت تبرئة إسرائيل من انفجار المرفأ”؟، مؤكدًا أن “فرضية قيامها بعمل عدواني في المرفأ لا تزال قائمة”.
وعلى المستوى السياسي، أعلن هاشم أنه “حتى الآن ليس هناك أي حراك في الملف الحكومي، ولا يزال الجمود سيد الموقف”، معتبرًا أن “ما وصلت إليه مرحلة التأليف قبل إعلان السفير مصطفى أديب اعتذاره عن الاستمرار بمهمّة تشكيل الحكومة جعلت موضوع التريّث أمرًا طبيعيًا لتقييم المرحلة السابقة بشكل موضوعي وواقعي، كي لا نقع في ذات المحظور مما سيدخلنا في أزمة جديدة نحن بغنىً عنها”.
ولفت هاشم إلى “أننا نحتاج في هذه المرحلة إلى توسيع دائرة التفاهم لتفادي السلبيّات التي واجهتنا في السابق، ولنعرف كيف نبني على الإيجابيات كي لا يقتلنا الوقت فيما بعد، وصحيح أنّنا لا نملك ترف الوقت ولكن لا يجب أن نتسرّع”.
وفي حين أكدّ أن المبادرة الفرنسية لا تزال قائمة بحسب ما أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وبإصرار مختلف القوى السياسية اللبنانية، أوضح هاشم أن “الاستهداف الأميركي أثّر عليها مما جعلها تترنّح”، معتبرًا أن “الواقع اللبناني غير منفصل عن المجريات والتطورات العربية والإقليمية والدولية، وقد يكون الارتباط بمسألة الانتخابات الرئاسية الأميركية أحد جوانب التأخير والمماطلة ولكن الأكيد أنه ليس السبب المباشر والوحيد”.