نور علي زريق – غرقت سفينة اللبنانيين في أعماق المحيط ، فتحولت جنتهم الى جحيم و انقسموا مؤيدين و معارضين و البعض وقف على الحياد منتظرين النجاة او الموت ببطء ، و خلال هذه الأزمة ارتفعت أسهم الإعلاميين جداً واصبحوا الكيان الأقوى ، فهم برعوا في تزوير الحقائق مما غيّر وجهات النظر تدريجيا . لكن هذه النظرية لا تشمل الجميع، فهناك إعلاميين شرفاء موضوعيين ” لا يصطادون في الماء العكرة”، ينقلون الحقائق بصدق، منهم الإعلامي المخضرم رودولف هلال.
قدم رودولف خلال مسيرته الاعلامية باقة من أروع البرامج التلفزيونية الأخلاقيه والهادفة التي شكلت زوبعة قلق لدى البعض، فمع انخفاض وارتفاع المحتوى الأخلاقي و المهني لبعض البرامج ، استطاع رودولف بأسلوبه الخاص ان يساهم في رفع المستوى الفكري و تسلية المشاهدين في آنٍ معاً من خلال تقديم برنامج ” المجهول” الذي يعرض حالياً على قناة ال lbci وموقع صوت بيروت انترناشونال.
استضاف رودولف خلال الحلقات السابقة إعلاميين، سياسيين، ممثلين و مغنين من ألمع مشاهير العالم العربي ، وعقب عرض كل حلقة يحقق هلال نسبة مشاهدات عالية ويتصدر اسم البرنامج “ترندات” مواقع التواصل الاجتماعي. فما يميزه؟.
ان البرامج الحوارية سلاح ذو حدين تعتمد على أخلاقيات الإعلاميين والضيوف مما يسمح برفع المحتوى او انخفاضه لأقصى درجة. فمن الضروري الإشارة إلا نقطة مهمة انعدمت لدى البعض لكنها موجودة لدى هلال، الا وهي لغة الحوار، بمعنى محاصرة الضيف او ان صح التعبير” استنزافه لكشف المستور ” و لاخد تصاريح نارية بواسطة اختيار الألفاظ والكلمات الراقية، التي لا تجرح، تهين و تقلل من قيمة الضيوف ، بأسلوب محترم لا يخدش الحياء، يتماشى مع شخصية مقدم البرنامج و الضيوف. وهنا نحن نتكلم عن عدة برامج مثل ” المواجهة ” الذي عرض منذ مدة و المجهول حالياً وغيرهم، اما الوقوع في فخ التكرار والاهانات اللفظية لرفع عدد المشاهدات ليست موجودة في قاموس رودولف.
ختاما ، وجود رودولف وأمثاله يعزز من قيمة وجوهر المادة المعروضة و يضيف للإعلام اللبناني الكثير، اما ضيفه في الحلقة المقبلة فهو المجهول الذي ينتظر الجميع.