اعلنت لجنة كفرحزير البيئية في بيان انه “لمناسبة انعقاد المؤتمر الثاني والعشرين للاطراف الموقعة على اتفاقية برشلونة لحماية البيئة البحرية والمنطقة الساحلية للبحر المتوسط في انطاليا – تركيا، ولبنان احد هذه الاطراف الموقعة والمشاركة، ان مصانع الاسمنت (الترابة) ومقالعها الخطيرة، ومصانع الاسمدة الموجودة على الشاطىء تعتبر التهديد الوجودي المريع بالفناء الشامل لهذا الحوض من البحر المتوسط الذي هو اقل البحار عمقا في العالم، ولا يتحمل اي تلوث جرثومي وكيميائي بدت ظواهره واضحة في القضاء على مئات فصائل الحياة البحرية، وعلى تلويث الينابيع البحرية بمياه الصرف الصناعي وبالمعادن الثقيلة وعلى القضاء على معظم الاعشاب البحرية التي ندين لها باطلاق الاوكسجين الذي شكل طبقة الاوزون منذ مئات ملايين السنين”.
وقالت:”فهل يعقل ان تأتي صناعة ثقيلة ملوثة قاتلة لتلعب الدور الاسوأ في تدمير هذا الكوكب بالمطر الاسيدي الذي تنشر فوق البحر المتوسط ودوله، وبانبعاثات الفحم الحجري والبترولي وبمياه غسيل هذا الفحم القاتل، وتحول هذا الحوض من المتوسط الى بحر ميت ومنطقة محروقة والى بؤرة لتهديد الحياة الانسانية”.
وتابعت:”بما ان التهديد الخطير لمصانع الترابة قد تعدى لبنان ليصل الى معظم دول البحر المتوسط، وبما ان هذه الدول قد ابدت غضبا شديدا من ارتكابات شركات الترابة غير الشرعية في شكا والهري وبخاصة انبعاثات الزئبق التي تصل من مصانع هذه الشركات الى هذه الدول، وبما ان اتفاقية برشلونة التي وقع لبنان عليها تفرض حماية البيئة البحرية والمناطق الساحلية من خلال اتخاذ اجراءات لمنع التلوث والقضاء عليه اضافة الى حماية التراث الطبيعي والثقافي في حوض المتوسط وسواحله، وبما ان هنالك بعض ما يمكن انقاذه من الحياة البحرية والطبيعية والانسانية، فمن الضروري اقفال شركات الترابة ونقلها الى مكان بعيد عن الشاطىء وعن البيوت والمدن والقرى، والزامها استيراد الكلينكر تزامنا مع السماح باستيراد الاسمنت المستخرج من الصحاري الخالي من الغش والتلوث”.
وختمت:”ليتوقف اصحاب شركات الترابة عن اعادة تمثيل مسرحيات التهريج، وارسال بعض عمالهم الى الوزارات المعنية من اجل اعادة عمل مقالعها الخارجة على القانون تحت طائلة التهديد بقطع لقمة عيشهم، بعد ان استغلت هؤلاء العمال ابشع استغلال طوال عشرات الاعوام وصرفت تعسفيا مؤخرا نحو مئة عامل لبناني، واعطتهم تعويضات هزيلة بالليرة اللبنانية لتتخلص من دفع حقوقهم الفعلية ما يكشف وجهها الاستثماري الاحتكاري القاتل”.
