أعلن الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله في كلمة ،لمناسبة يوم الشهيد في احتفال أقيم في ثانوية المهدي -الحدث، تحت شعار “أحياء فينا”، أننا “اليوم كما في كل سنة في 11-11 نُحيي ذكرى يوم الشهيد، للتذكير فقط لمن يُتابعوننا وُيُواكبوننا على الشاشات على التلفزيون، هذه المناسبة تعود ذكراها إلى 11-11 – 1982، أي بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان بأشهر قليلة، عندما قام فاتح عصر العمل الإستشهادي في لبنان وأمير الإستشهاديين أحمد قصير، الشاب الذي لم يَبلغ العشرين من العمر ، بإقتحام مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في مدينة صور، والذي أدى إلى تدمير هذا المقر بالكامل، وأَسقط ما يَزيد عن مئة ضابط وجندي إسرائيلي في أقوى ضربة عسكرية تَلقاها العدو من حركة مقاومة منذ قيام هذا الكيان.
وفي كل سنة، كُنت أُجدد القول وأقول: ما زالت عملية الإستشهادي أحمد قصير الأقوى في تاريخ المقاومة، على أمل أن تأتي عملية أقوى منها إن شاء الله في المستقبل للمقاومة في قلب فلسطين وفي عمق فلسطين أو في أي ساحة من ساحات المواجهة مع العدو الإسرائيلي.
أضاف : “إختار حزب الله منذ البداية هذا اليوم العظيم والمبارك في تاريخ المقاومة، في تاريخ المقاومة في لبنان عموماً، في تاريخ المقاومة الإسلامية تحديداً، وفي تاريخ المقاومة في المنطقة في مواجهة المشروع الصهيوني، إختار هذا اليوم ليكون يوماً لكل شهدائه، نحن نَعتبر هذا اليوم هو بمثابة ذكرى سنوية لكل شهيدٍ وشهيدةٍ في مسيرتنا، من علمائنا وقادتنا، من سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي إلى أُم ياسر إلى إبنه حسين، إلى شيخ شهداء المقاومة الإسلامية الشيخ الشهيد السعيد الشيخ راغب حرب( رضوان الله تعالى عليه)، إلى قادتنا الجهاديين الكبار: الحاج عماد مغنية، السيد ذوالفقار، القادة الكُثر، الذين لا أُريد أن أقول إسماً حتى لا أقول أسماء وأترك أسماء أخرى، إلى شهدائنا الإستشهاديين الذين اقتحموا بأجسادهم وأرواحهم مواكب العدو وقلاع العدو، إلى كل شهدائنا المجاهدين الذين حضروا في كل الميادين وفي كل الساحات، ودافعوا عن هذا البلد وعن هذه الأمة وعن هذه القضية، هذه ذكرى سنوية لهم جميعاً، ولذلك كل عائلة شهيد في حزب الله وفي مسيرتنا المقاومة تَعتبر هذا اليوم يوم شهيدها، سواءً كان هذا الشهيد أباً أو أخاً أو زوجاً أو إبناً أو عَماً أو زوجةً أو إبنةً، الكل يَحمل هذه المشاعر في مثل هذا اليوم.
نحن طبعاً في مسيرتنا وفي ثقافتنا للشهيد مكانة عالية جداً، نحن نُعظم الشهداء، ولقاؤنا اليوم أحد تعابير عن هذا التعظيم، نَحترم الشهداء، نُقدر الشهداء، وهذا في الحقيقة إلتزاماً بإيماننا الإسلامي والقرآني، وإتباعنا لأنبياء الله سبحانه وتعالى، لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي عَظمهم وهو الذي خَصهم بالذكر والفضل وعُلو الدرجات، وقال: ” انهم عنده، وأنهم أصحاب الأنوار في ذلك العالم، في الآيات القرآنية، في الروايات ، في الأحاديث ما تَسمعونه على مدار السنة عن حياتهم عند الله سبحانه وتعالى، عن حياتهم الحقيقية الآن في هذا الوجود، عن مكانتهم، عن درجتهم، عن عُلو درجاتهم، عن جوارهم، عن الروح والريحان والرضوان، هذا كله من ثوابتنا الإيمانية والعقائدية، ونحن تَبعاً لهذا التوجيه ولهذا التعليم أيضاً نُعظمهم، ليسوا لأنهم إخواننا أو لأنهم أبنائنا أو أحبائنا، ليس انطلاقاً فقط من العلاقة العائلية والعاطفية، وهذا مكانه محفوظ، وإنما انطلاقاً أيضاً من هذه الخلفية الإيمانية والقرآنية”.
وتابع:” نحن نُعظم الشهداء منذ البداية، حتى شهداء ما قبل الإسلام، الإسلام جاء وعظمهم وقدمهم للمسلمين في بداية الدعوة الإسلامية مع رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم)، قدمهم كنموذج وأُسوة وقدوة ليقتدي بها المسلمون، ليصبروا وليتحملوا وليطيقوا وليثبتوا في هذا الطريق الصعب، طريق ذات الشوكة، ولطالما قرأنا في رواياتنا عن أتباع الأنبياء (عليهم السلام)، الأتباع السابقين، الأنبياء السابقين، وخصوصاً عن أتباع السيد المسيح( عليه السلام)، خصوصاً في المراحل الأولى، كم عُذّب هؤلاء، في بعض الروايات كانت تقول لنا أنظروا إلى هؤلاء الذين سبقوكم، قُطّعوا، قُرّضوا بالمقاريض، يعني قطعوهم بالمقص وبالسكاكين والسيوف، كانوا يقطعوهم أعضاءً أعضاء، كانوا يصلبوهم، كانوا يجلدوهم، كانوا يحرّضوهم، هناك قرية بكاملها حفروا لها أخدوداً وملأوه بالنار وخيّروهم بين أن يُلقو في النار ويثبتوا على ايمانهم وبين أن يتخلوا عن ايمانهم لينجوا من هذه الحفرة من عذاب النار، ولكنهم في هذه القصة الكبار والصغار والرجال والنساء والأطفال رفضوا أن يتخلوا عن إيمانهم وهذا درس لنا حتى في هذا الزمن. اليوم الأخدود هو أخدود من نوع آخر، ليس أخدوداً من نار ملتهبة، أخدود أزمات معيشية وحصار وضغوط نفسية وحروب إعلامية وما شاكل، وضعوهم على حافة الأخدود ووضعوهم بين خيارين إما أن تكفروا بالله الواحد الأحد وتتخلوا عن إيمانكم وإما أن نلقي بكم في هذا الأخدود، واختاروا طريق الشهادة ولذلك عظّمهم القرآن وعظّمهم رسول الإسلام، والشهداء منذ بداية هذه المسيرة الإسلامية هم معظمون عندنا، من أول شهيدة في الإسلام السيدة سمية أم عمار وزوجها الشهيد ياسر أبو عمار، وهذه طبعاً قد يكون فيها إشارة معنوية خاصة أن يكون أول دمٍ يُراق في سبيل الإسلام ودعوة التوحيد وثورة المظلومين في مكة أن يكون لإمرأة، لسيدة هي السيدة سمية ولرجل هو كبير في السن، وهذا يعني أنه منذ البداية تقدم الآباء والأمهات ولحق بهم الأبناء وواصلوا هذا الطريق وثبتوا في هذا الدرب. شهداء الإسلام في بدر، شهداء الإسلام في أحد، شهداء الإسلام على طول الطريق كانوا دائماً موضع احترام وتقدير، إلى شهداء كربلاء الذين لهم مكانة خاصة عندنا، بالأخص شهداء بدر وشهداء كربلاء نتيجة ما بينهما من صلة وعلاقة وثيقة في خلفيات المعركة، في طبيعة المعركة، في نتائج المعركة، نتحدث عن ذلك عادة وطويلاً في مواسم عاشوراء. إذاً هؤلاء الشهداء عندنا هم موضع تقدير وتعظيم واحترام كبير جداً”.
وقال”:”نحن نرى أيضاً في الشهداء – غير انجازاتهم نتحدث عنها بعد قليل – نرى فيهم ثروة هائلة لنا، ثروة روحية ومعنوية وعاطفية، ببركة هؤلاء الشهداء في بيوتنا، في مدننا، في قرانا، في أحيائنا، في عائلاتنا وعشائرنا، في كل مناطقنا، ببركة هؤلاء الشهداء هناك عاطفة، هناك حميم، هناك حب، هناك عشق، هناك آثار نفسية، هناك روح لا تموت وعيون تذرف الدموع وقلوب تخفق بالحب وبالشوق لهؤلاء الأحبة الذين غادرونا، هؤلاء أيضاً ثروة ثقافية وفكرية لنا، اقرأوا وصاياهم، لا تستصغروا أعمارهم وتقولوا هذا ابن 16 وهذا 18 وهذا 19 ماذا سيكتب؟ اقرأوا وصاياهم، كان الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) يُوصي بقراءة وصايا هؤلاء الشهداء ويقول أنّ قلب الإنسان وعقل الإنسان يهتز عندما يقرأ هذه النصوص التي تحوي الكثير من المعاني العقائدية والعرفانية والمفاهيمية والأخلاقية لأن هؤلاء علّمهم الله، الله سبحانه وتعالى ألقى في قلوبهم وفي عقولهم هذا النور، هؤلاء ثروة ثقافية، ولذلك الأخوة يحرصون في السنوات الأخيرة على طباعة وصايا الشهداء وأنا أوصي بقراءة وصايا الشهداء المطبوعة حتى لا تبقى مطبوعة، بكتابة سير الشهداء، لأن سيرة كل واحد منهم تستحق أن تكون نموذجاً وقدوة وأسوة لنا.
أيضاً نحن نُعظّم عوائل الشهداء، العائلات المضحية، العائلات الصابرة، العائلات المحتسبة، العائلات الثابتة في هذا الطريق الصعب، منذ لحظة الاستشهاد وعلى طول الطريق نحن لم نرَ من عوائل الشهداء إلا كل ثباتٍ وكل اعتزازٍ وكل فخر بشهدائهم وكل ايمان وكل صدق وكل إخلاص وكل استعداد لتقديم المزيد من التضحيات ولطالما سمعت في الماضي عندما كنت أتشرف بزيارة بيوت عوائل الشهداء ولطالما سمع إخواني الذين يتشرفون بزيارة عوائل الشهداء لطالما سمعوا من الأباء والأمهات أنهم مستعدون لأن يقدموا بقية أبنائهم وبناتهم وكل فلذات أكبادهم ليستمر هذا الطريق ولتبقى المقاومة ولتتحقق الأهداف، هؤلاء بحق عوائل الشهداء الذين عندما يقول عنهم الإمام الخميني (قدس سره): أنتم يا عوائل الشهداء عين الأمة ومصباحها، بكم نرى الطريق وبضياء نوركم ومصابيحكم نكشف كل هذه الظلمات ونمضي، نمضي بثبات عندما نرى ثباتكم، عندما نرى ابتسامتكم، عندما نرى صلابتكم، عندما نرى صمودكم، نُواصل طريقنا بصلابة وبثبات وبطمأنينة وبشجاعة، نَستمدها منكم لأنكم أنتم الذين تتقدمون الجبهة في عطاء الدم وفي عطاء العاطفة وفي عطاء الموقف”.
وأكد أنه” من أهم المسؤوليات اتجاه الشهداء وعوائل الشهداء وكل المضحين، الجرحى وعائلات الجرحى والأسرى المحررين ومفقودي الأثر، هو الاعتراف بفضلهم في مقابل الجحود، الاعتراف بفضلهم أولاً، معرفة فضلهم والاعتراف بفضلهم والشكر لهم، “ولئن شكرتم لأزيدنكم”، الجحود والنكران يؤدي إلى الضياع وإلى الخسارة. نحن أمة نعرف فضل شهدائنا وكل الشهداء في هذه الأمة، أنا لا أتحدث هنا فقط عن شهداء حزب الله، كل الشهداء الذين استشهدوا في لبنان في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ومشاريع الهيمنة الأميركية في المنطقة، شهداء لبنان، شهداء فلسطين، شهداء سوريا، شهداء إيران، العراق، اليمن، البحرين، في كل منطقة في بلادنا وفي عالمنا في مصر وفي الأردن في العقود السابقة، كل هؤلاء الشهداء نحن نعرف فضلهم على شعوبنا وعلى أمتنا ونَعترف بهذا الفضل ونَشكر لهم ولعائلاتهم ما قدموا وما أعطوا”.
وتابع” هنا أَدخل إلى الشق السياسي من خطابي ومن حديثي، نحن هنا عندما نتوقف أمام انجازات الشهداء في يوم الشهيد نحن نَتحدث عن انجازات ملموسة وليس عن ادعاءات، تعرفوا في السجال الموجود في لبنان دائماً نحن نقول للبعض أنتم مثلاً من 15 سنة، من 16 سنة، من عام 2005 إلى اليوم يا أخي قدموا، قولوا للشعب اللبناني ما هي الانجازات؟ فليلمسوا انجازاتكم غير الصراخ والعويل والتهديد والتخوين والشتائم والسباب والضوضاء والفوضى الموجودة في وسائل الإعلام وفي السنوات الأخيرة على شبكات التواصل الاجتماعي والكلام الصاعد والنازل غير ذلك أَرونا انجازاتكم. أما عندما نتحدث عن هؤلاء الشهداء نَتحدث عن انجازات تاريخية ليس عن انجازات موضعية ولا محدودة في الزمان والمكان ولا محدودة في التأثير وإنما نتحدث عن انجازات تاريخية ببركة دماء الشهداء المقاومين من كل أبناء المقاومة ومنهم حزب الله وأفواج المقاومة اللبنانية أمل وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وكل القوى الوطنية والاسلامية التي قاتلت منذ عام 1982 وقبلها وبعدها، من أهم الانجازات هي تحرير الأرض – سأسردهم كفهرس لأنكم تعرفونهم ولكن لاكتمال الحديث – تحرير الأرض بعد تضحيات كبيرة وعظيمة، من كان يَظن أن هذا العدو المتغطرس والذي جاء مدعوماً بقوات متعددة الجنسيات وأيضاً مسانداً من قوى داخلية يمكن أن ينسحب من العاصمة والضواحي والجبل وصيدا وصور والنبطية والبقاع الغربي وراشيا بحدود عام 1985 وصولاً إلى عام 2000 ويختبىء خلف الجبال العالية في الجنوب في الشريط الحدودي، تحرير الأرض، تحرير الأسرى، الحماية والردع، هذا انجاز ما زال مستمراً، الأرض ما زال الانجاز مستمراً، الأسرى في بيوتهم ومع عائلاتهم، الحماية والردع، أمام كل ما يجري في المنطقة تجدون هذا العدو الاسرائيلي يعمل ألف حساب للبنان. في مواجهة المشروع الأميركي الذي استخدم الإرهاب التكفيري في المنطقة وانتصرنا في هذه المعركة، في الأسابيع القليلة الماضية أعلن عن اتصالات هاتفية لملوك ورؤساء عرب مع السيد الرئيس بشار الأسد، في الأيام القليلة الماضية وزير خارجية الإمارات يأتي إلى دمشق، طبعاً الكثيرين علقوا ودرسوا وكله قابل للتحليل ولكن يساوي الاعتراف العربي بانتصار سوريا، الاعتراف العربي بهزيمة المشروع الذي أنفق فيه مئات مليارات الدولارات العربية، هذه الزيارة هي إعلان الهزيمة، الآن كل شخص يُريد أن يقرأها على مهله ايجابي، سلبي، على كلٍ أنا أقرأها من هذه الزاوية، من زاوية الشهداء الذين قاتلوا في مواجهة الارهاب التكفيري وقدموا دماءهم، من زاوية الجرحى، من زاوية المجاهدين والمقاومين.
أيضاً من انجازات هؤلاء الشهداء وهذه الدماء الزكية وما زال هذا الانجاز قائماً هو منع الحرب الأهلية التي كان يخطط لها وما زال يخطط لها، ببركة هذه الدماء الزكية حتى الآن نحن منعنا الحرب الأهلية في لبنان، ومن جملة الانجازات الحقيقة هو منع – هنا أريد أن أكون دقيقاً لأنه سيكون مدخل حديثي في القسم الآخر – منع الإطباق الأميركي على لبنان، منع الهيمنة الكاملة وليس الناقصة، الإطباق الكامل، الهيمنة الكاملة على لبنان، ليكون في لبنان امكانية أن يكون دولة ذات سيادة، ذات استقلال، ذات حرية، أيضاً هذا من انجازات الشهداء”.
وقال :” الأهم اليوم في مواجهة العدو الإسرائيلي، اليوم “إسرائيل” – أنا عندي ملفين أساسيين أريد أن أتحدث بهم بالإختصار الشديد، كلمتين في الموضوع الإسرائيلي وكلمتين بالأزمة اللبنانية السعودية وتعقيباً أخيراً – في الموضوع الإسرائيلي اليوم “إسرائيل” عنوانها عنوان قلق، “إسرائيل” التي بدت في زمن الربيع العربي بدأت تتحدث عن بيئة استراتيجية مناسبة جداً لها، تذكرون تلك الأحاديث، عادت “إسرائيل” مجدداً للقلق، القلق في لبنان والقلق في فلسطين والقلق في المنطقة والقلق الوجودي، عندما نُشاهد المناورات الجارية الآن في شمال فلسطين المحتلة والتي بدأت قبل أيام وتستمر لمدة شهر، كانوا في السنة يَجرون مناورة، الآن في السنة كل عدة أشهر يجرون مناورة، لماذا هذه المناورات في شمال فلسطين المحتلة؟ هل لأنه يوجد في لبنان فرق موسيقية؟ وكانوا يتحدثون عن الفرقة الموسيقية سنة 1967، لا، لأنهم قلقون من لبنان، لأول مرة في تاريخ هذا الكيان منذ أكثر من سبعين سنة يخاف من لبنان، لا يَخاف من لبنان أن يطلق عليه قذيفة أو صاروخ كاتيوشا أو عبوة ناسفة وإنما يَخاف من لبنان أن يقتحم على العدو مساحة كبيرة في الشمال في ما عنوانه “معركة الجليل”، اليوم اصطلاح الجليل ومعركة الجليل أصبحت حاضرة بقوة في الوجدان الإسرائيلي، في الثقافة الاسرائيلية، في الحسابات العسكرية لدى القيادات السياسية والعسكرية الاسرائيلية، ولذلك يُشيدون الجدران ويُغيرون الجغرافيا ويَأتون بالفرق إلى الحدود ويُقيمون مناورات شبه شهرية أو شبه فصلية في منطقة الشمال لماذا؟ ويضعون فرضيات المناورة بناءً على فرضية وهي أنّ المقاومة في لبنان ستدخل إلى الجليل لو كان هذا مجرد كلام إعلامي. لم يكن يحتاج الإسرائيلي لكلّ هذه الإجراءات وهذه الخطط وهذه المناورات وهذا الإنفاق وهذا الجهد. هذا دليل أنّ الإسرائيلي يثق جيّدًا بالمقاومة في لبنان، ويثق جيّدًا بصدق وعودها، ويثق جيّدًا بقدرة وعظمة رجالها، وعلو شأنها وأهمية عقولها الاستراتيجية، ويتصرّف على هذا الأساس لا يتسامح، ولا يتساهل ولا يستهين”.
واردف” القلق من لبنان، ومن قوة المشاة هذه التي يخافون منها أن تدخل إلى الجليل وإلى الشمال، وهذا إن حصل ستكون له تداعيات خطيرة على وجود الكيان الإسرائيلي. المسألة ليست مسالة آلاف أو مئات الكيلومترات التي يمكن أن تحرّرها المقاومة، بل تداعيات هذا الحدث على الكيان. هم ينظرون إليه من هذه الزاوية الاستراتيجية، وليس من زاوية مناطقية محدودة التأثير. والقلق من صواريخ المقاومة وخصوصًا الدقيقة، هذا قلق من لبنان، ولذلك هم قلقون من الحرب مع لبنان. أمّا في لبنان الناس تنسى الحرب مع إسرائيل إلا قلّة، والناس في لبنان يعيشون قلق المشتقات النفطية، وقلق سعر الوقود، وقلق المازوت، وقلق البطالة، وقلق الدولار، هذا القلق الذي يعيشه الناس في لبنان. أمّا في الكيان فيعشيون قلق الحرب مع لبنان، ولذلك يحسبون لهذا الأمر ألف حساب”.
وقال :” هذه من بركات هذه الدماء، دماء الشهداء الزكية أيضًا على مستوى المنطقة، هم يعيشون قلق الوجود وبالأخص بعد سيف القدس، وبعد نهضة الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس، وغزّة وفي داخل أراضي الـ 48. تابعوا اقرأوا، اتركوا مساحة من أوقاتكم لقراءة ماذا يقول المسؤولون الاسرائيليون الحاليون، والسابقون من بنيت للابيد لنتنياهو وللعسكريين للسياسيين عن واقع حال المجتمع الإسرائيلي، وعن حافة الهاوية التي يعيشها هذا المجتمع الإسرائيلي لأسباب لا أريد الخوض فيها لأنّ الوقت لا يتسع. والقلق من قوة المحور الذي يزداد تقدّما وتطوّرًا وعنفوانًا وانتصارًا وخروجًا من كلّ الصعوبات والحروب التي أحيطت به منذ عشر سنوات في الحد الأدنى”.
اضاف:” من الأمر المضحك أنّ البعض يتحدّث مثلًا هنا في لبنان، ويقدّم تقييمًا أنّ محور المقاومة في المنطقة هو الذي يَضعف، وأنّ محورهم هو الذي يزداد قوة مع العلم أنّ كلّ المعطيات تؤكّد عكس ذلك. لا أعرف هم أين يقرأون، وبأيّ عين يروا، وبأيّة عقول يحللون أوضاع المنطقة.
إذًا نحن أمام عنوان جديد يحتاج إلى تفصيل في وقت لاحق لأول مرّة بهذا الشكل، وبهذا العمق الكيان الاسرائيلي يعيش عنوان اسمه القلق الوجودي قلق البقاء والوجود. وأصلًا اليوم عند النخب وعند الناس في هذا الكيان يوجد أسئلة مشروعية البقاء وموضوعية البقاء، هل يمكن أن نبقى في هذه المنطقة؟”.
ولفت الى ان” أمام كلّ هذه التحولات والتحدّيات الداخلية والإقليمية هم يُحاولون أن يتنفسوا من خلال موضوع التطبيع، ومن خلال فتح العلاقات مع بعض الدول العربية. ولكنّ الإسرائيليين في عمق أعماقهم يَعرفون بأنّ كل هذه الدول التي تطبع معهم لن تستطيع أن تحمي لا احتلالهم، ولا أسوارهم ولا قلاعهم من رجال المقاومة في لبنان وفي فلسطين وفي كلّ المنطقة. هم يَعلمون ذلك، هم يسلّون أنفسهم بحركات التطبيع التي نشهدها في منطقتنا.
إذًا هذا اليوم هو إنجاز كبير حتى نفهم ما يجري في داخل فلسطين المحتلة، هذا العنف الغير مفهوم والمتزايد على الأسرى في السجون في مواجهة أهل القدس وأهل الشيخ جراح وأهل حي سلوان وغيرها، وفي فلسطين الـ 48 والضفة وتشديد الحصار على غزة، هذا ليس علامة قوة، هذا علامة قلق وخوف وذعر لأنّه من يلجأ إلى هذا المستوى من العنف، وهذا المستوى من الظلم إنّما هو الضعيف الخائف القلق، هذا من إنجاز الشهداء”.
وتابع:”أنتقل إلى العنوان الآخر، والأساس في كلمتي. هو كما قلت عنوان أنّ هؤلاء الشهداء خلال ما يقارب 40 سنة نحن بعد عدة أشهر عندنا أربعينية حزب الله، 40 ربيعًا إن شاء الله وقتها إذا شاء الله نكون على قيد الحياة ونحتفل في هذه الذكرى العزيزة. خلال هذه السنين أمريكا التي تريد أن تطبق على كل المنطقة، وتهيمن على كل المنطقة كان لها مشكلة في لبنان. نحن لا ندّعي أنّنا استطعنا حتى الآن تحرير لبنان من النفوذ الأمريكي والهيمنة الأمريكية كاملًا، هذا إدعاء غير صحيح. النفوذ الأمريكي مازال موجودًا في لبنان والهيمنة الأمريكية بمستوى من مستوياتها مازالت موجودة في لبنان، وما يريده الأمريكيون يتمّ الخضوع له أحيانًا في لبنان، وأحيانًا لا يتمّ الخضوع له هذا هو المشهد الحقيقي.
إذًا نحن في لبنان لا نتحدث عن خروج لبنان بالكامل من النفوذ الأمريكي، والهيمنة الأمريكية ولا نتحدّث عن هيمنة كاملة ونفوذ كامل أمريكي، وإنّما نتحدّث عن نفوذ ما معتدّ به عن هيمنة ما زالت قائمة وموجودة في مستويات متعدّدة على المستوى الرسمي والمؤسّسات وعلى المستوى الشعبي. ما نتطلع إليه اليوم طبعًا ببركة التضحيات كلّها أستطيع القول عن أننا من خلال هذا الإنجاز منعنا هذ الإطباق، منعنا الهيمنة الكاملة، منعنا السيطرة الكاملة. ولذلك لبنان يستطيع أن يقف اليوم على رجليه حتى الآن، وكلّ ما يحتاجه هو الارادة السياسية فقط، ويرفض الإملاءات الأمريكية في ترسيم الحدود البحرية. هنا نحن نتحدث عن أمر سيادي لأنّه عندما تتحدث عن السيادة حبّة الرمل لها قيمة، لمن يفهمون السيادة، كوب الماء له قيمة، الشبر والمتر له قيمة، في الأرض أو في المياه. لكن هنا يضاف إلى ذلك أنّ المنطقة المتنازع عليها عند الحدود تضم ثروة نفطية وغازية هائلة يحتاجها لبنان”.
وسأل :” هل يمكن أن نتسامح بسيادتنا؟ هل يمكن أن نتسامح بثرواتنا؟ نعم اليوم الدولة اللبنانية حتى هذه اللحظة رفضت الخضوع للإملاءات الأمريكية. الأمريكيون يريدون من لبنان أن يقبل حتى ما دون ترسيم ما يعرف بخط الـ 23 فضلًا عن الـ 29 هم يضحكون على لبنان بتسوية خط ما يسمّى بخط هوف. يعني أقل من القدر المتيقن والحد الأدنى الذي لا نقاش فيه بين اللبنانيين، لماذا يستطيع لبنان حتى الآن ومنذ سنوات وهذا الموضوع الحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية والرؤساء يتعرّضون فيه لضغوط أمريكية منذ سنوات ليس فقط خلال السنتين أوالأعوام الثلاثة الأخيرة بل منذ أكثر من عشر سنوات، وتصاعدت وتضاعفت هذه الضغوط في زمن حكومة ترامب، وكان صهره كوشنر مهتمٌ شخصيًا بهذا الملف، ويتصلّ بالمسؤولين اللبنانيين ويضغط عليهم.
لماذا استطاع لبنان أن يقف ويرفض الإملاءات الأمريكية في ترسيم الحدود؟ لأنّه هنا يستند إلى قوة دماء الشهداء، وإلى قوة الأحياء فينا، وإلى قوة المقاومة القادرة على أن تردع العدو، ومن خلف العدو أن يمدّ يده إلى حبة رمل أو كوب ماء أو ثروة لبنانية. هذا معنى أنّ لبنان ليس كاملًا في دائرة الهيمنة والنفوذ. ولكن هناك أمثلة كثيرة تؤكّد أنّ لبنان هو في دائرة الهيمنة والنفوذ المعينة. هذه هي المعركة القائمة والتي ما زلنا نخوضها حتى الآن، والمعركة السيادية الحقيقية هي هذه”.
وقال:” نحن أيّها الاخوة والأخوات أقول بكلّ صراحة، نحن في حزب الله نطمح، ونتطلّع إلى قيام دولة مركزية، ودولة عادلة، ودولة لكل أبنائها يتساوى فيها مواطنوها في كلّ المناطق اللبنانية على اختلاف انتماءاتهم. دولة ذات سيادة حقيقية، ودولة ذات استقلال حقيقي، ودولة ذات حرية حقيقية. ومن أبسط تجليات وتعبيرات السيادة والاستقلال هو رفض الإملاءات الخارجية”.
وأكد ان” الدولة التي تقبل الإملاءات الخارجية تكذب عندما تدّعي أنّها ذات سيادة، وذات استقلال، وأنّها حرة بكلّ بساطة، هذا من الأمور البسيطة الواضحة التي لا تحتاج إلى استدلال وجمل معقدة، ومقدّمات مشربكة، وما شاكل بكلّ بساطة أبسط تجلي لدولة ذات سيادة واستقلال وحرية وهي رفض الإملاءات الخارجية، هذا أقل شيء”. وقال :” من هنا أدخل إلى العنوان الأخير، والعنوان الثاني هو الأزمة الأخيرة التي افتعلتها السعودية مع لبنان لنكون دقيقين.
أصلاً قول الأزمة اللبنانية السعودية غير دقيق، فالأزمة التي افتعلتها السعودية مع لبنان طبعًا أنا اليوم وكثر كتبوا وقالوا فلان ماذا سيقول يوم الخميس. أنا لا أريد أن أصعّد، ولا أعقد الأمور، ولا شيء، بالعكس نحن نحب أن ترتاح الأمور وتهدأ وتصلح، ولكن نحن معنيون جدًا بتبيّن الحقائق لأنّنا نحن أمام معركة رأي عام، وأمام مظلومية أيضًا، ولا يصحّ للمظلوم أن يسكت عندما يتمكّن أن يبيّن حقّه ومظلوميته.
من هنا أدخل إلى هذا الملف، والوقت لا يتسع لتناوله من كلّ جوانبه، لكنّ الأمر الأساسي الوقائع تعرفونها جميعًا. قبل أيام أحدٌ أخرج تصريحًا لوزير الإعلام اللبناني الأستاذ جورج قرداحي يتحدّث فيه عن حرب اليمن، وحديث هادئ وموضوعي، ولم يهاجم أحد، ولم يستعمل أي تعابير قاسية، وفي ذلك الحين لم يكن وزيرًا في الحكومة اللبنانية. بعد مضي أسابيع من هذه المقابلة استحضرت، وأفاق عليها السعوديون وعملوا منها قصة، وبدأ ما سمّي الآن بالأزمة الحالية، الأزمة المفتعلة، هنا يوجد فهم هذا الذي جرى في لبنان وما زال قائماً، ما زالت هذه الأزمة قائمة وفعلية، يوجد عدة إحتمالات أو فرضيات، الإحتمال الأول، أنه جدياً السعوديون لم يكن لديهم عِلم بما قاله وزير الإعلام سابقاً، وإطلعوا عليه في هذا التوقيت وأغضبهم هذا الكلام وغضبوا وطالبوا بإستقالته أو إقالته وهذه هي حدود المسألة، وليس هناك ما هو أبعد من ذلك، على كل حال هذه فرضية، كثيرون يستبعدونها ولكن هذا إحتمال، إحتمال وارد، نحن في العالم العربي لا يوجد مثلاً إدارات وغرف إستراتيجية وتفكر وتخطط وتضع مراحل، يوجد الكثر من المواقف تبدأ بردّات فعل بنت ساعتها وبنت يومها، نتيجة حالة الانفعال والغضب وسرعة اتخاذ القرار، وفردانية إتخاذ القرار السياسي، هذه إحتمال وارد، حسناً، فلنقف قليلا عند هذ الفرضية لأنه لا يزال يوجد فرضيتين سأقف عندهم مع بعضهم، أمام هذه الفرضية أريد ان أعلق بعدة نقاط، النقطة الأولى هذا قيل، ولكن أنا أُريد ان أَجمعه وأُرتبه، نستطيع القول ان ردة الفعل السعودي على تصريحات الإستاذ جورج قرداحي هي مبالغة جداً جداً جداً جداً جداً وغير مفهومة، ما هو الداعي لهذا المستوى من المبالغة؟ نفس هذه التصريحات مثلها تماماً، الحرب العبثية والمطالبة بوقف الحرب، بل ما هو أشد منها وأقصى منها قالها سياسيون رسميون في العالم العربي وقاله مسؤولون أميركيون في إدارة بايدن وقاله الأمين العام للأمم المتحدة، وقاله آخرون ولم نر أي رد فعل حتى بسيط من السعودية، لماذا إلا الأستاذ جورج قرداحي؟ هذا أمر غير مفهوم، هذا برسم اللبنانيين أن يسألوا أنفسهم، لماذا؟ هذا واحد، ثانياً، هناك أمور أهم بكثير من هذه الملاحظة التي أُبديت تجاه السعودية على سبيل المثال، السعودية تقول أنها تحكم بالإسلام والسعودية تقول أن ملكها خادم الحرمين الشريفين، وعلى علمها مكتوب محمد رسول الله، خلال كل السنوات الماضية وحتى اليوم، هناك دول قام فيها جهات وشخصيات وجمعيات بشتم رسول الله وإهانة رسول الله والإساءة الى رسول الله، وقام رؤساء وحكومات تلك الدول بحماية هؤلاء وتبني ما فعلوه، لم نر شيئا من السعودية، لم تسحب سفيراً ولم تطرد سفيراً ولم تُعلق صادرات ولا واردات ولا أي شيء، يا ترى هل ما إعتبروه إساءة لهم في كلام وزير الإعلام هو أخطر وأكبر وأشنع مما يقال عن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) خلال كل هذه السنوات؟ إذا كان الموضوع حقيقة موضوع كرامة وغيرة وحمية وشرف وعرض وما شاكل، هذا سؤال برسم السعودية وبرسم اللبنانيين، حسنا، هذا من جهة، تعليق آخر من المفترض ان المملكة العربية السعودية كما تقدم نفسها انها صديق للبنان وللشعب اللبناني، نحن نفهم أن لديها مشكلة مع حزب الله، أليست هي من تُقدم نفسها صديق للشعب اللبناني وللبنانيين ؟ وهي مشكلتها مع جزء من الشعب اللبناني الذي أسمه حزب الله، هل هكذا يتعاطى الصديق مع صديقه؟ لديك مشكلة مع وزير الاعلام، خير إن شاء الله تحصرها مع وزير الاعلام، ولكن تستدعي سفيرها وتطرد سفير لبنان، وتمنع الواردات وتضع اللبنانيين في دائرة التهويل والتهديد وتبدأ بالشتم باللبنانيين، رؤسائهم وكبارهم وصغارهم وتعابير ما أنزل الله بها من سلطان، هل هكذا يتعاطى الصديق مع صديقه؟ هذا سؤال لأصدقاء السعودية في لبنان، في هذا المقطع سأتكلم بهدوء، لأنه نحن اللبنانيون بحاجة إلى أن نتكلم بهدوء، خذوا مثلا ىخر، سورية، التي نحن نقول أنها صديقة لبنان، 15 سنة 16 سنة لل 2005، رئيسها في لبنان يُشتم، حكومتها، شعبها، من قبل الرؤساء في لبنان، وليس وزراء، رؤساء ووزراء ونواب أحزاب وإعلام وبشكل يومي وعلى مدار ال16 سنة، وأكثر من ذلك، أرسلوا مسلحين لقتال الدولة في سورية، وأرسلوا سلاح وذخائر ومقاتلين وفتحوا الحدود وجاؤوا بالسفن، صحيحة أو غير صحيحة؟ عندما أتينا إلى مشكلة وهي مشكلة الكهرباء في لبنان والتي كُلنا نعرف في لبنان متفقون أنها في رأس أولويات المشاكل، لأنه إذا تُحل مشكلة الكهرباء في لبنان فإن هذا سيكون له تأثيره على كل حياتنا، على مصانعنا ومستشفياتنا وأفراننا ومدارسنا وبيوتنا وعيشتنا…الخ ببركة سفن المازوت الايراني وعندما رفع الاميركون الحظر عن الغاز المصري والكهرباء الاردنية، وحكما سيأتوننا هؤلاء عن طريق سورية، لم تقف سورية لتقول “علقتوا أيها اللبنانيون بين يدي”، تريدون الكهرباء؟ صحيح الغاز المصري والكهرباء الأردنية تعالج جزء كبير من مشكلة الكهرباء في لبنان، لكن أهلاً وسهلاً بكم، تريدون ان يمروا من عندي من سورية، يجب أن يعتذر فلان وفلان وفلان يستقيل وفلان يذهب والتلفزيون الفلاني يُغلق، لم يقولوا هذا، لم يقولوا أنتم شتمتمونا وسبيتمونا وأهنتمونا وإعتديتم علينا وفتحتم علينا حرب ودعمتم الحرب الكونية علينا، قال أهلا وسهلا، هذا صديق، الجمهورية الإسلامية في إيران أيضاً 16 سنة، من الـ2005 الى اليوم، كل يوم مسبات وشتائم وإتهامات، تعرفونهم، ليس هناك من داعي لإعادتهم، ومسؤولين ووزراء ورؤساء ونواب، دائما الجمهورية الاسلامية تقول بانها ستبقى تمد لنا يد المساعدة، هل أتى يوم منّت فيه ايران على الشعب اللبناني؟ وقالت له: يا شعب لبنان في العام 1982 “إسرائيل” كادت ان تحتل كل لبنان، انا من أتيت ودعمت وساندت ومولت وأنا.. وأنا.. وأنا.. وانا.. ومن دوني، لبنان تحت الإحتلال، هل أتى يوم قال أحد من المسؤولين الإيرانيين هذا الكلام؟ وربحونا جميلة؟ أبداً، بل بالعكس كل يوم كان هم جاهزون، يريد لبنان كهرباء أو مترو، هم جاهزون لذلك، دعونا لشراء البنزين والمازوت من عندهم والفيول والنفط بالليرة اللبنانية، أنتم لا تريدون ذلك، رغم كل الشتائم والمسبات لم يسحبوا سفيرهم من لبنان ولم يطردوا السفير اللبناني من طهران، هذا هو الصديق، السؤال لأصدقاء السعودية في لبنان، هل هكذا يتصرف الصديق مع صديقه؟ لأن لديه مشكلة مع وزير او مع حزب لبناني ما، يُقاطع لبنان ويُحاصر لبنان ويُهدد اللبنانيين وفرض على بقية الدول ويقوم بحرب دبلوماسية بالمنطقة على لبنان؟ هذا صديق أو ماذا؟ دع الشعب اللبناني يوصّف، نحن نتكلم وقائع وشواهد، انا أبداً لا أحب الخطابات ولا النظريات ولا الأفكار المثالية، هذه شواهد ووقائع نُشاهدها في كل يوم، حسناً، أكتفي بهذا المقدار عن هذا الإحتمال، لأن الاحتمال الذي يليه بحاجة الى القليل من الكلام، حتى بهذا الموضوع، الموقف الذي أُخذ لوزير الاعلام انه لا يريد ان يستقيل، طبعاً في الدولة لم يَقل أحد أنه نُريد أن نُقيل، بحسب معلوماتي وإن كان هذا خيار مطروح، نحن أيدنا موقف وزير الاعلام ان لا يستقيل ورفضنا ان يقال وبكل صراحة هنا يوجد نقاش حول المصلحة الوطنية، أتعرفون لماذا؟ يا إخوان وسأتوجه للشعب اللبناني عموماً، أول الوهن كان إستقالة الوزير شربل وهبي، هذا أول الوهن، هذا الذي جرّأ السعودية عليكم في لبنان، عندما إستقال رجل بمعزل أنه أخطأ او لم يُخطىء، كان من الممكن الإكتفاء بإعتذار مثلاً، فُرض عليه أن يستقيل فإستقال وذهب الى منزله، فكلف وزير خارجية جديد، حسنا السعودية ماذا فعلت في المقابل؟ هذه الخطوة الإيجابية التي برأينا نحن حزب الله هذا كان خطأ، هذه الخطوة الإيجابية بماذا قابلتها السعودية؟ ولا شيء، بل بمزيد من السلبية والمقاطعة ومزيد من استهتار السفارة السعودية برئيس الحكومة وبوزارة الخارجية، هل حصل ذلك أم لم يحصل؟ اليوم إذا إستقال الوزير او أقيل، فلتدلوني على دولة ذات سيادة؟ أين تأتي دولة تُملي على وزير في حكومة أنه يجب أن يستقيل، إذا لم تُقيلوه، الحكومة يجب أن تستقيل، هذه دولة سيدة؟ هذه دولة مستقلة؟ هذه دولة حرة؟ يا أخي هل هذه دولة كريمة؟ هل هذه دولة شريفة؟ هل لهذه الدولة كرامة؟ هذا الذي يجب أن نُناقشه مع بعض، ومثل ما قال الكثير من اللبنانيين هل تُحل يعني بإستقالة الوزير القرداحي؟ لأنه عندما قلنا “ألف” بشربل وهبي مع حفظ الالقاب صار المطلوب “باء” بالأستاذ جورج قرداحي ولنلحق على البقية لكي نصل الى “الياء”، والمطالب السعودية ومن خلف السعودية لن تنتهي في لبنان، لأنه عندما نصل الى الاحتمال الآخر سنقف عند هذه النقطة، إذا في الحقيقة الذين طالبوا وزير الإعلام أن يقدم المصلحة الوطنية، هنا يوجد نقاش، حقيقة ما هي المصلحة الوطنية؟ هل المصلحة الوطنية في الخضوع للإملاءات الخارجية؟ هل المصلحة الوطنية في الإستجابة لكل ما يطلبه الخارج؟ إذا كان يطلبه الخارج يوجد فيه مصلحة للبنان، إذا لا يوجد مشكلة، هذه مصلحة وطنية، ولكن إذا كان يوجد إنتقاص من سيادة لبنان وإذلال للبنان وإهانة للبنان كيف يصبح هذا مصلحة وطنية؟ إنتهينا من الإحتمال الاول يكفي هذا المقدار”.
وتابع:” الاحتمال الثاني والثالث لأنني سأناقشهم مع بعضهم البعض، الإحتمال الثاني أنه الموضوع جدياً قضية تصريح الوزير قرداحي والذين طالبوا بإستقالته كانوا على يقين بأنه سيستقيل أو طالبوا بإقالته لأنهم كانوا على يقين بانه يقال، ويسجلون إنتصارا معنوياً ودبلوماسياً ويُذلون لبنان، وينتهي الموضوع عند ذلك الحد، لكن عندما رفض الوزير ان يستقيل ورفضت إستقالته وإقالته أصبح السعودي امام مواجهة كبيرة جداً، فذهب الى الأمام وإفتعل هذه الأزمة وقال أن المعركة مع حزب الله، هذه فرضية واحتمال، الإحتمال الثالث يقول أنه منذ البداية هي لا قصة تصريح ولا قصة وزير، السعودية تبحث عن حجة لتفتعل أزمة مع لبنان، هذان الإحتمالان نَضعهما مع بعضهما البعض لأنهما يوصلان الى نفس النتيجة، عندما نَصل الى الأزمة التي إفتعلتها السعودية مع لبنان وهذا الضغط الذي بدأ هو جزء من المعركة مع المقاومة في لبنان، فلنتكلم الأمور بصراحة، ليس مع حزب الله كحزب الله، وليس كحزب سياسي، مع حزب الله كمقاومة وبالتالي مع المقاومة ومع مشروع المقاومة في لبنان، وهم خلال كل السنوات الماضية في الحد الأدنى منذ الـ2006 وليس من الـ2005 السعودية هي في هذه المعركة قائمة وموجودة، نحن نَعرف الدور السعودي في حرب تموز ونَعرف التحريض السعودي للإسرائيلي في حرب تموز كي يكمل الحرب، وهذا شيء موثق ومؤكد والأميركيون تكلموا عنه في مذكراتهم وكتبهم، لكن حرب تموز إنتهت الى غير ما إشتهت عليه السعودية وآخرون في العالم العربي، وأكملوا بعد ذلك، ومشكلتهم مع حلفائهم في لبنان والجميع يعرف ذلك، مشكلتهم مع حلفائهم أنهم يُريدون حلفائهم أن يُقاتلوا حزب الله وأن يخوضوا حرباً اهلية مع حزب الله لمصلحة من؟ هل لمصلحة السعودية؟ كلا، لمصلحة ”إسرائيل” والأميركيين والمشروع الاميركي الإسرائيلي في المنطقة، التي قدمت فيها السعودية خدمات في اكثر من منطقة وأكثر من بلد، وهذه هي الحقيقة، لليوم لماذا قطعوا أموالهم في السنوات الاخيرة عن حلفائهم؟ لماذا يتعاطون مع كثير من حلفائهم بهذا المستوى من الإهانة، وهذا المستوى من الإذلال؟ لا أُريد ان أتكلم في التفاصيل التي يعرفها اللبنانيون، لماذا لم يُقدموا لحلفائهم ولجماهير حلفائهم اي مساعدة خلال السنوات الماضية؟ السعودية تستطيع ان تغرق لبنان في البنزين والمازوت والفيول والمال والفلوس، ومشاريع الخير من مملكة الخير ولكنها لم تفعل ذلك لماذا؟ لأنها تريد ثمناً ما، الثمن هو حرب أهلية، الموجودين في لبنان صنفين، حتى نُحسن الظن، يا جدياً هم لا يُريدون حرباً أهلية، يا إما أنهم لا يستطيعوا أن يقوموا بحرب أهلية، وهذه هي مشكلة السعودية مع حلفائها في لبنان، فضاقت بهم ذرعاً وضاق صدرها منهم ومنا ومن الجميع، فذهبت الى هذه الأزمة المفتعلة، هذه الأزمة هي إستمرار لمعركة قائمة منذ حرب تموز 2006 وتأخذ أشكالاً مختلفة وعناوين مختلفة، مرة حرب إسرائيلية ومرة تحريض طائفي وفتنوي ومرة دفع بإتجاه الحرب الأهلية مثل ما كان يعمل السبهان في الـ2017، وعندما إعتقلوا رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، اليوم هذا شكل من أشكال الحرب، حسناً، ما هي الحجة؟ عندما خرج لاحقاً بيان وزارة الخارجية السعودية، خرج وزير الخارجية السعودي وتكلم عن الموضوع، قال حزب الله، ما هي مشكلتك مع حزب الله؟ قال حجتين أساسيتين، الباقي كله يدور حول هاتين الحجتين، الحجة الأولى هيمنة حزب الله على لبنان، فلذلك نحن لدينا مشكلة مع لبنان لأن حزب الله يُهيمن على الدولة في لبنان، والسعودي من خلال هذه الإجراءات يريد تحرير الدولة اللبنانية من هيمنة حزب الله، هذا أولاً وهذا طبعاً بيان الخارجية “شغالين” عليه الأدوات، الأدوات السياسية والاعلامية اللبنانية والسعودية والخليجية ويكملون على هذا العنوان، أعود إليه لاحقاً، والعنوان الآخر اليمن، أيضاً على سبيل توضيح الحقائق والوقائع، لكي نكون على بينة وبصيرة مما يجري معنا وحولنا، نَأتي بموضوع دعوى الهيمنة على لبنان، نحن اللبنانيين نعيش في البلد، اعتقد أن أي لبناني منصف يعرف أنه هذا كلام فارغ، سواء قاله السعودي أو قاله لبناني او قاله أميركي او قاله أي أحد، الجميع في لبنان يعرف أن حزب الله لا يُهيمن على الدولة اللبنانية، وأنا في الحقيقة كَتبت بعض المصاديق مضطر أن أتكلم عنها، لأقول أنه عندما أقدم أنا شواهد وأستدل على أن حزب الله لا يُهيمن على الدولة اللبنانية، أشعر بالخجل وتضييع الوقت، أنه نحن نناقش فكرة سخيفة بهذا المستوى، وتبعاً لها ما هو أسخف منها، حيث أن الأسخف منها هي فكرة الإحتلال الايراني، حسناً، في التوصيف الواقعي في لبنان نحن لا نَنكر أننا جهة مؤثرة، نحن جهة مؤثرة، لانه يوجد لنا وجود في مجلس النواب ووجود في الحكومة ولنا علاقات مع الكتل النيابية ومع الأحزاب والرئاسات، نعم نحن جهة مؤثرة، في الماضي كٌنت أَتواضع وأقول من أكبر الأحزاب اللبنانية، أطلب من اصدقائنا وخصومنا أن يتحملونا، نحن أكبر حزب في لبنان على المستوى السياسي والهياكل التنظيمية والجماهير الشعبية، “معليش”لأننا اليوم نحن في دائرة المُحاجة، لكن نحن لسنا مهيمنين على البلد، نحن لدينا تأثير، وغيرنا لديه تأثير، وسابقاً قلت وأعيد وأقول غيرنا لديه تأثير أكبر من تأثيرنا في الدولة والقضاء اللبناني والجيش اللبناني وقوى الأمن اللبنانية والادارة اللبنانية، أكبر من تأثيرنا، لا أُريد أن أقول نحن تأثيرنا مساوي للآخرين، كلا آخرون تأثيرهم أكبر من تأثيرنا، ويوجد الكثير من الشواهد الكثيرة التي يستطيع ان يعرفها اللبنانيون، ولكن أذكر أنا بعض الشواهد سريعاً، كي لا تبقى دعوى، على سبيل المثال، في قضية مرفأ بيروت والتحقيق في القضية تَكلمنا فيها كثيراً، لا أُريد ان أَعود لها، ولكن أُريد أن أذكرها كشاهد، أنا خطبت 5 مرات، طبعاً الحيثية التي لدينا دستورية وملاحظتنا أنه يوجد إستنسابية ويوجد تسييس ويوجد.. ويوجد.. وسمعتم لها ولا أُريد أن أُعيد، ولجأنا الى الوسائل القضائية والسياسية وفي النهاية قمنا بمظاهرة وسقط فيها شهداء، ما هذا الحزب الذي يهيمن على لبنان – او اذا أحد ما يريد ان يطور الموقف يقول “الثنائي الشيعي” – الذي لا يزال سنة “يخابط” غير قادر ان يصل الى نتيجة – لا بأس ان كان هذا اعتراف بالعجز نحن نناقش موضوع الهيمنة، هذه الآليات ونحن نعمل ضمن الاليات القانونية والرسمية – غير قادر على تنحية قاضي عن ملف هو يعتقد – حزب الله – انه يعمل بشكل استنسابي ومسيّس، هذه دولة مهيمنة؟ هذا حزب مهيمن على البلد؟ مثل آخر ونستخدم امثلة معاصرة، عندما استجد موضوع سفن المازوت – وهذا موضوع المازوت سأعود وأتكلم بشأنه في إطلالة مختصرة وخاصة مرتبطة بموسم الشتاء ونناقش حوله و”حواليه” – عندما أردنا ان نستحضر سفن المازوت، الحكومة اللبنانية ليس علناً ضمناً رسماً سرّاً – دخيلكم ما تفوتوهم على الزهراني وطرابلس، خذوهم الى سوريا – حسناً، دولة نحن نهيمن عليها نقوم بأخذ بواخر المازوت والقادم أكثر من ما مضى نأخذه الى بانياس ومن هناك نقوم بالزحف فيه 250 كيلو متر وغداً شتاء وثلج لنحضره الى بعلبك ولنوزّعه على بقية المناطق اللبنانية، هذا حزب مهيمن على دولة!؟ هذه امثلة بسيطة. نحن من بعد الـ 2006 بالحد الادنى، نحن وآخرون في لبنان ليس فقط نحن، نطالب بإعادة العلاقات مع سوريا، بفتح العلاقات مع سوريا، بالتعاون والتنسيق مع سوريا ولمصلحة لبنان، مصلحة الزراعة في لبنان، مصلحة الصناعة في لبنان، مصلحة التجارة في لبنان، مصلحة الترانزيت في لبنان، مصلحة الكهرباء في لبنان، التنسيق والانفتاح على سوريا مصلحة لبنانية مطلقة، – جفّ ريقنا وطلع الشعر على لساننا – لم يستمع احد الينا، لا في الحكومة الحالية ولا في الحكومة السابقة ولا التي قبلها وقبلها وقبلها، ما هذا الحزب المهيمن!؟ نحن نؤمن بأنّ انقاذ لبنان هو في أن يحفظ علاقته مع الغرب ولكن في الاتجاه شرقاً، تفضلوا واقبلوا المشاريع الصينية، لا يقبلون! من لا يقبل؟ الدولة، إقبلوا المشاريع الروسية، الجماعة يقولون أنهم يُريدون أن يُعمروا مصافي، لا يقبلون، طيب اقبلوا النفط الايراني بالليرة اللبنانية، لا يقبلون! اقبلوا معامل الكهرباء الايرانية، لا يقبلون! حسناً، نحن حزب مهيمن على الدولة!؟ هذه أكبر كذبة موجودة اليوم في لبنان وفي المنطقة، ومنها انسحب على قصة الاحتلال الايراني – يا “محلا” الاحتلال الايراني بلبنان – ايران التي تحتل لبنان لا تستطيع ان تُدخل باخرة مازوت على المصافي النفطية في لبنان، ما هذا الكلام الفارغ والسّخيف والتافه، كائناً من يكون قائله، لبناني او سعودي او كائناً من يكون، هذه حجّة واهية ضعيفة.
حسناً هذا في موضوع الهيمنة، اذاً حجّة السعودية لاختلاق ازمة وافتعال ازمة مع لبنان تحت عنوان ان حزب الله مهيمن على الدولة ونحن من هنا سنسحب سفيرنا وطردنا سفيركم ونريد ان نفعل ونساوي، هذا كذب محض وافتراء كامل وحجّة ليس أكثر”.
واضاف:” نأتي الى موضوع اليمن ايضاً كلمتين، اذا كانت القصّة في موقفنا الاعلامي، من أول ليلة شُنّت الحرب العدوانية على اليمن وعلى الشعب اليمني حزب الله كان واضحاً وسجّل موقفاً، حسناً 7 سنوات نحن نخطب وعاقبتونا، المنار استبعدتموها عن النايل سات والعرب سات وعاقبتونا كحزب وقلنا لا بأس نحن نقبل هذه العقوية ونعتبرها تضحية في سبيل موقفنا الانساني والاخلاقي والايماني الشريف تجاه شعب اليمن والعدوان على اليمن ولم نحزن وقلنا ان شاءالله خيراً، حسناً 7 سنوات وهذا كان موقفنا، وبالعكس نحن في الاشهر الاخيرة قليلاً ما كنا نتكلم لان ما كان يشغلنا في لبنان هو موضوع المازوت والبنزين والدولار والمحطات ووو، واذا ما تطرأ المرء لموضوع اليمن يمكن أن يقول الشعب اللبناني انظروا نحن اين والسيد اين والحزب اين وفي ماذا يتكلمون، في الاونة الاخيرة اذا ما اردنا ان نقيّم يقول ان الهجمة الاعلامية من حزب الله على السعودية وعلى الحرب السعودية كانت اقل من اي وقت مضى بسبب انشغال حزب الله اللبناني، حسناً اذا لماذا الان؟ اذاً القصّة قصّة اعلام! نعم القصة في اليمن أيها الاخوة والاخوات، ايها الشعب اللبناني، لتعرفوا اين يريدون ان يُحدثوا مشكلة لديكم، القصّة قصّة مأرب، هي قصّة الحرب العدوانية على اليمن ونتائج هذه الحرب، ليس هناك داعي لاجراء تحليل لضيق الوقت، بعد 7 سنوات من الحرب مئات مليارات الدولارات، نتيجة الحرب فشل كامل، يكفيكم ما يعرفه اللبنانيون جيداً، يعرفه السياسيون، الاحزاب، خصوصاً الـ NGO’S الذين كانوا يجلسون معه في السفارة، شينكر تتذكرونه، ماذا يقول؟ يقول منذ يومين إنّ سقوط مأرب هزيمة للرياض وواشنطن، إنَّ سقوط مأرب يعني أن الطرف الاخر فاز في الحرب اليمنية، هذا شنكر وليس واحداً من محور المقاومة، تداعيات مأرب ستكون كبيرة جداً في اليمن وفي المنطقة والسعودية تدرك ذلك، هنا ممكن ان يعتقد احد ان الأزمة المفتعلة مع لبنان وانه يا شعب لبنان ويا دولة لبنان مشكلتنا مع حزب الله اضغطوا عليه، هناك من يقول انه ممكن ان يكون ذلك كي نضغط على لبنان، وهو بدوره يضغط على حزب الله، ويقوم حزب الله بدوره بالضغط على انصار الله بغية ايقافهم للحرب في اليمن، الان اذا السعودي يفكّر بهذه الطريقة معناه ان يحرّك عقله لا انها فشّة خلق بنا فقط، لكن ايضاً هذا الموضوع غير صحيح وغير منطقي، ويمكن لاحد ان يشغّل عقله بقضايا غير منطقية، حسناً لماذا؟ وهنا اريد ان اوضّح امر، قالها البعض في لبنان وانساق لها بعض اصدقائنا واعتبرها انها مفخرة لحزب الله، نعم هي من جهة مفخرة لكنها غير صحيحة، نحن لسنا محتاجين الى مفاخر ليس لها اساس، الحمدلله عندنا مفاخر الى ما شاء الله، هؤلاء شهداؤنا هم أمجادنا، هم تاريخنا الناطق، اليس كذلك؟ هكذا كان يقول السيد عباس الموسوي (رضوان الله تعالى عليه)، هم عزّتنا وعظمائنا! قيل أنّ في المفاوضات السعودية – الايرانية في بغداد عندما تحدّث السعوديين مع الايرانيين بموضوع اليمن وقالو لهم تواصلوا مع حزب الله في لبنان ودعوه يعالج لكم هذا الموضوع، او احدهم كتب بأن تواصلو مع السيد حسن! غير صحيح، هذا لم يحصل في بغداد، لم يحصل بين السعوديين والايرانيين، في الاصل خلال الـ 4 جولات من المفاوضات لم يؤتَ فيها على ذكر لبنان وعلى ذكر حزب الله على الاطلاق، لا في مسألة يمن ولا في غير مسألة يمن، نعم السعوديون طلبوا من الإيرانيين موضوع اليمن والإيرانيون قالوا لهم تكلموا مع اليمنيين، هذا السيد عبد الملك موجود، انصار الله موجودون، مندوبوهم موجودون في الداخل والخارج، تفاوضوا واياهم ونحن حاضرون ونرى ما الذي ينتج عن المحادثات وجاهزون للمساعدة في حال تطلب الأمر، لكن نحن لا نمثّل اليمن ولا نمتلك نيابة ولا وكالة ولا نحن معنيين ان نتفاوض بالنيابة عن اليمنيين والاخوان في ايران، حقيقة هكذا في موضوع اليمن وغير اليمن، ولا يوم فاوضوا بالنيابة عن أحد لا عن لبناني ولا يمني ولا بحريني ولا عراقي ولا فلسطيني ولا سوري ولا افغاني ولا اي أحد.. هؤلاء اليمنيون، لم يتطرق احد بسيرة حزب الله، هذه ابقوها في البال كتوضيح حاسم وقاطع، ليس بأنهم لم يبلغونا لا، انا اقول لكم وانا مطّلع على محاضر الجلسات التي حصلت في بغداد، لم يحصل شيء من هذا القبيل على الاطلاق، حسنا الشبهة اين عند السعودي في هذه النقطة؟ يمكن لديه شبهة وقد تحدث حولها في اكثر من مناسبة، هو يتصوّر بأن الذي يقود الجبهات في اليمن هو حزب الله، وهم قادة من حزب الله، وان هذه الانتصارات التي تتحقق سببها حزب الله، والهزائم التي تلحق به سببها حزب الله، وهذا كله أوهام في أوهام ليس له أي أساس من الصحة، الانتصارات في اليمن صنعها قادة يمنيون ومقاتلون يمنيون وعقول يمنية وارادات يمنية وايمان يمني وحكمة يمنية ومعجزات يمنية ونصر الهي لليمن، هذا الذي يحصل في اليمن، انت مشتبه اذا كنت تحملنا نحن المسؤولية، لكن هناك مشكلة في العقل السعودي اتجاه اليمن واتجاه دول الجوار كلها والذي هو الاستعلاء واحتقار العالم وان مستواه اعلى من مستواهم وعقولهم أقل من عقوله، لا ليس هكذا، اليوم عندما تأتي الى السعودي وتقول له حقيقة ان انصار الله واليمنيون يصنعون مسيرات، لا يصدّق، ويصنعون صواريخ بالستية لا يصدّق، ويصنعون حتى الطلقة والقذيفة والمدفع لا يصدّق، الا ان هذه الحقيقة، جماعة على مستوى عالي من النبوغ والذكاء، نحن نعرفهم على الارض ولا ننكر هذا المعنى، اذا هذه الحجة حجة واهية! موضوع اليمن لا يمكن ان يكون حجّة يأتي على اساسها السعودي يعاقب لبنان كله، تريد ان تعاقب حزب الله عاقبه لا مشكلة، قاطعنا حاربنا كل شي تستطيع ان تفعله تجاه حزب الله قم به وانت تفعله على أي حال، انت من الـ 2006 تقوم به ليلاً نهاراً، لكن ما ذنب الشعب اللبناني والدولة اللبنانية، ها هم الأمريكان مشوا بمسار اكتشفوا في اخر المطاف انهم يؤذون الشعب اللبناني وحلفائهم واصدقائهم وبدأوا إعادة النظر في مكان ما، لاحقاً يتضح اذا ما كانوا يعيدون النظر ام لا، اذا هذه ايضاً حجّة واهية، انا اقول للسعودية اذا كنتم حقاً تريدون ان تتخلصوا من موضوع اليمن ليس طريقه الضغط على لبنان ولا على حزب الله في لبنان ولا على اي احد في الكرة الارضية، هناك طريق واحد بأن تقبلوا بوقف اطلاق النار ورفع الحصار والذهاب الى المفاوضات السياسية، غير ذلك لا امريكا ولا مجلس الامن الدولي ولا جامعة الدول العربية ولا قطع العلاقات الدبلوماسية ولا افتعال الازمات مع دول مثل لبنان وغير لبنان يمكن ان يغير شيئاً أو يبدّل حرفاً مما يُكتب اليوم في اليمن المجاهد والمظلوم والمنتصر، هذا هو الطريق الوحيد ولا يوجد طريق ثاني، حسناً بالنسبة لنا نحن في لبنان أنا أَدعو الى الصبر الى التحمل الى الهدوء الى الحفاظ على السيادة الى الحفاظ على الكرامة الوطنية دعونا نهدأ الاجواء، ليقدروا على معالجة الموضوع باتجاه التهدئة، نحن لسنا ذاهبين لافتعال معركة لا مع السعودية ولا مع أحد من دول الخليج ولا مع أحد، ولا نحنا افتعلنا هذه الازمة ولا نحنا الذين اوجدناها، نعم اذا كانت القضية قضية انتقام وفشة خلق ونريد ان نخرب لبنان لاننا لم نستطيع ان نسيطر عليه هذا اصبح بحث اخر، هنا اللبنانيون يجب ان يحسموا خيارهم”.
وختم قائلا :” اختم بنقطة أخيرة، فيما قيل في الاونة الاخيرة، نحن طبعاً اليوم يوم الشهيد، يحضر بقوّة بين ايدينا دماء شهداء خلدة، ويحضر بقوة بين ايدينا دماء شهداء الطيونة، مجزرة الطيونة ومجزرة خلدة، بموضوع خلدة نحن من اليوم الاول دعونا الى ضبط الاعصاب، الى التهدئة، الى الاحتكام للدولة، للجيش اللبناني، الى القضاء، وهذا الطريق كان سليماً وصحيحاً، واليوم صدر قرار ظنّي وبعدها ستذهب نحو المحاكمة ونحن منفتحون وننتظر الاحكام وفي نفس الوقت نحن منفتحون على المعالجة في خلدة، على المصالحة في خلدة، على ايجاد حلول لأننا نريد لهذه المنطقة ايضاً ان تهدأ وأن تستقر، وهذا موضوع اذا سرنا بهذا الطريق وصبرنا وضغطنا على جروحنا وتجنبنا الفتنة والحرب الاهلية، الصبر والبصيرة أخذنا نحو مسار صحيح، الذين قَتلوا اخواننا واحبائنا في خلدة سيلقون عقابهم، والمشكل يبقى في حدود هذه الدائرة ونحن منفتحين على المعالجات الاخرى.
في موضوع الطيونة أيضاً نحن واخواننا بأمل اتفقنا، ضبطنا اعصابنا، لا اريد الدخول الان الى تفاصيل جديدة، سلمنا للقضاء العسكري، سلمنا للقضاء اللبناني وللجيش اللبناني والأمور عند التحقيق في القضاء العسكري، وسنرى ما سيصدر في هذه القضية، نحن وعوائل الشهداء نقوم بمواكبة هذا الموضوع وسنواكبه حتى النهاية، طبعاً نحن عندما نتحدث عن مجزرة الطيونة يعني التي ارتكبها حزب القوات اللبنانية عامداً متعمّداً عن سبق إصرار وتصميم وتخطيط وتدبير واستنفار وتجهيزٍ واستطلاعٍ ومجيءٍ لعناصر من خارج عين الرمانة الى عين الرمانة، ونترك الباقي للقضاء. كل ما قيل عن مقايضة بين ملف مرفأ بيروت وملف الطيونة غير صحيح وليس له أي اساس من الصحة، وطبعاً ليس فينا من يمكن ان يقبل بمقايضة من هذا النوع، كلا الملفين مهمان جداً، وكل الدماء التي سقطت في مرفأ بيروت وفي الطيونة هي دماءٌ طاهرةٌ زكيّةٌ مظلومة، عوائل شهداء مرفأ بيروت وعوائل شهداء الطيونة بالنسبة لنا هم سواء، وبالتالي غير صحيح على الاطلاق بأنه لأجل التغطية على قضية او لكي نخدم قضية نقوم بظلم عوائل شهداء او نستبيح دماء شهداء، على الاطلاق، المطلوب في قضية المرفأ الوصول الى الحقيقة والعدالة، قد نكون نحن مختلفين على الطريقة، والمطلوب في قضية الطيونة الوصول الى الحقيقة والعدالة، ونحن كما عاهدناكم سابقاً سنواصل الطريق في القضيتين والعمل في القضيتين، لا يفكر احد على الاطلاق انه بالنسبة لنا انه في مكان ما ان هناك من يريد ان يُميت قضية ليحي قضية اخرى على الاطلاق، هذا التزام ايماني وشرعي وديني ووطني واخلاقي وانساني من قبلنا.
في يوم شهيدنا، في يوم شهدائنا العظماء نحن نُعاهد ارواحهم الطيبة والزكية على مواصلة الطريق الذي شقّوه بدمائهم، بعرقهم، بتعبهم، بجهادهم، بجهودهم، بتضحياتهم، ونحن ان شاء الله نقول لشهدائنا، سنمضي على طريقكم، سوف نفي بوعدنا وبيعتنا لله ولكم وسنحقق أهدافكم ونَسأل الله أن يرزقنا ما رزقكم من وسام الشهادة الرفيع وأن يحشرنا معكم وأن لا يُفرق بيننا وبينكم في الدنيا والاخرة طرفة عينٍ أبداً.
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.