أشار مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، إلى أن ” شهر رمضان فرصة عظيمة لتزكية النفوس وتهذيب الأخلاق، والتوبة من أهم واجبات المؤمن، فقد قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. وتظل رحمة الله واسعة، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها”.
وتابع في خطبة الجمعة: “رمضان فرصة عظيمة للتوبة ومحو الذنوب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه”. وفيه يُنادى: “يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر”.
وأضاف: “حتى تكون التوبة صادقة، لا بد من الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إليه، ورد المظالم إلى أهلها إن وُجدت. قال تعالى: “وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى”.
واعتبر أن “توبة الأمة مفتاح النصر والتغيير. قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}. من هنا تأتي ضرورة التوبة الجماعية والاستقامة لتحقيق التغيير المنشود”.
ولفت الى ان ” الاستقرار في لبنان يحتاج إلى تطبيق العدالة الاجتماعية والسياسية، وهذا يتطلب إصلاح القضاء ومكافحة الفساد. قال الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ”. من الضروري اختيار الكفاءات في المناصب العامة لمواجهة المحاصصة السياسية وتعزيز الشفافية، امتثالًا لقوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا”.
وشدد على “ضرورة مكافحة الفساد السياسي والمالي لتحقيق التنمية والاستقرار الاقتصادي، استنادًا إلى قوله تعالى: “وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا”، مؤكدا على أن “المشاركة الشعبية في صنع القرارات المصيرية من ركائز الديمقراطية الحقيقية، ويجب تعزيز هذا المبدأ من خلال الشورى، كما في قوله تعالى: “وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ”.
ولفت إلى أن “الأمن والاستقرار في لبنان يحتاجان إلى سياسات اقتصادية وأمنية عادلة، مستوحاة من قوله تعالى: “فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ”.
وأردف: “الوحدة الوطنية هي السبيل لمواجهة الفتن والتحديات، وينبغي تعزيزها بخطاب جامع، تنفيذًا لقوله تعالى: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا”.
وختم الرفاعي: “فلسطين ستظل حرة أبية، رغم الظلم والقهر والغطرسة ودماء الشهداء، وستبقى رمزًا للصمود والعزة”.
