جاء ذلك خلال رعايته حفل إطلاق “الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب” مشروع “بازار القرية” في بعلبك دعما للمزارع والإنتاج ولتصنيع المحلي، الممول من الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية BMZ وبالشراكة مع مؤسسة الؤية العالمية والجمعيات التالية: إنقاذ الأطفال، بسمة وزيتونة، وخيوط السلام، وبحضور العميد عبدالله ميري ممثلا قائد الجيش العماد جوزف عون، محافظ لبنان لدى “الصندوق الدولي للتنمية الزراعية” الدكتور محمود عبدالله، رئيس مصلحة الزراعة في بعلبك الهرمل الدكتور عباس الديراني، المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار ممثلا برئيس مركز بعلبك الإقليمي بلال رعد، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة ممثلا بنائبه جمال عبد الساتر، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات نقابية وتربوية واجتماعية.
وقال الوزير الحاج حسن: “لا يمكن لنا أن نتخاطب مع أهلنا وأحبتنا وأخوتنا دون أن نقول كلاما من القلب لهذه المنطقة التي تصبر وتصمد في وجه الحرمان، وفي وجه الإنماء غير المتوازن وفي مواجهة الضربات العدوانية الاسرائيلية، ونحن مستمرون وصامدون بإذن الله معكم”.
وتابع: “يسعدني أن نكون سويا هنا في بعلبك مرة جديدة، نلتقي على هدف واحد، ورؤية واحدة عنوانها الإنماء والإستدامة والتعاون. فالإنماء هو ركن أساسي نص عليه الدستور، نتمنى على حكومتنا وعلى الحكومات التي ستأتي، أن ترفع الحرمان ولو قليلا عن بعلبك الهرمل، كباقي أخواتها في عكار وكل المناطق اللبنانية، وكل الرجاء ان يكون الانماء متوازنا في الأيام القادمة”.
ورأى أن “أي مشروع مهما كبر، لا يمكن أن يكون ناجحا وناجعا إذا لم يكن لديه رؤية مستدامة. وفي هذا الاطار اعتقد ان العمل المشترك بين الحكومة اللبنانية بشكل عام ووزارة الزراعه والهيئات المانحة والهيئات الأهلية، ومنها الجمعيه التي أطلقت اليوم في رحابها مبادرة تساهم في رسم وصوغ نجاح جديد في بعلبك الهرمل، وهذا هو طريق الإستدامة الصحيح. أما التعاون فهو مفتاح بوابة كل نجاح، ولا يمكن لنا أن ننجح إن لم نتعاون كلبنانيين، ونتعاون كلبنانيين مع المجتمع المدني الآتي إلينا من الخارج ويقول انه يريد المساعدة، والتعاون بين هذا المجتمع الصغير والمجتمع الدولي”.
واعتبر أن “فكرة اللقاء اليوم هي فكرة تاتي في ظل سلسلة من الأفكار أنجز الكثير منها، وبقي ما هو يحتاج الى “التنضيج”، وهذا ما نعمل عليه إن كان مع هذه الجمعية وباقي الجمعيات في بعلبك الهرمل وسائر المناطق اللبنانية، ومع الجمعيات الآتية إلينا من خارج الحدود التي بمعظمها جيدة”.
وقال الحاج حسن: “إننا في وزارة الزراعة وضعنا الأسس التي عليها أطلقنا خططا تخطيطية وتنفيذية من شأنها أن تطال كل المستويات النباتية والحيوانية والإرشادية، ونتطلع إلى أن يكون هناك شراكة أوسع مع المؤسسات الدولية والأهلية في الأيام القادمة”.
وحيا أهالي بعلبك الهرمل “الصابرون والصامدون والقابضون على الجرح منذ ولادة الكيان، لكم كل الحب والود والاحترام، معا نكتب الحاضر ومستقبل الأيام القادمة، وأنتم الجزء الأغلى على كل الوطن. إننا في وزارة الزراعة نعمل على خلق فرص عمل لتثبيت المزارعين وأهلنا في قراهم، لأن دعم المزارعين ذوي الحيازات الصغيرة يشكل صمام أمان للواقع الزراعي، خصوصا ان هذه المنطقة لطالما شكلت حزام أمان للوطن، جغرافيتها وتاريخها يصبان في مشرب العيش المشترك الذي أسس أساسه الإمام المغيب السيد موسى الصدر”.
وقال: “إننا نعمل مع الهيئات الأممية والمنظمات الدولية ضمن رؤية الوزارة واستراتيجيتها، وبخاصة الإستراتيجية القادمة 2030/2025. فيما مضى كنا نرسم استراتيجية الوزارة بدعم منظمة “الفاو”، واليوم أقولها بالفم الملآن نحتاج “الفاو” WFP وUNDP وكل المنظمات التي يعتد بها حتى نكون شركاء في صناعة الحاضر والمستقبل”.
وأعلن: “قدرنا أن نبقى صامدين، لأننا أصحاب حق، وحتما سننتصر، وانتصارنا بلا شك هو بثباتنا ووحدتنا بوجه عدونا، عدو الإنسانية اسرائيل التي تعتدي كل يوم على أرضنا وسمائنا وبحرنا في الجنوب وفي هذه المنطقة”.
وختم الحاج حسن: “مجددا كل الشكر لجمعية الدراسات بشخص مؤسسها ورئيسها الدكتور رامي اللقيس، والشكر لكم جميعا، فقد أتيتم من كل دساكر بعلبك الهرمل لتقولوا كلمة واحدة، أنكم تحتاجون التلاقي، وكم أتمنى على الفرقاء في الوطن، هؤلاء الذين حتى الآن لم يسمعوا نبض الشارع، أتمنى أن ينظروا إلى بعلبك الهرمل وهي تعطي الرسالة أن باجتماعنا يمكن ان نجترح الحلول”.
اللقيس
وبدوره أشار رئيس “الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب” الدكتور رامي اللقيس إلى أن “الجمعية بدات قبل حوالي 4 سنوات بخطتها الاقتصادية الزراعية التي تسعى لتفعيل مسار التنمية في بعلبك الهرمل، من خلال دعم القطاعات الإنتاجية وعلى رأسها الزراعة وتصنيع الغذاء، وبالتعاون مع وزارة الزراعة وتحديدا مع الوزير الدكتور عباس الحاج حسن، بلغ عدد المستفيدين من مشاريعنا الزراعية حوالي 4000 مزارع من الهرمل إلى رشيا، وأطلقنا أكثر من 1000 مبادره تجارية واقتصادية منذ سنة 2018، ولكن المشكلة الأساسية التي يعاني منها المنتج في لبنان هي التسويق، لذا أسسنا هذا البازار في القرية الزراعية، ليكون المكان الانتاجي الزراعي والصناعي والاجتماعي، من أجل دعم ما ننتج من صناعة ومواد وأفكار، وما نستطيع أن نصنع من علاقات تخدم المسار الاقتصادي”.
وقال: “هذا البازار سيكون له في كل شهر برنامجا معينا، ففي شهر أيلول القادم يفتح البازار أبوابه كل يوم جمعة بين الساعة الثانية بعد الظهر والثامنة مساء، لعرض المنتجات الزراعية والغذائية والحرفية والصناعات المحلية المتنوعة، والمشاركة فيه مجانية، وقد خصصنا فريقا من الجمعية يتولى مهمة تنظيم المشاركه الدورية في البازار. ونتمنى من كل شخص شارك اليوم أن يعيد الزيارة كل يوم جمعة مع أصدقائه، لكي نعمم ثقافة التلاقي الاجتماعي من اجل دعم الاقتصاد الريفي الذي يعتبر المخزون الثقافي الإنتاجي لأهلنا، لان الاقتصاد الريفي يشكل القدرة الانتاجية التي تتحدى الأزمة الاقتصادية الحالية. ومن أهميته أنه بغنى عن الطاقة التي افتقدناها، التي ترفع كلفة الإنتاج، كهرباء ومحروقات، والمثال على ذلك سجاد الفاكهة اليدوي، صناعة البرغل، المونة البيتية وغيرها، وعدم الخاجة إلى الطاقة يوفر في الكلغة، ونحن في الكثير من المبادرات التي دعمناها سعينا من خلالها إلى تحويل البيت إلى مصنع إنتاجي يعمل فيه أفراد الأسرة، ويجب أن ندعم جميعا هذه المبادرات الإنتاجية البيتية، لأن هناك عائلات تعيش من مداخيل وعائدات هذه المبادرات التي تحفظ كرامة الكثير من الأسر في بعلبك الهرمل والبقاع”.
وأضاف: “في هذا البازار هناك دعم للنشاط الفكري والثقافي، فكما لدينا منتجين لسلع حققوا نجاحات، لدينا أسماء عريقة ومتألقة في البقاع وبعلبك الهرمل، يحدر بنا إشراكها، وسوف يتخلل البازار تكريم لفنانين كبيرين هما أميمة الخليل بتاريخ 13 أيلول وحفل تكريم الفنان علي حليحل يوم الجمعة في 20 أيلول الساعة الخامسة عصرا، والدعوات مفتوحة، وبذلك نحن نساهم في نشر الفكر الثقافي الذي يساعدنا في عملية تسويق المنتجات، ونسعى لتحقيق الأهداف التي يمكن أن تؤدي إلى تمكين اقتصاد قوي، وحماية ودعم المنتج المحلي، ونأمل أن تستمر المبادرة على مدار السنة، وستكون القرية الزراعية مفتوحة لكل هذه المبادرات ومساحة للتواصل والتعاون”.
وختم اللقيس معتبراً أن “الظروف الأمنية الصعبة وحالة الحرب، والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد، لا تمنعنا من التعاون والتكامل مع بعضنا البعض لنتحدى هذه الظروف ونحاول التعويض بأفكار منتجة وبدعم مبادرات تعزز الزراعة والإنتاج المحلي، ونشكر الوزير عباس الحاج حسن على مشاركته الدائمة ووقوفه إلى جانب الجمعية والمزارعين، وإن شاء الله في المسار المستقبلي نكون على تنسيق أكثر لمشاريع زراعية تخدم منطقة بعلبك الهرمل والبقاع”.
وقص الوزير الحاج حسن واللقيس والعميد ميري شريط الافتتاح، وجالوا على أقسام البازار.
والختام بسهرة فولكلورية مع فرقة “شيوخ الدبكة” بقيادة ياسر الشمالي، ولوحات من التراث البعلبكي، وسط تفاعل الحضور ومشاركتهم في حلقات دبكة في ساحات القرية الزراعية.