قال حزب “الاتحاد” في بيان في ذكرى ثورة 23 يوليو”: الاحتفال بثورة 23 تموز يوليو عام 1952 بعد مرور 72 عاما على قيامها ما هو إلا تأكيد على استمرار هذه الثورة الرائدة في وجدان الشعب العربي، المتمسك بها والتي يعتبرها نبراسا من أجل تحرر الأمة ونهوضها القومي المستقل، صحيح أن ثورة يوليو غابت عن الموقع الرسمي العربي، إلا أنها ما زالت حية في كل عمل عربي مقاوم للاحتلال الصهيوني لفلسطين، فكل مقاومة عربية للكيان الغاصب لفلسطين تنتمي بالضرورة إلى هذا الفكر المقاوم الذي اختطه الرئيس جمال عبد الناصر في إطار مشروع تحرري عربي، لن تستقيم الحياة العربية دون أن تمتلك الحركة التحررية العربية حريته من غاصبيها، لهذا كانت الحرية إحدى العناوين الأساسية لتلخيص أهداف الثورة في الحرية والاشتراكية والوحدة، وهذه الثورة أعادت تصحيح المسار العربي ووضعه في المسار الطبيعي على سلم التحولات الكبرى في استعادة التاريخ المجيد لأمة ساهمت في صناعة الحضارة الإنسانية، وأراد لها المستعمر عبر مشاريعه وهيمنته واستيطانه، أن تتحول إلى أمة ذليلة محكومة لإرادات الخارج ومشاريعه الاستعمارية، فجاءت ثورة 23 يوليو تموز عام 1952 لتضع الأمة على سلم النهوض القومي وتستجيب لدورها في صناعة حضارة إنسانية تقوم على العدالة والمساواة”.
اضاف:”كما كان لهذه الثورة الرائدة دور أساسي في إعادة الصراع العربي الصهيوني إلى مساره الطبيعي، بأنه صراع وجود وليس صراع حدود، وأن المسعتمر البريطاني قد أعطى العدو الصهيوني ما لا يملك على قاعدة لقد أعطي من لا يملك لمن لا يستحق ليكون قاعدة استعمارية متقدمة تفصل مشرق الأمة عن مغربها، في عملية إعاقة لكل جهد عربي تحرري ووحدوي، ففلسطين تشكل بالنسبة لثورة 23 يوليو القضية المركزية في النضال القومي العربي. وإن أي عملية لإسقاطها أو تجاوزها هو بدايات الاستسلام والخنوع للغرب ومشاريعه الاستيطانية. فكرس الرئيس جمال عبد الناصر مقولة أن المقاومة الفلسطينية وجدت لتبقى ولسوف تبقى، وقد كرسها في مؤتمر الخرطوم الشهير عندما ألزم القمة العربية بالمبادىء الأساسية لصراعنا مع العدو لا صلح لا تفاوض ولا اعتراف، لأن الرئيس جمال عبد الناصر أدرك أن الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين هو اختصار لإرادة الأمة في النهوض وفي الاستقلال والوحدة. فسياسات التطبيع التي يسلكها بعض النظام الرسمي العربي ما هي إلا إقرار بالهزيمة واعتراف بشرعية كيان غاصب ودعوته ليحكم الحياة العربية ويضعها في موقع الخنوع والاحتواء والاستسلام لإرادة مركز القرار الدولي الغربي”.
تابع:”إن ما تشهده غزة اليوم نتائج غياب ثورة 23 يوليو تموز عن موقع القرار الرسمي العربي وإن الإبادات الجماعية والتجويع والتدمير الذي ينتهجه الكيان الصهيوني الغاصب وحلفاؤه الغربيون مؤشرات واضحة على أن الصراع يتخطى عدوًا غاصبًا لفلسطين ويهدف إلى كسر إرادة أمة ومنعها من النهوض التحرري المستقل، وإن أي سلطة سياسية عربية تتغافل عن هذه المعادلة تكون سلمت إرادتها مسبقا إلى أعداء الأمة”.
ختم:”إننا في حزب الاتحاد إذ نحيي الذكرى الـ 72 لثورة 23 يوليو عام 1952 ندعو الأمة إلى العودة إلى أهداف ومبادىء هذه الثورة الأم التي لن تستقيم الحياة العربية إلا بعودة راياتها تحكم مسارات العمل العربي”.