كلام جعجع، جاء في كلمة ألقاها خلال العشاء السنوي لإذاعة “لبنان الحر”، في حضور النواب: بيار بو عاصي، شوقي الدكاش وايلي خوري، والنواب السابقين: أنطوان زهر، عماد واكيم ماجد ايدي ابي اللمع، الامين العام اميل مكرزل، الأمين المساعد لشؤون الإدارة رفيق شاهين، رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور، مستشار رئيس الحزب لشؤون الرئاسة أنطوان مراد، السيدة روز انطوان الشويري، عدد من أعضاء المجلس المركزي، وفاعليات.
وأوضح جعجع أن “فريق الممانعة، من خلال حروبه العبثية وزج لبنان في صراعات لا علاقة له بها، دمر البنية الأساسية للدولة اللبنانية”. وقال: “هذا الفريق اضطر للتعامل مع أفسد الفاسدين من أجل تدعيم وضعيته الداخلية، ما أدى إلى تفشي الفساد في أنحاء البلاد كافة”، معتبراً أنه “لا يمكن للبنان أن يتعافى في ظل سيطرة هذا الفريق” الذي وصفه بأنه “ضد التغيير”.
ولفت الى ان “التيار الوطني الحر يسعي وراء مصالحه الضيقة على حساب المصلحة الوطنية”، قائلاً: “أعضاء هذا التيار يبحثون دائماً عن مكاسب سياسية ومنافع شخصية من دون النظر إلى مصلحة البلد. سياساتهم الانتهازية أدت إلى شلل المؤسسات وتعطيل أي جهود للإصلاح، فبعد تجربة التيار في الحكم على مدى ستة اعوام، حيث كان لديه رئيس جمهورية وأغلبية وزارية وأغلبية نيابية، وانتهت به الأمور إلى ما انتهت إليه، كان من المنطقي أن يقوم اهل التيار بإعادة قراءة لمسارهم ومواقفهم ، كي يروا ما الذي قاموا به وأدى إلى وصول الأمور إلى ما وصلت إليه، إلا أنهم لم يقوموا بإعادة قراءة ولا بإعادة كتابة، وهم مستمرون على ما كانوا عليه في تفاصيله كلها”.
وفي تقييمه للوضع الراهن، أوضح جعجع أن “المشكلة الحقيقية تكمن في الطبقة السياسية الحالية التي ترفض الاعتراف بأخطائها وتستمر في تكرار د السياسات الفاشلة ذاتها”. وقال: “لبنان يحتاج إلى تغيير جذري في النهج والسياسات المتبعة، وهو ما يتطلب شجاعة سياسية ووضوح رؤية. لا يمكننا أن نخرج من الوضع الراهن من دون أن نواجه الأسباب الجذرية التي أدت إليه”.
وأشار إلى أن “الشعب اللبناني أصبح واعياً بشكل أكبر للأسباب الحقيقية للأزمة، ولم تعد الشعارات الفارغة تخدعه”.
أضاف: “اللبنانيون اليوم أكثر وعياً وإدراكاً لحقيقة الأمور، وهم مستعدون لدعم أي جهود حقيقية للتغيير. نحن أقرب من أي وقت مضى لتحقيق مشروعنا، وهناك عقبة رئيسية زالت من أمامنا، وهي الغش الذي كان يستعمله التيار الوطني الحر للناس الذين أصبحوا اليوم يدركون تماماً حقيقة الأمور، وأن المسألة بحاجة إلى حل جذري وقد أصبحوا معنا في هذه الرؤية. علينا أن نستجمع الحد الأدنى من القوى السياسية من أجل الوصول إلى تلك الحلول”.
وفيما يتعلق بالمعارضة، أعرب عن تقديره لدورها “في الحفاظ على الحد الأدنى من عدم تدهور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، على رغم قلة عدد نوابها نسبيا وعدم قدرتها على فرض التغييرات المطلوبة”، وقال: “المعارضة تلعب دورها، ونوابها أبطال بكل ما للكلمة من معنى، صامدون، لديهم مبادئ واضحة، ويقومون بطرحها يومياً ويعيدون التأكيد عليها. كما يقومون كل يوم بخطوة في الاتجاه الذي يؤمنون به، ويحاولون بكل ما لديهم من قوة. وقد تمكنت المعارضة من تجنيب البلاد الكثير من السلبيات التي كانت ستحدث، لكنها تحتاج إلى مزيد من الدعم لتتمكن من فرض التغيير”.
وانتقد “النواب الذين يقفون في الوسط ويتهربون من المواجهة تحت شعار أنهم ضد الاصطفافات”، مطالباً إياهم بـ”اتخاذ مواقف واضحة وجريئة”. وأوضح أنه “لا يمكن لمن لا يريد المواجهة أن يكون نائباً، لأنه لا يمكن لموقف النائب أن يكون زئبقياً، باعتبار أن عليه أن يتخذ مواقف حاسمة في المسائل الجوهرية، وتالياً لا يمكنه الوقوف في الوسط ما بين الخير والشر أو الجيّد والسيء”.
وقال: “عملُنا الآن ينصب على محاولة إقناع هذه شريحة من المجتمع بأنه، ومن أجل مصالحهم المباشرة، يجب أن يكون للنائب الذي يمثلهم موقف واضح، أيًّا يكن هذا الموقف، وألا يقف في الوسط تحت شعار “ضد الاصطفافات”، فصحيح أن من حقّه أن يختار ألا ينضوي في إطار حزبي أو يعلن وقوفه إلى جانب هؤلاء أو أولئك، ولكن في بعض المسائل يجب عليه أن يختار”.
وأكد أن “مشكلة الممانعة والتيار الوطني الحر مسألة وراثية وجينية، لذلك يجب ألا تُجهِدوا أنفسكم في التفكير في إيجاد حل لها، فهؤلاء لا حل لهم.” الحل الممكن هو لدى النواب الذين يقفون في الوسط”، وقال: “نحن أقرب من أي وقت مضى لتحقيق مشروعنا، وهناك عقبة رئيسية زالت من أمام ذلك، وهي الغش الذي كان يستعمله ‘التيار الوطني الحر’ للناس، الذين أصبحوا اليوم في جو جيد جداً ويدركون تماماً حقيقة الأمور”.
وكان جعجع استهل كلمته بالحديث عن إذاعة “لبنان الحر”، قائلاً: “لبنان الحر ليست مؤسسة فاشلة أو مفلسة. على العكس، كانت وما زالت مؤسسة ناجحة تقنياً وسياسياً، واجهت تحديات كبرى لكنها ظلت رمزاً للمقاومة اللبنانية ورمزاً للأمل”.
أضاف: “منذ أربع سنوات ونحن نبذل جهوداً كبيرة لدعمها في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان. نلتقي اليوم لأننا أولاد قضية واحدة وتصوّر واحد ولبنان واحد، ولبنان الحر كانت ولا تزال تمثل هذا الحلم الذي نسعى لتحقيقه”. وأشار إلى أن دعم الإذاعة يتجاوز الدعم المادي إلى دعم القضية الوطنية التي تجمع الجميع”.
وأوضح جعجع أن “هذا اللقاء السنوي ليس مجرد محاولة لتخفيف العجز المالي للإذاعة، بل هو تجسيد لوحدة الصف في مواجهة التحديات والتمسك بالأمل في لبنان أفضل”. وقال: “يمكننا الوصول إلى لبنان الذي نريده إذا ما استمررنا بالعمل بالطريقة التي نعمل فيها اليوم، برأس مرفوع وصوت عالٍ. علينا ألا نيأس أو نفقد البوصلة في أي لحظة، وعلينا أن نبقى ونستمر لكي نزيل رواسب 20 و30 سنة من الممارسة السياسية التقليدية السيئة الفاسدة الفاشلة التي لم توصلنا إلى أي مكان”.
وكان العشاء بدأ بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب “القوّات اللبنانيّة”، فكلمة الإذاعة التي ألقتها الإعلاميّة ايلديكو ايليا واستهلتها بقول أحد الكتاب الغربيين: “الحرية هي الحق في الاختيار بين بدائل عدة”. وأكدت أن “لبنان الحر” هي المنصة التي تسمح بحرية التعبير وتمنح الأفراد قيمتهم، مشددة على أهمية الحفاظ على هذه الحرية التي تجعل الإنسان إنساناً حقيقياً وليس مجرد رقم”.
ورحبت إيليا بالحضور وعلى رأسه جعجع، معربة عن فخرها بالتزام “رسالة لبنان الحر في فضح الفساد والنفاق والتبعية”، مؤكدة أن “الإذاعة هي فسحة أمل لكل من يريد أن يُسمِع صوته”.
وأشارت إلى أن “إذاعة لبنان الحر بفضل دعمها المستمر استطاعت مواكبة التطورات من دون أن تفقد هويتها، متمسكة بالنهج الوطني والسيادي”. وأكدت أن “الإذاعة لم تقدم أي تنازلات وظلت محافظة على جديتها وموضوعيتها”.
وشكرت جميع الداعمين للإذاعة معنويا وماديا، معتبرة أن “دعمهم هو الأوكسيجين النقي في زمن التلوث”. وختمت كلمتها بالإشادة بجعجع، واصفة إياه بـ”الرجل الذي يختار دائماً الحرية للبنان”.