Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الدكتور الفوعاني: سنبقى حرصاء على تحمل المسؤولية الكبرى في الدفاع عن وطننا وحماية حدوده وكرامته

أحيت “حركة أمل” – إقليم بيروت الليلة الثامنة من ليالي عاشوراء في باحة معوض، في حضور رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور مصطفى الفوعاني ، عضو هيئة الرئاسة الدكتور قبلان قبلان، فاعليات اجتماعية وسياسية، أعضاء من الهيئة التنفيذية  والمكتب السياسي، شخصيات حزبية و دينية و عسكرية.

وألقى الفوعاني كلمة “حركة أمل” أشار في مستهلها إلى معاني عاشوراء، وقال:”لم تكن عاشوراء حركة في سبيل طلب السلطان أو الحكم، بل الباعث والهدف من وراء حركة الامام الحسين إصلاح أمر المسلمين، ولأجل احقاق الحق وإقامة دولة العدالة الاجتماعية يقول الامام الحسين: “اني لم اخرج اشرًا ولا بطرًا، انما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي رسول الله أريد ان آمر بالحق وأنهى عن المنكر”.

أضاف:” حينما اطلق الامام القائد السيد موسى الصدر حركة أمل في 17 آذار من العام 1974 من ساحة القسم في بعلبك، كانت المناسبة أربعين الإمام الحسين وحينما أعاد القسم في صور كانت المناسبة ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء، في تأكيد على أن ارتباط ولادة حركة أمل بعاشوراء. ثورة الامام الحسين جاءت تحت (عنوان الإصلاح)، والاصلاح هنا لا يقتصر على البعد الديني فقط بل يتعداه إلى البعد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والوطني، الإمام الصدر حدد عدوين يجب محاربتهما: الحرمان على تخوم المجتمع في الداخل، وإسرائيل على تخوم الحدود في الجغرافيا”.

تابع:”عاشوراء بنظر الامام الصدر حركة قامت لأهداف سامية بعيدة كل البعد عن حاجات ومصالح فردية ضيقة فالامام الحسين “قُتِلَ لأجل أهداف، واذا قتل هو فأهدافه قائمة بيننا وموجودة فينا: أهدافه الحق، الدين، أهدافه الصلاة، أهدافه الإصلاح، أهدافه معاونة الضعفاء، ونصرة المظلومين، أهدافه المطالبة بالحق والسعي وراء الحق”.

أضاف: “عاشوراء كانت المحرك والباعث لمواقف الامام الصدر فعاشوراء في أبعادها تعلِّم الأجيال، كل الأجيال وتفتح أمام الأجيال، كل الأجيال طرق النجاة وطريق الخلاص” كان الإمام الصدر يرى ان عاشوراء هي امتداد للصراع المستمر بين الظالم والمظلوم، ولم تكن حركة آنية بنت ساعتها ولأجل مجتمع معين، بل هي حركة للمستقبل، ولكل الأجيال والمجتمعات الماضية والحالية والقادمة”.

قال: “كان هم الامام الصدر ان تبقى عاشوراء حركة فاعلة ومؤثرة، وان يستفاد من هذه الحركة من اجل تحويلها وقودًا دافعًا لمقارعة الظلم والظالمين، والثبات على الموقف الحق، وعدم التزحزح عنه مهما كانت الاثمان، دون خوفٍ أو وجلٍ من الكثرة والقوة أو السلطة، تمامًا كما كان الإمام الحسين وأصحابه ثائرين صامدين، بواسل أمام جبروت السلطة وطغيانها، هنا يؤكد الامام الصدر أن:”ذكرى عاشوراء يجب ان تبقى حية مؤثرة في حياتنا كما كانت المعركة فتحولها إلى دافع للوقوف القوي الثابت إلى جانب الحق مهما بلغت التضحيات”.

تابع:”الانتصار للامام الحسين يبدأ من عدم الصمت، يبدأ من رفض الظلم، يبدأ من تأييد الحق ولو كان ضد المصلحة الخاصة، يبدأ في سلوك سبيل الحق، فنصرة الامام الحسين في نظر الامام الصدر، تكون في العودة إلى جادة الحق والصراط المستقيم، والابتعاد عن الانحراف ولو كان جزئيًا، وإعادة الحقوق ولو كانت صغيرة، ان كفكفة دمعة اليتيم، وترك الشهوات، والتحرر من الأهواء، هو نصرة للامام الحسين فنحن على حد قول الامام:”حينما نغير أنفسنا، حينما نجعل الهنا الله نفسه، لا هوانا اذا اصطدمت مصلحة أخي مع  الحق، أفضل الحق عليه، اذا اصطدمت مصلحتي مع الحق افضل الحق على نفسي واذا اصطدمت مصلحتنا مع مصلحة غيرنا وكان الحق معهم نسلك سبيل الحق ونصبح جزءًا من بحار الحق هذا هو السبيل البدء يجب ان يكون منا ونحن لسنا فقراء ولسنا صغارًا، والحر هو الذي يتحرر من نفسه”.

تطرق الفوعاني في كلمته الى “الوضع الميداني على ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على لبنان وللمستجدات السياسية”، قائلا: “اننا عندما نقاوم إسرائيل، إنما نقاومها لأنها تريد الاحتلال ولأنها تريد القتل ومصادرة كرامة الانسان، هذا هو التزامنا الحسيني والتزامنا الاصيل بالخط نجدده اليوم عندما نقول أننا كما كنا على الدوام وانطلاقا من هذا الوعي الحسيني الصادق سنبقى حرصاء على تحمل المسؤولية الكبرى في الدفاع عن وطننا وحماية حدوده وكرامته و لن ندخل في سجالات تقزيم مسألة الصراع”.

تابع: “الصراع اليوم ليس صراعا على الجنوب او من اجل طائفة او منطقة، هو عمل مقاوم من اجل كل الوطن وكل ابناء الوطن وكل انسان في هذا الوطن يتوق الى السيادة الحقيقية والاستقلال الحقيقي والى حفظ كرامته في وطنه. نحن عملنا للوطن الذي لا يوجد فيه مساحات منفصلة عن بعضها البعض، إن قيمة وفهم الوطن النهائي هي ان مسؤولية الفرد في اي منطقة هي مسؤولية تجاه كل ابناء الوطن، نحن لا ندافع عن انفسنا فقط ولا ندفع شهداءنا  من أجل حماية مشروع خاص أو توظيف قوة من اجل مصلحة سياسية داخلية، لا في رئاسة ولا في حكومة، بل من اجل تعزيز مناعة هذا الوطن وقوته وجعله الوطن الذي حلمنا به جميعاً قوياً قادرا على ان يفرض التوازن مع هذا العدو وان يردعه عن كل ما يخطط له تجاه مستقبل هذا الوطن. فهذا وطن نهائي لجميع ابنائه بذلوا دماءهم ليحفظوا الكرامات أمام عدو غاشم يرتكب مجازر أمام العالم الذي يصم عقلا وفكرا وقلبا”.

أضاف: “تجربة حرب تموز من ثمانية عشر عاما تشهد أمامنا وعلينا وعلى الاخرين انها كانت تجربة إنتصار كبرى، فليعلم الناس حقيقة ان اسرائيل المهزومة نفسيا اليوم وسياسيا وعسكريا مستمرة بمجازرها تحت تغطيات واهية تسقطها الحقائق على الأرض، لهذا كما كنا على الدوام مع فلسطين – القضية، نحن اليوم في حركة امل ايضا  مع الشعب الفلسطيني في التصدي لهذه المجازر الكبرى التي لا تشكل ادانة لإسرائيل فقط بل لكل المجتمع الدولي الذي شهد اليوم على سقوط اكثر من اربعمئة بين شهيد وجريح، دون ان يكون هناك رد فعل يوقف اسرائيل عن هذه المجزرة المفتوحة بحق شعبنا الفلسطيني..وهذا ميثاقنا وقسمنا والتزامنا التاريخي”.

ختم: “مع كل التعقيدات سنبقى حرصاء على الوصول الى وقف فوري لاطلاق النار نلاقيه هنا في لبنان بوقف للعمليات العسكرية لأن الانطلاقة التي توجهت بها المقاومة منذا اللحظة الأولى هي أننا مع فلسطين وإلى جانبها نقبل ما تقبل به المقاومة الفلسطينية، و نحن نرغب وإياكم ان نصل الى هذا الوضع لنطلق دينامية حقيقية جديدة باتجاه التفاهم على اعادة الانتظام الى حياتنا السياسية نحن لا نريد ان نجيب او ان نتوقف عند بعض الاصوات التي تريد إعادة الامور الى الوراء وعدم الاستفادة من تجارب الماضي ومحاربة طواحين الهواء ، والشعبويات الفارغة والمراهقات التي لا تبني وطنًا…والتركيز على حواجز وهمية إسقطتها مصداقية المشروع الذي اطلقه دولة الرئيس نبيه بري من حوالى السنة، بأن تعالوا لنتفاهم ولنقرأ معا تجاربنا في 2007 و2016 وقبلها وقبلها التي أكدت أن الحوار والتلاقي وتفاهم اللبنانيين وحده القادر على بناء المؤسسات وعلى إطلاق عملها وصياغة المشروع القادر على تحقيق مصالح الناس ومستقبل هؤلاء الناس”.

اختتم المجلس بالسيرة الحسينية تلاها السيد نصرات قشاقش.