وعلم ان فريق “الممانعة” أوصل مباشرة الى المعارضة عبر وسطاء انه لا يرى موجبا للقاء بينهما لأنه يعتبر ان المبادرة تستهدف صلاحيات رئيس مجلس النواب فقط، لكنه عاد وابلغ عدم ممانعته في اللقاء المؤجل .
وفي السياق اكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني أن “مبادرة المعارضة الرئاسية تشكل خارطة طريق تبلور الطروحات التي كان أفرقاء المعارضة قد طرحوها بشكل متفرق، وقد وضعت في وثيقة واحدة وأُضيفت بعض النقاط الإيجابية إليها”، آملا في أن “تشكل خرقا في النقاش، وأن يجري التشاور حولها لإيجاد سبل للوصول إلى جلسة انتخاب دستورية”. ولفت إلى أن “المشاورات مع الكتل النيابية لم تنته بعد، وهناك من يؤيد هذا المسار، كما هناك من يريد الذهاب أبعد من ذلك، في حين أن البعض يحاول التخفيف من وقع أي محاولة للوصول إلى انتخابات رئاسية ضمن الدستور”.
واكد أن “ما نريده هو أن يحصل تشاور بين النواب وهذا أمر طبيعي يجري بين القوى السياسية في كل المواضيع من دون أن يكون هناك شرط مسبق أو خارج عن الدستور، إلا أن هذا الأمر يواجه برفض من قبل الفريق الآخر الذي يمسك مفاتيح مجلس النواب والذي لم يقدم أي خطوة باتجاه تذليل العقبات لانتخاب رئيس، إنما يصر هذا الفريق على مرشح معين وإجراء حوار كشرط مسبق للانتخابات الرئاسية”. أما عن موقف التيار” الوطني الحر” من هذه الخريطة الرئاسية، فلفت حاصباني إلى أن “الموقف كان إيجابياً والتيار اعتبر أنه يمكن البناء عليها لإيجاد مقاربة معينة”.
واعتبرت “كتلة تجدد” أن “خارطة الطريق التي تقدمت بها المعارضة تشكل فرصة جدية للانتقال من مناخ التعطيل، إلى انتخاب رئيس للجمهورية وفقاً لما ينص عليه الدستور، ما يشكل مدخلاً لاستعادة سيادة الدولة وحكم القانون والمؤسسات”.
اما في التحركات الداخلية الأخرى، فعلمت “النهار” أن لقاء سيعقد اليوم في بيصور، ويضم الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديموقراطي طلال أرسلان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان سامي أبي المنى والشيخ ناصرالدين الغريب. ويتوقع ان يخرج اللقاء بمواقف وصفت بانها تعبّر عن “ثوابت أساسية تُريح الجميع” في طائفة الموحدين الدروز.
ووفق معلومات “النهار”، فإن الاجتماع سيكون خلال لقاء عقد صلح عائلي عند آل ملاعب في بيصور، وسيكون فرصة لإحداث تقارب في المواقف على مستوى ما يحصل في غزّة وفي جنوب لبنان. كما سيتم التطرّق إلى موقف الطائفة “الداعم للقضية الفلسطينية تاريخياً”، واستنكار “الحملات المغرضة التي تشوّه تاريخها” على خلفية موقف بعض دروز فلسطين، بحسب مصادر متابعة للتحضيرات للقاء.
وتؤكد مصادر التقدمي أن جنبلاط لا يُمكن إلّا أن يدعم كل من يُقاوم إسرائيل، وموقفه اليوم سيكون في هذا السياق، لكن هذا الدعم لا يعني وجود تحالف مع “حزب الله” بل هو عبارة عن تفاهم على مجموعة نقاط . وتُشير المصادر إلى أن اللقاء سيُريح الأجواء الداخلية لدى الدروز قبل موعد انتخابات المجلس المذهبي للطائفة.
اهتمام مصري
وفي سياق تداعيات الوضع المتفجر في الجنوب، برز موقف مصري اذ تطرّق وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في القاهرة، إلى التصعيد في جنوب لبنان، وقال: “نتابع بقلق بالغ التصعيد شديد الخطورة الذي يقوم به الجانب الإسرائيلي على الجبهة الشمالية، والعدوان على لبنان”.
واعتبر أن “جذور التصعيد هي العدوان الإسرائيلي على غزة. وبالتالي، فإن عودة الهدوء إلى المنطقة، سواء في البحر الأحمر أو لبنان، لن يتحقق سوى بإيقاف إسرائيل عدوانها على غزة”. وأكد أن بلاده “تدعم بشكل واضح ومطلق أمن واستقرار لبنان، وضرورة صون سيادته، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجه الشعب اللبناني”، مشيراً إلى أنه “أجرى اتصالات مكثفة مع نظرائه العرب والغربيين بما في ذلك وزراء خارجية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمفوض الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية، للتحذير من تبعات التصعيد غير المحسوب، وما يمكن أن يؤدي إليه من انهيار للاستقرار في المنطقة”.
وأجرى وزير الخارجيّة والمُغتربين عبدالله بوحبيب اتصالًا هاتفيًا بنظيره المصري مُعربًا عن “تقدير لبنان للدعم المصري المتواصل له ولمواجهة مختلف التحديات التي يمرّ بها”. من جهته، اكد عبد العاطي “ما توليه مصر من أولويّة للملف اللبناني”، ومُشدّدًا على “الدعم المصري الكامل لاستقرار لبنان وصوْن سيادته أمام ما يواجهه من تهديدات ومخاطر”. وأشار إلى أنّ “مصر سوف تُكثّف اتصالاتها مع مختلف الأطراف الدوليّة الفاعلة، سعيًا للتوصّل إلى وقف فوري للحرب على غزّة، وفي سبيل منع انزلاق المنطقة إلى حالة عدم استقرار واسعة النطاق.
يوم مشتعل
اما على الصعيد الميداني في الجنوب، فساهم الارتفاع الكبير في حرارة الطقس امس في تحويل التراشق المدفعي والصاروخي كما الغارات الجوية الحربية الى مسبب ليوم ملتهب من الحرائق. واستهدف القصف المدفعي الفوسفوري الإسرائيلي اطراف بلدة ميس الجبل، كما انفجر عدد من الصواريخ الاعتراضية في اجواء ميس الجبل والجوار. وتعرضت اطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب ومنطقة البطيشية وخراج بلدة الضهيرة لقصف مدفعي من عيار 155 ملم. وقد ادى القصف على منطقتي الناقورة وعلما الشعب إلى اندلاع النيران في الاحراج وبساتين الزيتون حيث عملت فرق الدفاع المدني على إخمادها. وشنت الطائرات غارة على أطراف بلدة الجبين – طير حرفا.
وتوسع القصف الإسرائيلي بعد الظهر على عدد من قرى القطاع الغربي لاسيما الناقورة منطقة حامول وطيرحرفا وعلما الشعب ووادي الزرقاء في قضاء صور. وادى القصف الى نشوب حرائق في الأراضي الحرجية وبساتين الزيتون القريبة من المنازل في علما آلشعب، حيث عملت فرق الإطفاء على اخمادها. كما استهدف صاروخ إسرائيلي موجّه منزلاً خالياً في بلدة يارين ودمّره بالكامل. واستهدف القـصف المدفـعي الاسرائيلي من العيار الثقيل، أطراف بلدات حولا، وادي السلوقي وعيترون.
في المقابل اعلن “حزب الله” انه شنّ هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على المقر المستحدث لقيادة كتيبة المدفعية التابعة للفرقة 146 جنوب كابري، مستهدفا أماكن القيادة وتموضع أطقم وضباط إدارة النيران ومرابض المدفعية. كما اعلن استهدافه تجمعًا للجنود الاسرائيليين في محيط موقع حانيتا والتجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع حدب يارين ومبنيين للجنود الإسرائيليين في مستوطنة شتولا ومبنيين في مستوطنة مسكافعام .
وفي هذا السياق هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس بان “من يشن علينا هجمات من الجبهة الشمالية مصيره الموت.. لن نسمح بعودة التخريب إلى شمال القطاع وسنحبط عمليات تهريب الأسلحة”. وقال:” مَن يشن علينا الهجمات مصيره الموت وهذا يشمل الوضع في الشمال الذي سنغيره”.