أشار مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي في رسالة “منبر الجمعة”، إلى أن “الهجرة أسست لقيام كيان سياسي في صورته البسيطة، كونيٌ في عمقه الرسالي، فهو مرحلة الانطلاق للبعثة النبوية للعالم”، معتبرا ان “الهيكل السياسي بعد الهجرة هو دولة مهمتها أداء البلاغ، مع بقاء دروس القيم والعدالة التي انعكست في حياة النبوة والمجتمع الأوّل”.
وتابع: “تُعلِّمنا الهجرة أن الاستضعاف في الأرض تحت قمع المستبدين ليس مبرراً لقبول الظلم وهدر الكرامة. علينا أن نُهاجر مِن التَّخاذل إلى التَّناصر، ومن التَّفرقة إلى الوحدة، ومن المصالح الخاصَّة إلى المصلحة العامة، التي تجلت أيام النبي صلّى الله عليه وسلَّم، في كتاب المدينة وعهدها، وعهدنا في وطننا الحالي، هو وثيقة الوفاق الوطني والعيش المشترك”.
وأكد أن “لحكومة “نتنياهو” بضعة أهداف في الحرب على غزة، لكن لم ولن يحقق منها شيئاً، بل كرة الثلج تتدحرج وتتضخم والآتي أعظم”.
ودعا أحرار الأمة والعالم ألى أن “يبذلوا غاية الجهد لرفض الظلم ووقف آلة القتل التدميرية، وعليهم أيضا الاستعداد لمراسم النصر والتمكين”.
وأردف: “ليست المعركة الدائرة في غزة محصورة فيها، بل هي حرب إقليمية ودولية بكل ما للكلمة من معنى، وما ينتظر العالم بعد الحرب أشد وأروع”.
ورأى أن “تداعيات الحرب على العالمين العربي والإسلامي لا بد أن تستثمر في سياقها المطلوب والمأمول، إن معركة الوعي أشد تأثيرا من سواها، وورقتنا الرابحة هي حسن الاستثمار وحسن التنظيم والإدارة”.
وقال: “على الولايات المتحدة أن توقف الحرب، وتقطع جسور الإمداد بالسلاح والاستخبارات للعدو الصهيوني، ويجب الضغط بكل وسيلة داخل الولايات المتحدة وخارجها لإجبارها على ذلك”.
وأضاف: “تجربة الخنوع والعمالة مع الولايات المتحدة تجربة فاشلة مقيتة، التاريخ شاهد على مصائر من داهنوا وساوموا وتحالفوا، ولجميع من يتعاون مع الصهيوأمريكا نقول: لقد أُكلت يوم أكل الثور الأبيض”.
وشدد على أنه “في حالة الحرب يجب أن تهدأ وتتوحد الجبهة الداخلية، نحن بالإضافة للغليان الحادث في غزة والجنوب نرى استهتارا أخلاقيا من أكثر ساسة الوطن”.
وختم الرفاعي: “لبناننا اليوم في خطر، ليرتنا منهارة، البنى التحتية تحتية، مؤسسات الدولة ومرافقها العامة على شفير الهاوية إن لم تكن فيها، فمن لا يملك حلا أو يساعد في سبيله ليصمت إن لم يشأ الرحيل”.