اعتبر رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميّل، في حديث مع الاعلامية منى صليبا عبر “الحرة، “أن الجمهورية مخطوفة، والخاطف يمسك القرار في البلد. وطالما ان الواقع لم يتبدّل فان الخاطف لن يسمح للعملية الديموقراطية أن تنتج ما هو مفيد للبلد”.
وقال: “اننا نعيش تحت وصاية جديدة، و”حزب الله” يخطف القرار اللبناني وقرار السلم والحرب والرئاسة ويمنع مجلس النواب من انتخاب رئيس ويمنع الحكومة ومجلس النواب من التفاوض على قرار ترسيم الحدود ورأينا كيف حصل الترسيم البحري خارج الأطر الديموقراطية وخارج المؤسسات“.
أضاف: “يجب أن نميّز بين ما قبل العام الـ 2016 اي مع انتخاب الرئيس ميشال عون وما بعده، فما قبل 2016 كان هناك الدولة و”حزب الله” يحاول وضع يده والدولة كانت تقاوم سياسة وضع اليد. ورأينا ذلك في الاغتيالات والتعطيل الممنهج و7 أيار، لان كان هناك تصادم بين الدولة الشرعية و”حزب الله”، ولكن في 2016 تمكّن “حزب الله” من وضع يده على الدولة التي أصبحت هي “حزب الله” و”حزب الله” هو الدولة. وللاسف فان أكثرية الفرقاء ساروا بالتسوية التي سلّمت “حزب الله” مقدّرات الدولة، ونحن ذهبنا الى المعارضة ورفضنا الامر وتغيّر المشهد بدءا من الثورة لا سيما في الانتخابات النيابية الأخيرة“.
وتابع: “الصراع عاد عندما خسر “حزب الله” الأكثرية في الانتخابات النيابية الأخيرة وبات غير قادرعلى فرض رئيس للجمهورية وعاد ليستعمل تعطيل الانتخابات ليأتي بالرئيس الذي يريده. ونحن أمام خيار اليوم: هل نخضع للحزب مجددا او نكون موحّدين نقف سدا منيعا أمام تثبيت سيطرته على الدولة“.
ولفت الجميّل الى ان “المواجهة مع “حزب الله” لم تكن يوما كما هي اليوم، فهناك جبهة تقف في وجه الحزب من خلال “بلوك” في مجلس النواب يمنعه من فرض سليمان فرنجية وتمكّنت من ترشيح جهاد أزعور، وأفشلنا محاولات “حزب الله” للايحاء للمجتمع الدولي انه هو من يقرّر نتيجة الانتخابات، والخسارة كانت مدوية لدى الدول”، معتبراً “أن ترشيح جهاد أزعور من أهم الخطوات التي قامت بها المعارضة لمحاولة فرملة وضع يد “حزب الله” على الرئاسة.“
وأكد أنه “من غير المطروح ضمّ “التيار الوطني الحر” الى جبهة المعارضة التي نعمل عليها”، وقال: “على التيار ان يقوم بمسار معين للوصول الى مكان يكون فيه موقفه السيادي من “حزب الله” كما موقفنا. والتيار اقترب ولكن لا يزال بعيدا من المكان الذي نطمح اليه، وهناك تقدم ملحوظ في تمايزه عن “حزب الله” ونحن نرحّب بخطوات التيار وهي ايجابية ونشجّعه على ان يستكملها ولكنها حتى اللحظة غير كافية“.
أضاف الجميّل: ” التيار يقول انه ضد وحدة الساحات ولا يجب ان نربط مصيرنا بحرب غزة، ولكن لم يصل بعد الى مرحلة يقول فيها انه يرفض ان يكون هناك سلاحان في لبنان وانه مع توحيد السلاح بيد الجيش ويجب على “حزب الله” ألا يتفرد بقرار السلم والحرب. وعندما يصل التيار الى هذا المكان تكون هناك امكانية كبيرة للعمل معا، ولكن خطابه الحالي غير كاف ونتمنى ان يكمل للوصول الى المكان الذي نريده“.
وشدد على أن “التقاطع على أزعور أكبر صفعة لـ”حزب الله”، ولم يكن ليحصل لولا تواصل “الكتائب” مع “التيار الوطني الحر”, واستمرّ التواصل ونشجّعه على الاتجاه الذي يسير فيه حاليا وموقفه في تحسن، لكن لم يصل الى المكان الذي يسمح لنا بالانتقال الى مرحلة جديدة مع التيار”.
وعن مناشدة النائب جبران باسيل “الكتائب” و”القوات” وضع خط أحمر تحت موضوع الشراكة، سأل الجميّل: “عن أي شراكة ومناصفة يتحدّث باسيل إذا كان هناك فريق يمتلك السلاح؟ يوم يقول باسيل بسيادة لبنان والشراكة المرتبطة بحصر السلاح بيد الجيش ويرفض ان يمتلك أيّ كان ميليشيا مسلحة تتحكّم بمستقبل البلد، يكون عندها واجبي ان أتجاوب مع دعوته. خلافنا مع التيار ليس فقط حول السلاح بل حول أدائه السياسي والاقتصادي والإداري في البلد، لكن الأولوية اليوم لتحرير البلد. ومن هو مستعدّ لتحرير البلد من واجبنا مدّ اليد له“.
وقال: “ان مشاكل الشراكة والنظام السياسي والاقتصاد والمناصفة والوجود المسيحي أمراض في جسم مريض، والمشكلة ان الجسم المريض مخطوف، وقبل ان أداويه يجب ان أستردّ الجسم المريض ونحرّره. وقبل ان يحدّثنا باسيل عن المشاكل في النظام السياسي والشراكة والاقتصاد يجب اولا ان أتفق معه على تحرير الموقوف، وبعدها مستعدون للحديث في أي امور أخرى“.
وشدد على “وجوب أن نشكّل جبهة عريضة، ولكن هل يعتبر التيار ان لبنان مخطوف وهناك من يقرر عنّا؟ وعندما يصل التيار الى هذا المكان سنكون معه ولكن الى حينه سنعمل مع من هو مقتنع بمبادئنا”.
وأوضح الجميّل أننا “نعمل على تشكيل الجبهة العريضة التي تتخطّى الطوائف، ويجب على الجميع ان يفهم ان تشكيل التوازن من خلال الجبهة مع “حزب الله” له علاقة بمصير لبنان، ويتطلّب ان نضع من حريتنا ومصالحنا وأنانيتنا لانجاح المشروع الذي لن ينجح إذا فكّر كل فريق لوحده. وأدعو كل الاصدقاء الى التخلّي عن مصالحهم والتفكير ببناء الوحدة“.
وعن زيارة قائد فيلق القدس قاآني وما سرّب عنها عبر “رويترز”، قال الجميّل: “إنها رسالة من ضمن المفاوضات الحاصلة اليوم. وحذرنا من اي مقايضة تعطي الأمن لاسرائيل على حساب تسليم بيروت لـ”حزب الله” ولن يحصل ما يريدون إذا كان هذا المطلوب. ويجب ان يفهم الجميع ان مستقبل لبنان على المحكّ، وإذا فكّر أحد ان تسوية من هذا النوع ستمرّ فهو مخطئ وسنكون بمواجهة أي تسوية تهدّد مستقبلنا في لبنان. هناك تطمينات، ولكن لا نتّكل الا على أنفسنا ونحن حذرون، وتعلّمنا الا نتكل الا على أنفسنا وهذا ما نحاول أن نقوم به“.
وأشار الجميّل الى ان “حزب الله يغشّ اللبنانيين والفلسطينيين عندما يوهمهم انه فتح جبهة المساندة في حرب غزة، ولكن عمليا هذه الجبهة لا تؤثر على شيء في حرب غزة والبرهان الدمار الحاصل في غزة، والمشكلة ان القتلى ذهبوا ضحية مخطط لم يعطِ نتيجة“.
وقال: “السيّد حسن نصر الله فتح الهجوم على اسرائيل، ويجب ان نستعمل العبارات الصحيحة. هو أخذ القرار بفتح جبهة لالهاء اسرائيل، وبالتالي هو يقول انه استجرّ الدمار على لبنان بمبادرة منه. ولكن عمليا لم يلهِ اسرائيل عن غزة لأنّ الدمار في ازدياد والضغط لم يخفّ، وثانيا دُمِّر الجنوب ومخططه فشل من كل النواحي وهو يقول بفتح الجبهة ويقول انه يدافع عن اللبنانيين وهذا فيه تناقض كبير“.
أضاف: “الجنوب يدمَّر ولبنانيون يستشهدون بسبب قرار “حزب الله” بفتح جبهة الجنوب في 8 اكتوبر، لانه منذ سنة 2006 الى اليوم كان هناك ما يسمّى قواعد اشتباك كسرها “حزب الله”، وهو كان حدّدها مع اسرائيل باتفاق بينه وبين اسرائيل بعدم تخطي حدودهما، ونصرالله في المقابلة الأخيرة طالب اسرائيل بالعودة الى قواعد الاشتباك. وبصراحة، في الاحزاب الشمولية هناك قدرة على غسيل الدماغ واقناع الناس بأمور لا يمكن الاقتناع بها ومشكلتنا ان لدينا حزبا شموليا يعمل على غسيل دماغ أتباعه رغم التناقضات، ولكن عقلنا وفكرنا حر، وأحد لن يقدر اقناعنا بأمور لا يمكن الاقتناع بها“.
وأكد الجميّل ان “حزب الله يهمّه ان يسوّق بالرأي العام العربي ان الوحيد من وقف الى جانب غزة هو محور الممانعة بقيادة إيران، وليس الهدف تحرير فلسطين لان هذا الهدف سيؤدّي الى دمار “حزب الله” وهو يعلم ذلك ولا قدرة لديه على ذلك”، معتبرا ان “ما يقوم به حزب الله هو لتتمكّن إيران من تسجيل نقاط على الأنظمة العربية ويستطيع محور الممانعة ان يقوى، وليس الهدف انقاذ الفلسطينيين و”حماس” انما تسويق محور ممانعة بالرأي العام العربي”.
ولفت الى ان “حزب الله لا يريد تحرير القدس انما إلهاء اسرائيل، وعمليا ندفع الثمن بالاقتصاد والدمار والهجرة والشهداء في سبيل ان نلهي إسرائيل التي لم تلتهِ بل استمرت في تدميرها” .
وقال: “اذا رأى الاسرائيلي فرصة ليؤذي لبنان سيفعل، ونحن نعطيه حجة لأذيتنا ونأخذ مخاطرة بمستقبلنا في البلد. واذا قررت اسرائيل قصف إحدى البنى التحتية نكون قد قضينا على ما تبقّى“.
ورأى الجميّل ان “المطلوب استعادة لبنان سيادته والمجتمع الدولي مسؤول عن تطبيق القرارين 1701 و1559 اللذين يسيران بالتوازي، فتطبيق الـ1701 يوقف الحرب مع آليات التنفيذ والـ1559 يسمح للدولة ببسط سيطرتها على كل أراضيها واستعادة السيادة عبر حل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتستعيد قرارها وهيبتها، وهذا ما يجعلنا نأمل بالمستقبل، وكل ما هو خارج ذلك تأجيل للمشاكل وتوريثها لأولادنا. لذلك فان أي تسوية موقتة هي تأجيل للمشاكل التي ستنفجر لاحقا “.
وقال: “بوضع اليد الحاصل على البلد والاقتصاد الميت وهريان الدولة ومقوماتها والقضاء والمؤسسات، خوفي أن تغيّر الهجرة التي بدأت وتستمر وجه لبنان، عندها لبنان المقبل لن يكون ما نحن نعيش فيه اليوم. لذلك نرفض تأجيل المشاكل ونطالب بخلق الجبهة ونضع “حزب الله” أمام مسؤوليته، إمّا ان يكون معنا في دولة واحدة او ان يكون في دولة وحده“.
أضاف: “ان حزب الله يخطف جميع اللبنانيين مسيحيين وشيعة وسنّة ودروزا، ونقول له لسنا مستعدين للبقاء تحت وصايتك وان نعيش مواطني درجة ثانية. لذلك اما ان تقبل بشروط دولة القانون والدستور ودولة الـ10452 واما ان نبقى في القهر وهذا ما نحن نرفضه“.
ولاحظ الجميّل انه “في كل المفاوضات والأوراق، لا أحد يتحدث عن سيادة الدولة انما عن وقف الحرب في الجنوب وانسحاب الحزب ووقف الانتهاكات الجوية وهذا جيد، ولكن هاجسنا مستقبلنا في البلد، واذا لم يستعِد لبنان سيادته وحريته سيبقى في حالة استنزاف والمشاهد نفسها ستتكرر كل فترة”.
وعما اذا كان مستعدّا للمشاركة في حوار اذا دعا اليه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، قال الجميّل: “عندما يدعوني أبلغهم جوابي، ولكن الحوار موجود ونتكلم مع كل الناس “.
ولفت الى انه لم يرفض مبادرة “تكتل الاعتدال”، “ولكن المشكلة ان الكل يحاول تسجيل نقاط على الآخر. والمبادرات والمواقف هدفها تحميل مسؤولية للآخر، ولا ارغب في تضييع الوقت فيما المشكلة واحدة وهي ان هناك فريقا يعطّل انتخاب الرئيس من خلال تطيير النصاب باستمرار في الدورة الثانية وبرفضه الحديث بمرشح ثالث، فليأتِ ويقل لنا انه مستعد للحديث بمرشح آخر وسنكون حينها في حوار“.
وذكّر الجميّل بـ”اننا في المعارضة بادرنا وسحبنا مرشحنا الاساسي وطرحنا مرشحا جديدا هو جهاد أزعور، في حين ان الفريق الآخر أقفل الباب ورفض طرح مرشح بديل وتمسّك بفرنجية ويريد أن يحاورنا. لكن عندما يقول حزب الله والرئيس نبيه بري انهما مستعدان للحديث بمرشح ثالث سأطلب من المعارضة الذهاب الى الحوار“.
وردا عن سؤال، قال الجميّل: ” لا أظن ان “اللجنة الخماسية” هي مرجعية “حزب الله” التي هي في مكان آخر”، معتبرًا أن “القصة تقف عند إرادة “حزب الله” بالقبول بعدم فرض إرادته ومشيئته على اللبنانيين والى اليوم الحزب لا يزال في منطق الفرض“.
ورأى “ان الموقف الدولي والإقليمي رهينة المصالح الحيوية للدول، “ونشكر الدول التي ترفض سيطرة “حزب الله” على لبنان، ولكن هذا لا يجعلني أنام على حرير بل لدي ما أقوم به كلبناني من النضال والرفض والمواجهة كي لا يصبح لبنان دولة ملحقة بايران“.
وأشار الى ان الخماسية لم تطلب بعد موعدا منه، وقال: “نحن على تواصل مع كل الجهات الدولية والاقليمية عبر السفارات او عبر جهاز العلاقات الخارجية في “الكتائب” ولكن تركيزنا على الداخل“.
وقال: “إذا كان الهدف من ان نكون واقعيين بأن نخضع لـ”حزب الله” فهذا اسمه استسلام. نحن مستعدون للجلوس مع الآخرين ومع من نختلف معهم، ولكن كل ما نطلبه ان يرينا الطرف الآخر الاستعداد للوصول الى شيء وسطي”.
ووصف الجميّل العلاقة بين الكتائب والنواب التغييريين بأنها “جيدة ونلتقي على نقاط مهمة”.
وعن تحميل وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري “الكتائب” و”القوات” مسؤولية النزوح السوري، قال الجميل: “انه كلام تافه لا أتوقف عنده“.
وعن رفضه التوقيع مع “التيار الوطني الحر” لمقاضاة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قال الجميّل: “مشكلتنا مع التيار انه يعتبر ان مشكلة البلد مشكلة المسيحيين، ولكننا نعتبر ان المشكلة الاساسية ان البلد مخطوف. وكي نتكّمن من تأمين الشراكة يجب ان نحرّر البلد وهو أمر لا يؤمن به باسيل. فعن أي دور مسيحي نتحدث إذا كان البلد مخطوفاً، وطالما انه مخطوف فالشراكة وهمية. ومن يقرر في النهاية هو “حزب الله” لانه عندما أتى بميشال عون رئيسا بقي القرار عند الحزب“.
أضاف: “انا مع محاسبة كل المنظومة، لا ميقاتي فقط كما يريد التيار. فليذهب ويحاسب بري فهل يقدر؟ أنا لست مع ان نستفرد بميقاتي من منطلق انه سني، وعندما يقرر باسيل محاسبة كل المنظومة أوقّع معه مع العلم انني أكثر معارضي ميقاتي والحكومة، وعندما كان باسيل شريك ميقاتي كنت ضده وهو شكّل الحكومة معه، ولن أدخل في لعبة تصفية حسابات. هم شكّلوا حكومة معا، فليتحمّلوا المسؤولية معا، ومشكلتي هي مع كل التركيبة لا مع جزء صغير منها“.