Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

جشي من محرونة: الإدارة الأميركية تمثل امبراطورية الشر والإرهاب والنفاق في العالم

لفت عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين جشي، خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” للشهيد على طريق القدس علي عبد النبي قاسم في حسينية بلدة محرونة، الى أن “المبعوث الأميركي أموس هوكشتين يطالعنا امس بالقول، التصعيد لن يساعد لبنان في إعادة البناء والتقدم، وانه بصدد  الوصول إلى تسوية دبلوماسية تحقق الرخاء، ويشير إلى أنه يريد حلا مستداما مع لبنان ويتكلم عن هدنة موقتة في غزة. وعليه، فإننا نقول للأميركي، متى كنتم غيارى على مصلحة لبنان في الوقت الذي تعلن فيه الإدارة الأميركية جهارا ونهارا التزامها تأمين التفوق العسكري للعدو الإسرائيلي الذي لم يوقف اعتداءاته على لبنان منذ نشأة هذا الكيان وعلى مدى 75 عاما، فمجزرة حولا عام 1948 تشهد على ذلك، ولم يكن حينها وجود للمقاومة، بل وما بعدها من مجازر واعتداءات، وما زال حتى اليوم يحتل جزءا من أرضنا، وبالتالي، فإن تصريحه بالأمس يمثل النفاق بعينه، وإذا كنتم تريدون الرخاء للبنان، فلما تحاصرونه وتمنعون مساعدته للنهوض من أزمته”.

وقال: “ان الأميركي هو الذي منع استجرار الكهرباء والغاز إلى لبنان من الأردن ومصر، وهو الذي فرض قانون قيصر على سوريا والتضييق على لبنان من خلال هذا القانون، أولیس أتباع أميركا في لبنان هم الذين ساهموا بشكل فعال في انهيار العملة الوطنية عبر السياسات المالية التي اتبعها النظام المصرفي وحاكم مصرف لبنان السابق، والذي طالما امتدحته الإدارة الأميركية أكثر من مرة في خلال عمله”.

أضاف: “الإدارة الأميركية اليوم، وعبر المنظمات الدولية التابعة لها، تساعد النازحين السوريين حال وجودهم في لبنان ولا تساعدهم في حال عودتهم إلى بلدهم، ليشكل ذلك ضغطا كبيرا على الوضع المعيشي والاقتصادي في البلد. أميركا هي التي تضغط على صناع القرار في لبنان وتهدد بالعقوبات، وذلك لمنع لبنان من الاستفادة من العروض الصينية والروسية والإيرانية لجهة تأمين محطات الكهرباء ومصفاة لتكرير النفط وغير ذلك، وبالتأكيد ان هذه المشاريع إن نفذت ستساعد بقوة على انفراج الوضع المأزوم في البلد، بل بصريح العبارة، الأميركي يمنع لبنان من التوجه شرقا، وذلك من أجل فرض شروط مذلة على بلدنا وخدمة لأمن الكيان الغاصب”.

وأشار إلى أن “الإدارة الأميركية تمنع تسليح الجيش اللبناني بالأسلحة المناسبة للتصدي للاعتداءات الصهيونية ومنع العدو من اجتياح لبنان كما حصل العام 72 و78 و82، والجدير ذكره أن الجمهورية الإسلامية أبدت استعدادها لتسليح الجيش اللبناني سابقا ولم يتم التجاوب معها”.

ورأى أن “حضور المبعوث الأميركي إلى لبنان اليوم يهدف إلى حفظ أمن العدو الصهيوني ولا يهمه أي شيء آخر، وأحد الأدلة على ذلك أنه منذ العام 2006 إلى العام 2023 سجل لدى الأمم المتحدة 17 ألف خرق إسرائيلي للقرار 1701، ولم نر أي تحرك أميركي جدي يطلب فيه من العدو التزام القرار ومنع الاعتداءات المتكررة على بلدنا، وللعلم أن مساحة السفارة الأميركية في لبنان حوالي 170 ألف متر مربع، فهل هذه المساحة تحتاجها للقيام بالأعمال القنصلية المتعارفة، أم مركزا للتجسس وغير ذلك”.

 واعتبر أن “الأميركي وعلى مدى العقدين السابقين قد دخل إلى أفغانستان وخرب ما فيها، ودخل إلى العراق وسوريا وليبيا فدمر الحجر والبشر وأشعل الفتن بين أبناء الوطن الواحد وتسبب بقتل مئات الآلاف من البشر، وحيثما يحل الأميركي يحل الخراب والدمار والفتن ويهدف من خلال ذلك إلى تمزيق هذه الدول والشعوب ليجعلها ضعيفة، ويستطيع عندئذ فرض سطوته وجبروته فيسهل عليه نهب ثروات وخيرات هذه المنطقة ويمنع الشعوب والدول من النهوض والاقتدار ليبقى مسيطرا”.

وقال: “الأميركي يتهم كل من يواجهه بالإرهاب، فهل الإرهابي هو الذي يقاتل في بلده وأرضه دفاعا عن نفسه وكرامته، وهذا هو حال المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، أم أن الإرهابي الذي يأتي بمدمراته وأساطيله من مسافة حوالي 10 آلاف كلم ليقاتل الشعوب في أرضها وأوطانها وليفرض شروطه وليتنعم على حساب هذه الشعوب المظلومة والمسلوبة حقوقها، وللعلم أن لدى الأميركي حوالي 800 قاعدة عسكرية منتشرة في أرجاء العالم كله، فهل هي لأجل السلام والحفاظ على كرامة الإنسان، أم للتسلط على الشعوب. وفي نهاية المطاف نقول للأميركي، إرفع يدك عن لبنان ولا تتدخل في شؤونه ولا تمارس الضغوط على أحد في هذا البلد، وان اللبنانين يتدبرون أمورهم وسيكون لبنان بأحسن حال من دون أمیرکا”.

أضاف: “أما في غزة، فمنذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى المظفرة أتى الأميركي على عجل، وجاء بالأساطيل والمدمرات لينقذ ربيبته إسرائيل من الانهيار، وأنشأ جسرا جويا لإمداد الكيان بالسلاح والذخائر، فحسب المعلومات أن الأميركي زود الكيان بـ 21 ألف قذيفة وصاروخ، بل إن الذخائر نفدت لدى الكيان الغاصب وهو يعتمد على الدعم الأميركي المباشر له لقتل أهلنا في فلسطين، وأما الطائرات والصواريخ والقذائف الأميركية قتلت وجرحت ما يزيد عن 100 ألف إنسان فلسطيني، ودمرت 275 ألف وحدة سكنية، ويأتي بعد ذلك الأميركي ليرمي بضع أطنان من المواد الغذائية من الجو في غزة تحت عنوان مساعدة المدنيين، وهو إنما يريد بذلك ترميم بعض من صورته المتوحشة، وليحظى بايدن ببعض الأصوات في ظل معركته الانتخابية”.

وختم متسائلا: “هل أن الأميركي لا يستطيع أن يضغط على الإسرائيلي لإدخال المساعدات عبر البر، بل إن ما قام به هو عمل استعراضي ولا يحل 1% من المشكلة الغذائية لأكثر من مليوني إنسان محاصرين جوعا، وبالتالي، فإن الإدارة الأميركية تمثل امبراطورية الشر والإرهاب والنفاق في العالم”.