أشار رئيس “تكتل بعلبك الهرمل النيابي” النائب الدكتور حسين الحاج حسن إلى أن “المقاومة في لبنان تقوم منذ 150 يوما بتنفيذ عملياتها التي تطورت عددا ونوعا وأسلحة، وهذا ما آلم العدو خصوصا مع ادخال أنواع جديدة من الصواريخ والتقنيات، ومنها إسقاط المسيرة الإسرائيلية قبل أيام”.
وأضاف خلال لقاء سياسي نظمته العلاقات العامة في “حزب الله” في بعلبك، بحضور فاعليات بلدية واختيارية واجتماعية: “نحن كمقاومة نقاتل بالطريقة وبالتكتيكات التي نريد، ونطور عملنا في الميدان بحسب المقتضيات والضرورات، وعملياتنا مستمرة طالما استمر العدوان على غزة، وأبلغ دليل على أن عمليات المقاومة تؤلم العدو، هو كثرة صراخ وعويل المسؤولين الإسرائيليين، وكثرة الموفدين لينقلوا إلينا اقتراحات ومبادرات وأفكارا وطروحات، وأحياناً تهديدات، وجوابنا أن أي نقاش يتعلق بالحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة لن يكون قبل وقف العدوان على غزة”.
وقال: “الأمة العربيّة والإسلامية عصفت فيها الخلافات على مئات القضايا، ولكن عندما يختلف الناس على القدس وفلسطين فلا مجال إلا أن نقول بكل وضوح من هو مع فلسطين فهو مع الحق، ومن هو ضد فلسطين أو على الحياد او متواطئ أو صامت فهو مع الباطل، حتى ولو ادعى خلاف ذلك”.
وتابع: “خمسة أشهر مرت على طوفان الأقصى، والعدو الصهيوني يواصل عدوانه الهمجي والبربري والنازي والإجرامي على غزة منذ 150 يوماً، وآخر هجوم له العدوان الجديد على المدنيين المتجمعين ليحصلوا على المساعدات، بعد العدوان الذي حصل في شارع الرشيد دوار النابلسي والذي أدى بحسب الإحصاءات إلى ما يقارب 800 شهيد وجريح”.
واعتبر أن “معظم هذا العالم أصبح بلا ضمير، مرت هذه الجريمة العظيمة النكراء ببعض الاستنكارات، وأميركا تمنع مجلس الأمن من إصدار بيان، لا بل إن الرئيس بايدن قال أنه واثق من أن إسرائيل ستقوم بتحقيق شفاف، وفي نفس اليوم يصرحون بأن الولايات المتحدة الأميركية ما زالت تسلح العدو الصهيوني للدفاع عن نفسه في قتل المدنيين، وللأسف الشديد العالم العربي والإسلامي، والغرب بمعظمه، أعمى لم ير هول المجازر في غزة، وأطرش لم يسمع أنين الأطفال والنساء الذين يموتون من الجوع والجفاف، والذين تقطع أيديهم وأرجلهم في عمليات بدون بنج، وأخرس لأنه ساكت في معظمه، باستثناء بعض الأحرار الذين يتظاهرون هنا وهناك في هذا العالم، وبعض الكتاب والناشطين على وسائل التواصل، لكنهم لم يستطيعوا أن يغيروا الكثير بسبب الموقف المتعنت للإدارة الأميركية”.
وأردف: “نقول للذين لا زالوا يصرون على التحالف مع الولايات المتحدة الأميركية من الدول العربية والإسلامية، أنتم لستم حلفاء، أنتم اتباع وأدوات تنفذون السياسات التي تطلب منكم. أين أساطيلكم وجيوشكم التي تحركت هنا وهناك في الحروب العربية العربية؟ أين أموالكم التي سلحت التكفيريين، وساهمت في تدمير سوريا والعراق؟ أين فتاواكم التي دفعت بمئات الآلاف من التكفيريين لينفذوا عمليات انتحارية في سوريا والعراق ولبنان؟ أين إعلامكم؟ أين دبلوماسيتكم؟ أين الجامعة العربية مما يجري في غزة من مجازر يومية؟ أنتم أيها الظالمون والقساة عاجزون حتى عن إدخال الدواء والأكل والمحروقات لإنقاذ أطفال غزة من الجوع والموت في المستشفيات التي قطعت عنها الكهرباء”.
ورأى أن”أميركا اليوم هي المسؤول الأول عما يجري في غزة وفي المنطقة، هي التي تقود الحرب وتصر على استمرارها، وهي التي تمنع صدور قرارات مجلس الأمن بوقف إطلاق النار باستخدامها الفيتو ثلاث مرات، وهي التي تمنع إصدار بيان إدانة لمجزرة الرشيد في دوار النابلسي، وهي التي تسلح العدو الصهيوني بكميات مهولة من الذخائر والأسلحة، وتدعمه وتتولى تغطيته”.
وتابع: “بايدن يتولى الدفاع عن الإسرائيلي عند ارتكابه المجازر، لذا هو الذي يجب أن يحاكم، لكن للأسف محكمة العدل الدولية اصدرت توصيات ليلتزم العدو بالقانون الدولي، وأهم التزام بتلك التوصيات ارتكابه مجزرة الرشيد وعشرات المجازر. نحن نرى العدل الدولي إلى أين يتجه، يتوقف العدل والعدالة في هذا العالم، وتتوقف الحقيقة والشفافية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل، وحقوق الأطباء وحصانتهم، وحقوق المسعفين وحصانتهم، عند اعتاب العدو الصهيوني، ليس لأنه قويا، ولكن لأنه يستقوي على النساء والأطفال وكبار السن والعزَّل، مستخدما الطائرات والصواريخ الأميركية والبريطانية، ولكنه عاجز وجبان أمام المقاومين”.
وأكد أن “هذا العالم لا يفهم إلا لغة السلاح والقوة، ومرة جديدة تثبت الحرب على غزة أنه لا مكان للضعيف في هذا العالم، ولا حق يصان إلا بالدفاع عنه، ولا استعادة لحق إلا بالمقاومة، والدليل فشل العدو في تحقيق أهدافه، فالمقاومة في فلسطين ما زالت قادرة وقوية وحاضرة وثابتة وصامدة وراسخة، والأنفاق ما زالت شغالة ولم يتمكنوا من النيل منها، والقدرات البشرية والعسكرية للمقاومة ما زالت فعالة باعتراف العدو نفسه، ولم يستطعوا أن يستعيدوا أسيراً واحدا حيا، بل قتلوا عدداً كبيراً من أسراهم، ولم ينالوا من قادة المقاومة، والصهاينة أنفسهم اعترفوا بأنهم لم يحققوا أي هدف استراتيجي”.
وختم النائب الحاج حسن: “ماذا حققت أنت يا جيش العدو بكل قدراتك وطائراتك، يا جيش النازية الجديدة والإجرام، يا عاراً على الإنسانية، غير قتل 30 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، وجرح 70 ألفا من المدنيين العزّل، وقتل حوالي 150 صحافيا وأطباء ومسعفين؟ أنت تحاصر المستشفيات وتخطف الطواقم الطبية، وتقصف وتدمر المشافي والمدارس والجامعات والكنائس والمساجد، وأمام أبطال المقاومة تتحدث عن حدث صعب لإخفاء خسائرك وأعداد قتلاك”.