الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة
……………
هل يصيب الجنون قادة تل أبيب بالعدوان على لبنان : المقاومة أعدت لهم نار جهنم وجحيمها.
………………..
ظل الخداع والنفاق الصهيوني _ الاميركي لإطالة آمد العدوان على قطاع غزة رغم المعلومات الأولية التي تتحدث عن إحتمال الوصول إلى صفقة لوقف إطلاق نار طويل في قطاع غزة ،،، يبقى منالسؤال الذي يعيشه قادة العدو المحتل،،، وفي ظل المآزق الذي يواجهه هذا الكيان جراء تمسك المقاومة في جنوب لبنان بتوجيه الضربات لقوات ألإحتلال على طول جبهة شمال فلسطين المحتلة وتصل إلى ١٠٧ كلم وحتى لو إنجز الحل في القطاع،، فالمحتل الصهيوني يواجه مآزق غير مسبوق على جبهة شمال فلسطين المحتلة،، فإستمرار العدوان في غزة يعني إستمرار المقاومة في جنوب لبنان بتوجيه المزيد من الضربات ألإحتلال وجيشه،، وإذا إضطر قادة العدو الرضوخ لشروط المقاومة في القطاع، ففي الحاليين تبقى إحتمالات التصعيد مرجحة جدا،، أي قيام نتانياهيو ومجلسه الحربي بعدوان على لبنان،، بعد أن تحولت الحرب المفتوحة في جنوب لبنان،، إلى حرب داخل كيان ألإحتلال لحدود تصل أحيانا إلى مايزيد عن ١٠ كلم،، مع ما فرضته المقاومة بهذا التغيير النوعي لطبيعة الحرب على المحتل الإسرائيلي من إفراغ ما يزيد عن ٣٠ مستوطنة من المستعمرين وتحول هذه المستعمرات إلى مناطق معدومة الأمن والأمان، إلى جانب الخسائر الكبيرة التي أصابت هذا الكيان، إن بالضبط والجنود وإن في قواعده ومركزه العسكرية وفي معظم المستعمرات.
إذا ،،فعلى خلفية ما فرضته المقاومة في جنوب لبنان من قواعد جديدة على المحتل،، وإضطراره لإبعاد قواته ومستوطنية لحدود ١٠ كلم عن الحدود مع لبنان،،، يعمد قادة الإحتلال جميعهم وعلى رأسهم المجرم نتانياهيو ووزير الحرب النازي يئواف غالينت إلى تصعيد تهديداتهم بالعدوان الواسع على لبنان،، بحيث يتقيأ القادة الصهاينة بتهديدات جديدة كل يوم ،، وإطلاق الوعيد النازي بإلإجتياح الواسع،، و القصف الوحشي المركز على المناطق المدنية،، وإنتهاءا بقيامهم بعملية عسكرية لما يسمونه إبعاد المقاومة لشمال الليطاني.
وهذه الهستيريا الصهيونية،، تتأرجح بين من يعتقد أن تهديدات ألإحتلال هي مجرد ” غوغائية” لرفع معنويات المستوطنين نظرا لغضب هؤلاء على قادتهم،، ورأي أخر لا يستبعد لجؤ نتانياهيو وكل الرؤوس الحامية في حكومته للقيام بمغامرة ضد لبنان،، يرجح أن تكون لحدود شمال الليطاني،، ولهذا يتحرك الكثير من الموفدين الغربيين،، بعضهم من الإدارة الأميركية،، على غرار مايقوم به الموفد الاميركي هوكشتاين من فترة لأخرى بإتجاه لبنان للتحذير مما ينقلونه للمسؤولين في بيروت عن وجود نوايا عدوانية لدى المحتل الصهيوني للعدوان على لبنان،، ولو إن أكثر من مسؤول غربي وأميركي يحاولون عبر رسائل التهديد الضغط على لبنان والمقاومة لوقف مساندة أهالي القطاع وعدم الربط بين العدوان على قطاع غزة وجبهة جنوب لبنان وأخر هؤلاء وزير الخارجية البريطاني ،، رغم أن كل هذا التهديد والضغوط بات مفهوما من المحتلين ومن يدعمه أن لا وقف للعمليات ضد قوات الاحتلال في جبهة الشمال قبل وقف إطلاق النار الشامل في قطاع غزة,, فطالما ،،قادة تل أبيب ومعهم إدارة بايدن ماضون في عدوانهم،، تبقى كل ألإحتمالات واردة،، إلى حدود الحرب الشاملة.
لذلك،،، ماهي التوقعات حول مسار الحرب على جبهة شمال فلسطين المحتلة؟.
بغض النظر عن تكرار التهويل والتهديد الصهيوني _ الاميركي ضد لبنان والمقاومة،،، لكن إحتمالات العدوان الواسع ليست مستبعدة،، بل هي تقترب أكثر فأكثر مع إستمرار العدوان و تصاعد ضد قطاع غزة،، وبالتالي،،، فالجهات السياسية المختلفة في لبنان ترجح لجؤ العدو لشن عدوان على لبنان،، ربما بزعم إبعاد المقاومة لشمال الليطاني وربما قد يسعى الأحتلال لتوسيع العدوان لاكثر من ذلك،، على طريقة القفز عن حافة الهاوية،، وتعمد نتانياهيو اللجؤ إلى لعبة ” الروليت” الروسية.
ولذلك ،، فبعض المراهنين والمراهقين سياسيا في لبنان،،، ممن يتوهمون بإنتصار العدو الصهيوني وحليفه الاميركي،، لا بسقطون من حساباتهم التأمرية هذه المراهنات،، وهو ما يلاحظه كل اللبنانين،، في التصويب على المقاومة وعلى كل من يدعم جبهة الإسناد في جنوب لبنان دعما لأهالي قطاع غزة،، ويذهب هؤلاء لإعتبار أن لا دخل للبنان بالمحرقة المستمرة في القطاع وكل ما يخططه الإسرائيلي وألأميركي ضد القضية الفلسطينية وكل المنطقة العربية،، بدءا من لبنان ،،فحتى أحدهم عمد مؤخرا للزعم بأنه يرفض لما وصفه “… ان نكون دروعا بشرية وكبش محرقة لسياسات فاشلة.. ولثقافة الموت التي لم تجر سوى الإنتصارات الوهمية والهزائم المخزية،، وهؤلاء جميعا لم يكونوا يوما مع المقاومة حتى قبل تحرير الجنوب،، ( يبدوا أن قائل هذا الكلام بحاجة لمن ينعش ذاكرته بالإنتصارات عام ٢٠٠٠ و ٢٠٠٦ وتوازن الرعب مع دولة الإغتصاب، ، والآخطر أن هذا الخضوع هو الذي يحمي لبنان وارضه وثرواته من المحتل الصهيوني.؟).
وبغض النظر عن كل تلك السياسات الفاشلةلبعض اللبنانيين ،، حتى لا نقول غير ذلك ،، تبقى إمكانية إصابة قادة ألإحتلال بالجنون قائمة،، وهو الأمر الذي تضعه قيادة حزب الله في سلم أولياتها ،،، خصوصا مع هزائم نتانياهيو ووزراءه المتطرفين بهدف الهروب إلى الأمام ،، لعلهم بذلك يتفادون السقوط الكامل في قطاع غزة،،والحؤول دون سقوط حكومته،، وإحتمالات هذه المغامرة يتبين معالمها من خلال تعمد جيش ألإحتلال مؤخرا لحشد مزيد من قواته التي سحبها من قطاع غزة في جبهة شمال فلسطين المحتلة ،، وزودها بأسلحته متطورة ،، ولو أن هذا التحشيد قد يكون مجرد دعاية إعلامية وسياسية لرفع معنويات مستوطنيه، وأيضا لعله بذلك يؤثر على الموقف اللبناني وموقف المقاومة من أليات إعادة التهدئة الجبهة شمال فلسطين المحتلة وبما يمكنه من إعادة مستوطني المستعمرات في الجليل،، كما أن الحديث عن إمكان التوصل لوقف إطلاق النار وفرض المقاومة شروطها على المحتل لا يعني سقوط إمكانية العدوان،، بل العكس، فوقف إطلاق النار في القطاع،، قد يدفع العدو إلى المغامرة، طالما لم يتم التفاوض والإتفاق عبر الاميركي لطبيعة تطبيق القرار ١٧٠١.
لكن،، وفق كل العارفين بما حضرته المقاومة بمواجهة اي جنون صهيوني،، فأي توسيع للعدوان الإسرائيلي،، سيواجه برد قاس لا يتوقعه قادة العدو،، وذلك على قاعدة طبيعة العدوان ومدى شموله للأراضي اللبنانية،، وربما حتى قد تتجاوز المقاومة عندها قواعد الرد التي يضطر قادة العدوان في تل أبيب لعدم إمتدادها خوفا مما ينتظره من ضربات قاتلة على أيدي المقاومين.
وحتى لا ندخل في بعض تفاصيل الرد المحتمل من جانب المقاومة لردع اي عدوان،،، نشير هنا فقط وفق مصادر عليمة إلى أمرين أساسيين :
_ الأولى : أن المحتل الصهيوني قد يستطيع في الساعات الأولى من العدوان قصف مواقع للمقاومة او قرى وبلدات في المنطقة التي يريد العدو إستهدافها،،، لكن المقاومة حضرت للحظة المناسبة ردا صاروخيا لن يتخيله العدو المجرم،، ففي اللحظات الأولى سترد المقاومة بما لا يقل عن ثلاثة آلاف صاروخ من مختلف الأنواع بما في ذلك المتطورة والدقيقة،،وربما إستهداف المطارات العسكرية وغيرها من مواقع حساسة،، خصوصا أن لدى المقاومة في لبنان بنك أهداف بالمئات يبدأ من المنشآت النووية في ديمونا ولا ينتهي عند كل مواقع ومراكز جيش ألإحتلال.
_ الثاني _ ما تمتلكه المقاومة من أسلحة وصواريخ من كل الأنواع والمستويات،، فكل ماتمتلكه المقاومة،، يجهله ليس فقط العدو ومن يدعمه،، بل حتى حلفاء المقاومة ومعظم قادتها وقاعدتها،، بإستثناء قادة قلائل بدءا من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
ولابد من الإشارة هنا أن العدو الصهيوني ومعه الاميركي وكل الغرب يعتبرون ان حزب الله يملك اعتى قوة في العالم، خارج الدول وألانظمة، بل تتجاوز ترسانته ماتمتلكه العديد من دول العالم،، ومن هذه الصواريخ كما تتحدث وسائل إعلام العدو صواريخ دقيقة يصل مداها إلى ٥٠٠ و٧٠٠ كلم،، وأيضا منظومة دفاع جوي وبحري يصل بعضها إلى مدى ٥٠ كلم،، وطائرات مسيرة متطورة يصل مدى بعضها إلى ٢٤٠٠ كلم في الساعة،، عدا القوة العسكرية التي ترعب ألإحتلال وتنتظر الأوامر للزحف نحو الجليل،، وبدايتها قوة الرضوان. فليغامر هذا المحتل المجرم،، وسيرى هزائم لم يتصورها قادته في الخيال.