أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “ما نشهده على حدودنا الجنوبية ليس بقرار لبناني شرعي، فلا الحكومة اجتمعت واتخذته ولا تم مناقشته في مجلس النواب كما لا تفاهم عليه بين الأحزاب والأفرقاء اللبنانيين، فهذا القرار اتخذه حزب واحد انطلاقا من اعتبارات غير لبنانية ويقوم بتطبيقه منفردا على مسؤوليته غير آبه بخطورته، فنحن حتى هذه اللحظة لدينا ما بين الـ80 والـ100 ألف مهجر من الجنوب”.
ولفت إلى أن “البعض يعتقد أن ما يحصل في الجنوب يندرج في دعم ومساندة غزة، وللمناسبة فنحن مع غزة 100% ونؤيد ونتضامن مع أهاليها حتى النهاية، ونستهجن ما تتعرض له، فهذا غير مقبول على كل المستويات ، ولكن ثمة سؤال : كيف يساعد الضرب الذي ينطلق من الجنوب غزة؟ هل يمكن أن تشهد غزة ما هو أسوأ من الذي يجري الآن؟”
أضاف: “وفق العلوم العسكرية تتحمل كل بقعة جغرافية قوة عسكرية معينة وتلك الإسرائيلية التي تهاجم غزة هي الأقصى التي من الممكن أن توضع في بقعة 365 كلم2 أي مساحة غزة وبالتالي ما يحصل في الجنوب لا يفيد غزة لا بل يضر بها في مكان ما.”
كلام جعجع جاء خلال العشاء السنوي لمهندسي الإغتراب في حزب “القوات اللبنانية”، في المقر العام للحزب معراب، في حضور النواب: جورج عقيص، زياد الحواط، غياث يزبك، رازي الحاج، الياس اسطفان، نزيه متى وسعيد الأسمر، النائب السابق جوزيف اسحق، الأمين المساعد لشؤون الإنتشار النائب السابق عماد واكيم، نقيب المهندسين في الشمال بهاء حرب، عضو الهيئة التنفيذية في “الحزب” دانيال سبيرو، الأمين المساعد لشؤون المصالح نبيل أبو جودة، رئيس قسم الهندسة المدنية في جامعة LAU سيزار ابي شديد، عدد من أعضاء المجلس المركزي في الحزب، فعاليات إعلامية واجتماعية، وحشد من مهندسي “القوات”.
جعجع الذي شدد على أن “غزة هي الحجة”، أكد أن “هدف ما يجري على حدودنا الجنوبية هو قول حزب الله، ومن ورائه محور المقاومة وصولا إلى إيران للجميع ، أنهم موجودون في المعادلة كي يحفظوا لأنفسهم موقعا فيها لينالوا فيما بعد بعض المكاسب عندما يحين موعد التفاوض، وعندها يكون الفلسطينيون هم من قاتلوا في غزة بينما غيرهم سيجلسون على طاولة التفاوض”. وأوضح أن “ما يحصل في الجنوب يضر بغزة، باعتبار أنه على المستوى المادي لم ينجز شيئا إن لناحية تأخير الهجوم أو التخفيف من ضراوته، فالهجوم طاحن من جميع الجهات وبكل أنواع الأسلحة ومن دون انقطاع، لذا ما يقوم به الحوثيون في اليمن و”حزب الله” في لبنان يظهر وكأن أحداث غزة هي جزء من منظومة أو حلقة ضمن سلسلة الميليشات الإيرانية في المنطقة إنطلاقا من لبنان مرورا بسوريا والعراق وصولا إلى اليمن، ولا سيما أن هذه المنظومة ليست محبوبة والعالم أجمع يريد محاربتها، ولا تتمتع بأي دعم سوى من جماعة المنظومة بحد ذاتها ، في الوقت الذي بات عدد كبير من الدول والأفراد في العالم يميل نحو تأييد القضية الفلسطينة خصوصا بعد ما حصل في غزة، وفي حال بدا أن ما يجري في غزة هو جزء من منظومة الميليشيات الإيرانية، سيخف عندها ، إذا لم نقل سينتفي نهائيا أي تأييد شعبي وأجنبي ودولي لقضية غزة بالتحديد ، وبالتالي هذا الأمر يضر بغزة ولا يفيدها .”
واستطرد: ” تنظيم تظاهرة ولو صغيرة في أي عاصمة من عواصم العالم تفيد غزة ، على خلفية أنها تؤثر على أصحاب القرار، أما ما هو حاصل اليوم يغرق قضيتها التي هي قضية حق في مسألة أخرى وهي الوجود الإستراتيجي لإيران في منطقة الشرق الأوسط ككل، ومن يدفع ثمن كل هذه المغامرات هو المواطن الجنوبي حيث أصبح لدينا اليوم ما بين 80 و100 ألف مهجر وما يقارب الـ170 مواطن شهيد من أبناء الجنوب والسبب فقط الحفاظ على حق محور الممانعة في الجلوس على طاولة المفاوضات عندما يحين وقتها وهذا الأمر لا يجوز إطلاقا”.
وكان استهل جعجع كلمته بالقول: “خلافا لما يفكر البعض ، انا أستوحي منكم ، عندما أرى أمامي أشخاصا مؤمنين إلى هذا الحد ويضحون بهذا الحجم ويتعبون بهذا القدر لا يمكنني سوى أن أقوم بالحد الأدنى بمقدار ما يفعلون، من هنا أؤكد لكم أن لقاءاتنا تشكل إحدى نقاط الإلتقاء والدفع التي تجعلني أستمر بالشكل الذي أستمر فيه، فأنا إبن هذه البيئة وحاولت وأحاول، إن شاء الله، أن أجسدها في أفضل شكل ممكن”.
وأكد أن “القوات” بألف خير، وحبذا لو كان لبنان كذلك، إلا أن الإنسان عليه بداية العمل من موقعه ، على أمل أن يطال في ما بعد جميع جوانب الحياة الإجتماعية والعامة في البلاد. “القوات” بألف خير لأنكم موجودون ، وقد تحولت اليوم إلى ماكينة كبيرة جدا تبدأ من جزر المالوين وصولا إلى اليابان ومن استراليا إلى روسيا وما بينهما، أما في لبنان فتبدأ من القبيات وشدرا على حدودنا الشمالية ولا تنتهي عند رميش وعين ابل ودبل والقوزح ومرجعيون وعلما الشعب على حدودنا الجنوبية، وكل فرد منا هو جزء من هذه الماكينة، واذا توقف أي جزء ولو صغير في الماكينة ، عن العمل فهذا الأمر يؤدي إلى تعطل عمل الماكينة ككل ، ولو لم يقم كل فرد من بينكم بعمله ، كل في مكانه وموقعه ، لكان تعطل أو أقله تأخر وضعف عمل الماكينة، في حين وكما يرى الجميع أن “القوات”، حمدالله، اليوم في عز قوتها واندفاعها وعطائها وهذا مرده إلى قيام كل فرد منكم بمهمته ونضاله على أفضل ما يرام”.
وحيا “الجنود المجهولين في الحزب ، البعض تعرفونه فيما الآخر لا تعرفونه ، وهو الذي يساهم بشكل أساسي في اكتساب القوات القوة التي تتمتع بها ، لذا أود التطرق إلى واحد من هؤلاء الجنود المجهولين، الذي هو أكثر جندي مجهول عاينته خلال مسيرتي، بمعنى أنه يعمل جاهدا ولا يشعر أحد بعمله ولا يريد أصلا إشعار أي أحد بما يقوم به لـ”القوات”، لذا أحييه لأنه موجود بيننا”.
وختم جعجع: “صحيح أننا نمر في تطورات كبيرة والتحديات أمامنا صعبة، إلا أنه علينا عدم الخوف ، لأنه حين يكون لدينا التصميم والإرادة وندرك تماما ما يجب القيام به ضمن مجموعة موحدة تشكل قوة كالتي نشهدها حاليا ، عندها لا مكان للخوف ولو أنه لا أحد يدرك ماذا سيحصل، فطالما نحن ثابتون في تلك الوضعية وطالما لدينا الإيمان والتصميم سنتمكن من مواجهة أي أمر بشكل من الأشكال. لذا أتمنى لكم أعيادا سعيدة، لا تخافوا طالما نحن موجودون هنا ، سنستمر حتى النهاية من أجل إنقاذ وطننا والحفاظ عليكم وعلى الإنسان في لبنان”.
واكيم
من جهته ألقى كلمة مصلحة المهندسين في “القوات” نائب رئيس المصلحة سامر واكيم، وقال: “في هذا العشاء الميلادي السنوي، نجتمع لنلم شملنا كعائلة وطنية ولنشكر الله على النجاحات التي حققناها معا، إن تواجدنا هنا يعكس روح الاتحاد والعزم الذي يميز حزبنا العظيم . أيها المهندسون، أنتم عماد التقدم والتطور في وطننا الحبيب. بتفانيكم وإلتزامكم، قدمتم إسهامات لا تقدر بثمن في تطوير وإعمار لبنان. لأنكم جسر الربط بين الماضي العظيم والمستقبل المشرق. المهندس ركيزة أساسية من خلال توجيه مهاراته نحو مجتمعه، فهو يساهم في خلق فرص العمل وتنمية الاقتصاد، وليس مجرد فاعل في ميدان محدد، بل إنه عنصر أساسي في تقدم المجتمع وتحسين جودة حياته. كمهندسين نجتمع اليوم لنحتفل بروح عيد الميلاد، دعونا نتأمل أيضا في أهمية دورنا. نحن مهندسو التقدم، بناة الأحلام، وحراس مستقبل وطننا، فكل مشروع نتولاه هو شهادة على التفاني للبنان وشعبه بحضور قائدنا الدكتور سمير جعجع، امتلأ قلبي بشعور عميق بالفخر. فرؤيته قادتنا خلال التحديات، وتفانيه الذي لا يتزعزع في خدمة لبنان الحبيب كان مصدر إلهام لنا جميعا”.
وتوجه إلى رئيس “القوات” بالقول: “إرشاداتك حكيم وقيادتك كانتا حيويتين في تشكيل مسار حزبنا ودفعنا لتحقيق إنجازات جديدة. لقد كنتم دائما رمزا للقوة والإصرار. من خلال رؤيتكم وقيادتكم الرشيدة، استطعتم توجيهنا نحو آفاق التقدم والازدهار. واليوم نجتمع كمهندسين لنعبر لكم عن امتناننا العميق واحترامنا الكبير. شكرا لكم لتفانيكم في خدمة وطننا الغالي. نعيش في زمن تحديات كبيرة، ولكن معكم، نثق بأننا سنتخطى كل عقبة ونبني مستقبلا مشرقا. نقابيا، نبدأ من الشمال فالساحة أصغر واللاعبين أقل حيث لا وجود فعليا لقوى الممانعة”.
وتابع: “تشكل القوات اللبنانية أكبر تجمع حزبي ، وعليه فإنها تسمي حتما النقيب المسيحي ولها كلمة الفصل في تسمية النقيب المسلم، وهي مشهود لها جهوزيتها وتنظيمها وقدرتها على حشد محازبيها كما مناصريها ، لهذا هناك إعتقادا وقناعة لدى الجميع ان النقيب المدعوم من القوات هو حتما الأوفر حظا للوصول. تشكل القوات حاليا في مجلس نقابة المهندسين في طرابلس ثلت المجلس، أي أربعة أعضاء من أصل 12 بالأضافة إلى نقيب كانت القوات قد سمته ،هو بالفعل لا بالقول أكثر من صديق وأقرب من قريب. لا بد هنا من شكر النقيب بهاء حرب وكل من الزميلتين ريما منصور وصولانج الحويك الذين شارفت ولايتهم على الإنتهاء. شكرا أيها السادة لتفانيكم في خدمة مجتمعنا الهندسي في الشمال”.
أضاف: “لأننا الرقم الصعب شمالا، لا بد من الحفاظ على أربعة أعضاء في المجلس لذلك عمدنا من اليوم الأول إلى ترشيح صقرين من صقورنا ، المهندس راوول الزريبي مرشحا عن الجمعية العامة والمهندس ميشال الفغالي مرشحا عن رئاسة الفرع الثالث في الانتخابات المرتقبة ربيع العام القادم ، معدين العدة كاملة لخوض الإستحقاق النقابي بعد ثلاث سنوات ونيف ، وإيصال نقيب قواتي على رأس النقابة ان شاء لله. أما في بيروت ، فالمشهد مختلف جذريا ، حيث جميع القوى موجودة وفاعلة على الساحة وهي صورة مصغرة عن المشهد اللبناني عامة ، مع وجود مهم وملحوظ لقوى الممانعة، فتلك القوى جغرافيا ممتدة من الجنوب إلى البقاع أي محصورة عدديا في نقابة بيروت. إن خوضنا الإنتخابات النقابية هذه السنة، حيث إستحقاق النقيب مسيحي، يشبه إلى حد كبير خوضنا كحزب الإنتخابات البرلمانية الأخيرة ، مع فارق أساسي وجوهري بالتفصيل، فقانون الأنتخابات أكثري وليس نسبيا”.
واستطرد: “لقد عمل جاهدا حزب الله في الإنتخابات السابقة على جمع كل القوى ، لكسر القوات اللبنانية وإقصائها عن المشهد السياسي نقابيا ، حيث كان المايسترو في نسج تحالف من مجموعة قوى فاعلة ومتناقضة ، فكان تحالف حزب ألله وحركة أمل والتيار الوطني الحر وتيار المستقبل والأحباش وما تبقى من النقابة تنتفض أي مصممون. فكانت خسارة بطعم الفوز حيث حصدت القوات اللبنانية وحدها حوالي 1200 صوتا وهو الرقم الذي حصده الثنائي الشيعي مجتمعا، وقد اقترب جدا مرشحها من خرق اللائحة المنافسة رغم التحالف العريض لإسقاطها”.
وقال: “إن عديد المهندسين في بيروت قد قارب ال 70 الفا ، ضمنهم 49 ألف قد سددوا اشتراكاتهم ويشكلون لوائح الشطب في الأنتخابات المقبلة ، هذا العدد الكبير في نقابة بيروت يفوق عدديا مجمل النقابات مجتمعة ، يكاد يوازي دائرة إنتخابية في الإنتخابات النيابية ، ويتفوق على الدوائر الصغرى منها . إن إنتخابات نقابة المهندسين عموما ولا سيما إستحقاق النقيب كل ثلاث سنوات ، له دلالات مهمة لمزاج الشارع والرأي العام ، فالمهندس هو نخبة في مجتمعه وكلمته لها صداها في محيطه، ويبنى عليها لرسم خارطة طريق للمرحلة المقبلة”.
وتابع: “بالعربي الدارج: بمسرحية صيف 840 للأخوين الرحباني ، بتسأل هدى سيف البحر غسان صليبا : فيك تحارب دول ؟ قديشنا نحنا ؟ برد و بجاوب : اليوم قلال بكرا منكتر ، المهم يضل في حدا يقول لأ. هيدي اللأ حكيم يلي ما تجرأ حدا غيرك يقولا بل 94 أزهرت أستقلال ثاني واندحار للمحتل السوري بل 2005 ، نحنا اليوم عم نقول ذات اللأ، بوجه الكل ولو شو ما كلفتنا، بنقابتنا وبمصالحنا، من ثمانية شهور تحديدا بالمهندسين وبالأمس بالمحامين ونحن نرسي مفهوما جديدا واضحا وصريحا أصبح على كل لسان وبأي إنتخابات، المعركة اليوم بين القوات اللبنانية وحلفائها من جهة وحزب الله وحلفائه من جهة أخرى… بالمهندسين والمحامين صحيح خسرنا وزعلنا لأن الفرق كان صغيرا جدا، إلا أن الأكيد الأكيد الأكيد أننا نؤسس لحلف عريض سيادي، متماسك ومتين بوجه مشروع الدويلة”.
وتوجه إلى المهندسين في الإغتراب، قائلا: “نرسل رسالة حارة من القلب. أنتم جزء لا يتجزأ من هذا الوطن، ودوركم لا يقل أهمية عن دور إخوانكم في لبنان. فبتضحياتكم وإبداعاتكم، تسهمون في بناء جسور الوحدة والتقدم، حتى وإن كنتم بعيدين جغرافيا. لنستمر سويا في بناء لبنان القوي والمزدهر، فلنعمل بقوة وإخلاص، ولنرفع راية القوات اللبنانية بكل فخر في كل أصقاع الأرض”
وختم: “ليكن هذا العيد مناسبة للفرح والوحدة وتجديد العزم معا، وبقيادة الدكتور سمير جعجع التي تضيء طريقنا، سنواصل بناء لبنان أقوى وأكثر ازدهارا. إننا معا قوة لا تقهر ووطن لا ينكر. كل عام وانتم ولبنان بخير .”
مهنا
أما كلمة مهندسي الإغتراب في “القوات”، فقد تلاها رئيس دائرة مهندسي الإغتراب في المصلحة وسيم مهنا وقال: “ما أجمل اللقاء بكم في زمن الميلاد المجيد في العشاء السنوي لمهندسي الإغتراب في معراب. ولكن هذه السنة فرحتنا ناقصة لغياب عدد كبير من رفاقنا في الاغتراب بسبب الأوضاع الحالية في الجنوب التي لا تشبهنا بشيء. لدينا شركاء في الوطن ثقافتهم ومفهوم الحياة بالنسبة لهم مبني على الموت والدمار والارتهان للخارج، أما في ما خص الوضع الهندسي في الإغتراب وبعد العصر الذهبي في دبي وبعدها قطر، ها هو زمن العصر السعودي قد بدأ وها هي المشاريع الهندسية الضخمة انطلقت ومعها الهجرة الهندسية اللبنانية من لبنان ودول الخليج الى هذه الأرض الغنية الواعدة في العشرين سنة القادمة”.
وختم: “لذلك نتمنى من القيادة الحزبية ان يكون لدينا شخص مسؤول عن التواصل مع الجهات الرسمية السعودية لتسهيل شوؤن رفاقنا بما يتعلق بالفيز وإقامات العمل وتأسسيس الشركات”.