دار النهار للنشر تصدر كتاباً جديداً بعنوان شمسي لن تغيب
يصدر عن دار النهار للنشر، هذا الأسبوع، كتابٌ جديد للدكتور نجيب جهشان بعنوان “شمسي لن تغيب، جولة في تراث الروم”. يتكوَّن الكتاب من حوالي خمسمئة صفحة، ويضمُّ ستة فصول عناونيها: من هم الروم؟، مكونات الحضارة الرومية، الروم قبل 1453، الروم بعد 1453، الروم في العالم المعاصر، الخاتمة.
يروي الكتاب تاريخَ حضارة الروم التي نشأت من لقاءِ الإرث الإغريقي الروماني القديم بالبشارة المسيحية التي شملَت العالمَ المتحضِّرَ القديم إنطلاقاً من أورشليم. وكان تأسيسُ مدينةِ روما الجديدة القسطنطينة، في سنة 330، إنطلاقةً لهذه الحضارة التي شهدَت عهوداً ذهبيةً وفتراتِ إنحطاطٍ تَوالت فصولاً بين سنة 330 وسنةِ إستباحة عاصمتِها في 1453. تألَّقت هذه الحضارةُ في عهد الإمبراطور العظيم يوستنيانوس، وفي فترةِ النهضة الكبرى بين 867 و1056. وكانت ميزَتَيها الرئيسيتَين الأرثوذكسيةُ الجامعة والأمميةُ الشاملة.
يعد سنة 1453، لم يؤلْ وجودَ الروم الى زوالٍ وحضارتَهم لم تختفِ، بل صمدَت بفضلِ النظامِ المليّ العثمانيّ وتألّقِ الدولة الروسية وتجذُرِ الكنيسةِ الأرثوذكسيّةِ وتقليدِها في الشعبِ المغلوبِ على أمرِه. ويصفُ الكتابُ النهضةَ الجديدةَ التي تشهدُها الحضارةُ الرومية، منذ القرن التاسع عشر، في الدولِ الروميّة المستقلة وفي المهاجر والمغتربات التي قصدَها الرومُ أفراداً وذرافاتٍ، لكنَّها تجابهُ حالياً صعاباً عميقةً ناتجةً عن الإثنيةِ الدينية والصراعاتِ القوميةِ والغزواتِ الفكرية والثقافية والدينية والعولمةِ والعلمنةِ.
إنَّ “شمسي لن تغيب” كتابٌ يربطُ بوضوحٍ الأحداثَ التي توالَت منذ يومِ العنصرة الى أيامنا هذه، ويحلِّلُ أسرارَها ويلقي الأضواءَ على المخاطر المُحدِقة بالعالم الروميّ في عصرِنا، ويبشِّرُ بنهضةٍ جديدةٍ لا تقومُ الاّ بالعودةِ الى القِيم المسيحية المستقيمة والى الأمميةِ الشاملة التي تميَّز بها الرومُ القدامى.
مؤلفُ الكتاب هو البروفسور نجيب جهشان، وهو طبيبٌ لبنانيٌّ أدّى أدواراً بارزةً في الوسط الطبيّ اللبناني، وترأس الجمعية اللبنانية للجراحة العامة وتولّى إدارةَ مستشفياتٍ جامعية ونظّم عدة مؤتمرات علمية في إختصاصَي الجراحة وعلم الأورام. وفي سنة 2014، أسّسَ وترأسَ الجمعية الثقافية الرومية التي حقَّقَت في لبنان إنجازاتٍ كبيرة في إعادة أحياء التراث الثقافي الرومي. وللبروفسور جهشان مقالاتٌ ومقابلاتٌ عديدة في هذا المجال الثقافي، بالإضافة الى مؤلفاته الطبية.
يقدِّمُ محافظُ بيروت الأسبق المهندس نقولا سابا للكتابِ بقولِه: “يصحُّ في وصفِ الكتابِ بأنه جامعٌ وشاملٌ ويصلحُ أن يكونَ مرجعاً علمياً لأي قارىءٍ أو باحثٍ في الحضارةِ الروميّة بكافةِ تفاصيلِها وتشعباتِها الحضاريّة والثقافيّة والدينيّة والانثروبولوجيَة والسياسيّة والعلميّة. ومن هذا المنطلق، أقولُ أنَّ هذا الكتابَ بتحليلاتِه الموضوعيّة والواقعيّة هو قاموسٌ أو معجمٌ شاملٌ لكل باحثٍ في التاريخ وفي الحاضر وفي استشرافِ المستقبل.”
سيوقعُ المؤلفُ كتابَه الجديد في معرض لبنان الدولي للكتاب في فوروم دي بيروت، يوم الخميس الواقع فيه 19 تشرين الأول 2023 إبتداءً من الساعة الرابعة بعد الظهر.