حياتنا بين الأمس واليوم ،،،،،،
قد نتسائل أحيانا إذا ما كانت حياتنا في الماضي أجمل من التي نعيشها في الحاضر ….ولكن…..
رغم قساوة الحياة في الزمن القديم كان هناك أجواء من السعادة و الراحة والطمأنينة التي تسيطر على نفوسنا .
فربما كانت أكبر مشاكلنا و نحن صغار أن نعود من المدرسة ونلقي بأنفسنا في أحضان أمهاتنا و عناق آبائنا .
كنا نسارع بإنجاز واجباتنا المدرسية بحب لنحصل على درجات مميزة نسعد بها أهلنا من دون أن يلهينا شيئ في الحياة أو من وراء الشاشات.
كانت أكبر همومنا أن نجرب طعم تلك القهوة التي كان من العيب و قلة الأدب تذوقها .
في الماضي كنا نخبئ ثياب العيد لنفاجىء بها أحبابنا دون أن يختلث احد النظر إليها .
كنا ننتظر عطلة نهاية الأسبوع بكل شوق لنزور أجدادنا و أقاربنا،،،،،
غيرها من الأشياء البسيطة التي كانت تعيد لنا البهجة والسرور من خلال تواصلنا المباشر مع أحبابنا .
كان المجتمع متماسكا وكانت النخوة والشهامة والتسامح والتكاتف من أبرز المظاهر السائدة آنذاك .
أما الآن في وقتنا الحالي وقد تزاحمت الأحداث السريعة واندثرت بعض القيم والأخلاق وإنعدم التفاعل بين الأشخاص ليقتصر على التواصل الإلكتروني كثيرا و المباشر قليلا فنحن بالكاد نحاول البقاء على الإنسانية حيث أصبحت العلاقات الإجتماعية مبتورة والخصوصية منتهكة و تحولت بيوتنا إلى ثكنات الكترونية كل فرد فيها يصنع عالمه الخاص داخل هاتفه النقال ،أصبحت الأنانية الفردية هي الطاغية على المصلحة الجماعية على الرغم من تطور العلم وزيادة عدد المتعلمين ،وأصبحنا نتعانق مع أحبابنا من خلف الشاشات .
فالزمن لم يتغير بل نحن من تغيرنا بتطور منحنا الكثير وغير فينا أكثر وأصبحنا نهتم بالشكليات والمظاهر على حساب أنفسنا وراحتنا على الرغم من أننا نسعى مرارأ وتكرارا لنحصل على أبسط حقوقنا كبشر وإيجاد وطن يحتضننا وسياسات لاتهجرنا وحروب لا تقتلنا وفقر لا يسلبنا صبر الروح .
“حسناء شحادة”