موضوعان تصدرا عناوين الصحف المحلية اليوم:
مواقف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، وزيارة الرئيس ميشال عون إلى بكركي.
في الموضوع الأول يمكن التوقّف أمام الآتي:
– دعوة جنبلاط الرئيس المكلّف سعد الحريري إلى الاعتذار، “فليترك فريق الممانعة يحكم”.
– دعوته إلى أن يتحمّل فريق الممانعة مسؤولية كلّ شيء في السلم والحرب والانهيار الاقتصادي.
– القرار المحلي انتهى، وأصبحنا منصّة صواريخ لطهران، والسؤال هل تعترف إيران بالدولة اللبنانيّة؟
لا شكّ أنّ المواقف التي أطلقها جنبلاط جيّدة وفِي محلّها، ولكنّها تحتاج إلى ترجمة عمليّة، لأنّ التكتّل النيابي لجنبلاط سمّى الحريري لتشكيل الحكومة، وكان حتى الأمس القريب يتفاوض حول شكل وطبيعة تمثيله فيها، وقد يُفهم من موقفه الأخير بأنّه رسالة تصعيديّة ليتمّ التجاوب مع مطالبه على أثر دخول النائب طلال أرسلان على الخطّ ودعوته الى حكومة من 20 وزيرًا بدلا من 18 بغية توسيع التمثيل الدرزي بوزيرين بدلا من واحد.
وفِي مطلق الأحوال، فإنّ المواقف التي اتخذها الزعيم الدرزي يُبنى عليها من أجل تشجيع الحريري على الاعتذار، كما يُبنى عليها من أجل مزيد من التقارب مع القوات اللبنانيّة، حيث أنّ دعوته إلى لترك فريق الممانعة يحكم تشكّل تقاطعًا مع القوّات، هذا التقاطع الذي يستدعي أن يُستَكْمَلَ بخطوة استقالة الثلاثي القوات والاشتراكي والمستقبل من مجلس النواب، لأنّ أي استقالة منفردة لن يكون لها الوقع المطلوب.
في الموضوع الثاني يمكن الحديث عن الآتي:
– أولا، تضارب في المعلومات حول أنّ لقاء بكركي كان يجب أن يجمع إلى جانب عون والراعي الحريري أيضًا.
– ثانيا، أراد عون من هذه الزيارة أن يقطع الطريق على الكلام عن توتر في العلاقة بين بعبدا وبكركي.
– ثالثا، في المفارقات التاريخيّة، إنّ الرئيس عون في مطلع عهده كان يعتبر نفسه بطريرك الموارنة السياسي، وأنّ الراعي بحاجة إلى مظلّته، ومع اقترابه من نهاية عهده عاد ليستظلّ بمظلة الراعي.
– رابعا، لا يريد عون أن يضع بكركي “في ظهره”، خصوصًا أنّه لم يعد لديه أي حليف سياسي، باستثناء العلاقة مع حزب الله التي تشكل بالنسبة إلى العهد حاجة ومشكلة:
حاجة لمنع استفراده وحماية عهده من السقوط ومنع انتخاب خلف ضدّه، ومشكلة كون الاقتراب منه يستجلب العقوبات الأميركيّة.
– خامسا، لا يريد عون أن يتبنى الراعي وجهة نظر الحريري الحكومية، وبالتالي أراد إمّا تبني وجهة نظر العهد، وإما تحييده عن الصراع بينه وبين الحريري.
وفِي الملف الحكومي أخيرا لا يمكن الحديث عن أي تطوّر، والعقدة الأساس هي في الصراع بين الحريري ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، فالثاني يريد دفع الأول إلى الاعتذار، والأولّ يريدُ لَيَّ ذراع الثاني في التأليف، ولن تُحَلَّ هذه المشكلة لا مع خروج ترامب ولا مع دخول بايدن، إنما بوساطة تجمع الحريري وباسيل وليس عون والحريري اللّذين يلتقيان أساسًا، فمن هو قادر على ذلك؟