أقامت التعبئة التربوية في “حزب الله” – شعبة الوردانية، في ساحة بلدة الوردانية النموذجية، الإحتفال التكريمي السنوي 23 للطلاب الناجحين، وخريجي المعاهد والجامعات، وحملة الماجستير والدكتوراه، تحت شعار: ” بالعلم نحيا “، برعاية رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، وحضروه الى وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى حسين بيرم، النائب العام المالي القاضي الدكتور علي مصباح إبراهيم، معاون رئاسة المجلس الشيعي الأعلى لشؤون العلاقات العامة علي الحاج، مسؤول قطاع جبل لبنان الجنوبي في الحزب بلال داغر، عضو المجلس السياسي في “حركة أمل” رحمة الحاج، إمام الوردانية الشيخ يوسف عباس، مسؤول التعبئة التربوية في منطقة بيروت أسامة ناصر الدين، ومسؤول منطقة صيدا محمد كوثراني، رئيس بلدية الوردانية علي بيرم، وممثلين عن الأحزاب في اقليم الخروب ومخاتير ومدراء مدارس وجمعيات وشخصيات وحشد من الأهالي .
وكان إستهل الحتفل بتقديم وترحيب من جهاد طنانة، الذي أكد ان “النجاح موسم من مواسم الفرح، ووجها من وجوه الإنتصار على الجهل والظلام”، مشيرا الى ان “الوردانية تفتح ذراعيها للمتفوقين والمتفوقات”، مشددا على ان “العلم بروج خير لا تذبل أو تبيد”..
ثم إفتتح الإحتفال بآيات من القرآن الكريم للمقرئ فادي عباس، وتلاه النشيد الوطني ثم نشيد “حزب الله”. وألقى الشيخ الدكتورعبد الله عيسى كلمة الطلاب الخريجين، الذي نال الدكتورة بدرجة جيد جدا في العلوم الإجتماعية، فأعرب عن سروره في مشاركته في هذا الحفل التكريمي السنوي، مؤكدا انه “بات سمة من سمات النشاط العام في الوردانية منذ العام 1998، وهو ظاهرة لأنه ثري بالقيم، من سخاء التعليم ..الى الإحتفاء والتكريم”، شاكرا لكل العاملين في هذه الفعالية السنوية، “التي قوامها الإخلاص والمثابرة والتصميم”، مشددا على “أهمية بناء مجتمع مؤمن ومجاهد ومتعلم ومنتج وبناء الطاقات الواعدة والقدرات اللازمة في كل المستويات”، معتبرا ان “العلم دون ايمان نقص وتيه عن الصراط المستقيم”.
رعد
ثم تحدث رعد فقال: “يفوح عطر الورد من الوردانية، ونحن نستعرض الورود والأزهار التي زرعناها، ورويناها بدموع عيون الآباء والأمهات، وبعرق وجهود كل من تعب، من أجل أن تنمو هذه الأزاهير، لتزيّن مجتمعنا، لتعبق فيه عطور المحبة والعلم والإيمان، والتضامن والتكافل والتنظيم والتطوير في كل مجال من مجالات حياتنا”، مؤكدا أن “العلم مدخل لكل ذلك في التقدم والتطوير”، معتبرا ان “العلم فرع ايمان بالله وبرسوله وأنبيائه وكتبه ورسالاته”.
وأضاف: ” لا تكن جاهلا، لأن الجهل مدعاة الخزي والتخلّف، ومدعاة الإنحناء والإنكسار والهزيمة أمام العدو . لقد إنحنى زعماء وحكام لنا في منطقتنا، فأودوا بمنطقتنا الى الخزلان والهزيمة، لكن شمختم يا أهلنا بإيمانكم وبحرصكم على تعليم أبنائكم، فإرتفع منسوب التفوّق عندكم، حتى بات العدو يتوجس من تهديدكم، الذي تدرج من أن يكون تهديدا تكتيكيا كما يقول قادة العدو، الى أن يصبح تكتيكا إستراتيجيا فيما بعد، والآن يواجه العدو تهديدا وجوديا، ويتحضّر كما يسميه الى معركة الكيان الأولى، لأن المعركة التي يحضّر لها، سوف تشمل كل ساحة الكيان الإسرائيلي المحتل لفلسطين .”
وتابع: “ما كان هذا يحصل، لولا الجدّية، ووضوح الرؤية، ولولا المرجعية الهادية لمجتمعنا، والتي نسجل أن التقدم الذي بدأناه، لا زال يستظل عمامة الإمام السيد موسى الصدر، وما زال مجتمعنا في مقلتي حزب الله وحركة أمل، لننهض من أجل أن نواجه المخاطر والتحديات ..نحرص مع بقية المكونات والشركاء في البلد، على التفاهم وثم التفاهم، وعلى التوافق وثم التوافق، وعلى الشراكة دون تمييز أو إمتياز . ونأسف شديد الأسف لعدم إستجابة البعض الى الحوار الذي ندعو اليه، ويدعو له رئيس مجلس النواب نبيه بري..”
وأضاف رعد:” نحن حريصون على وثيقة الوفاق الوطني، وملتزمون الدستور نصا وروحاً، فنحن نشكل اليوم أكثرية في مجلس الوزراء، حيث نملك النصاب، الذي يؤهل مجلس الوزراء لإتخاذ القرارات، ولكن لأننا نرغب في التفاهم والحوار، ندعو الى الشراكة في حضور مجلس الوزراء، ونصبر على من لم ولن يشارك في مجلس الوزراء، ولا ندرج في جدول أعمال المجلس إلا ما هو ملحح وضروري يطال الجميع، ويسد ثغرات تضر الجميع، ولا نتصرف كأثرية في مجلس الوزراء، للأسف بعض الذين يرفضون الحوار، يتوهمون في مكان ما أنهم يملكون الأكثرية التي تأتي لهم بالرئيس الذي يرغبون به على حساب شراكتهم معنا، وعلى حساب رأينا، يريدوننا أن نحضر الى جلسة مجلس النواب فقط، لنؤمن لهم النصاب الإنتخابي من أجل أن ينتخبوا رئيسا لهم، يراعي مصالحهم ولو على حساب مصالح الآخرين، هذا المنطق لا يستقيم في بناء دولة، ولا في حفظ إستقرار، والذين يرفضون اليوم الحوار، سيتوسلونه في يوم من الأيام ..”
وقال:” نريد في أسرع وقت ممكن، أن ننجز الإستحقاق الرئاسي وننتخب رئيسا يرضى به كل اللبنانيين، ويؤتمن على سيادة الوطن، وعلى كرامة اللبنانيين في زمن يتدرج فيه النافذون الدوليون في تطبيق مخطط التطبيع مع العدو الإسرائيلي، وفرض هذا المخطط على كل أنظمة دول المنطقة . نحن ندين كل التطبيع مع هذا العدو، ولا نرى أفقاً لبقاء هذا الكيان، فهو آيل الى الزوال والرحيل، وهذا ليس قولنا نحن، بل قول قادة الصهاينة، حيث يختلفون فيما بينهم هل ان الكيان يستطيع أن يصمد حتى يبلغ الثمانين عاما أو أنه سينهار قبله؟ لماذا نلهف وراء هذا الكيان المنحل والمترهل والآيل الى الزوال من أجل أن نطبع العلاقات معه، وكرمى عيون من؟ واستشعارا لكرامة من؟.. فهذا العدو الذي يسارع الكثيرون في عالمنا الى التطبيع معه، هذا لا يستطيع أن يصمد أمام أي مواجهة مع مقاومتنا في لبنان، فكيف اذا كانت المقاومة مع أنظمة وجيوش المنطقة؟ وان أوضح دليل على ذلك، فالعدو الاسرائيلي لا يجرؤ على التحرش بما من شأنه أن يسترجه الى مواجهة ولو بسيطة مع المقاومة . فهذا العدو الذي كان يستبيح عواصم عربية، ويقصفها، وقد دمر في السبعينات مفاعل تموز في بغداد..، ولكن هذا العدو المتغطرس، وبفعل المقاومة في لبنان أصبح لا يجرؤ على رمي حجر على خيمة نصبتها المقاومة عند الخط الحدودي”..
وأشاد رعد بنجاح الطلاب وتمسكهم بالعلم، مؤكدا انهم “مجتمعنا الذي ينهض بمسؤوليه بجدارة، من أجل أن يثبت وجوده ويؤكد هويته ويؤدي دوره الحضاري الإنساني في نهضة العالم ..خصوصا ان بعض هذا العالم بدأ يسيء الى الإنسان وكرامته نتيجة التزام المنهج الأخلاقي والفلسفي والسياسي الذي يثعّر الأنانيات الضيقة وعبر نشر الأفكار الشاذة وتدمير الأسر في مجتمعاتنا وإفتعال النزاعات والحروب وغزو الأراضي والأوطان..، وندد رعد بالسياسات الشيطانية التي ينحو بإتجاهها بعض قادة العالم، مؤكدا اننا نعتز بثقافتنا وبهويتنا وبإنتمائنا وبإنجازاتنا وبمقاومتنا، وبوحدة صفنا الذي هو نتاج هذه االثقافة والهوية والإنسانية التي نعيشها..”
وختم رعد بدعوة “المكونات الأخرى في وطننا الى العودة الى منطق الحوار والتفاهم وتجنب نزاعات الفدرلة والتقسيم والتقوقع والإنعزال” ..
بعدها تم توزيع الشهادات على الطلاب المكرمين، واختتم الإحتفال بباقة من الأناشيد للمنشد حسن زعيتر وفرقته من وحي المناسبة .