ترأس الرئيس العام للرهبانية الباسيلية المخلصية الأرشمندريت إنطوان ديب، في كنيسة دير المخلص في جون، قداسا إحتفاليا لمناسبة عيد التجلي، بمشاركة راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران إيلي بشارة الحداد، راعي أبرشية صور المطران جورج إسكندر، وحضور الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر، رئيس دير المخلص الأب شارل ديب، القيم العام الأب جلبير وردي، رجل الأعمال نبيل خرياطي ومخاتير وعدد من الآباء والراهبات وحشد من أهالي المنطقة والجوار من شرق صيدا وجزين وزحلة والجنوب وبيروت.
ديب
بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الأرشنمدريت ديب عظة، قال فيها: “تحتفل الكنيسة في السادس من آب من كل عام بعيد التجلي. وعليه يسلط الإنجيل (متى 17: 1-9) الأضواء على التجلي أي ظهور لاهوت المسيح كما جاء في انجيل متى”، واوضح أن عبارة “ستة أيام”، “تشير الى الأيام الستة التي بين وعد السيد المسيح وبين التجلي. ويقوم الوعد على انه من “الحاضرين ههنا (التلاميذ) من لا يذوقون الموت حتى يشاهدوا ابن الإنسان آتيا في ملكوته” (متى 16: 28)، ها هو هنا يريهم عربون المجد الأبدي في الملكوت. وأما عبارة “بطرس ويوحنا ويعقوب” فتشير الى الرسل الثلاثة “المقربين” الذين لهم علاقة حميمة مع يسوع، فإن بطرس الذي يعني الصخرة يشير إلى الإيمان، ويعقوب عرف بجهاده وحياته البارة، وكان أول من سينال إكليل الشهادة من الرسل الاثني عشر، كما عرف يوحنا بالحبيب”.
اضاف: “وتشير عبارة “غمام نير” الى علامة الحضرة الإلهية وتجلي الله ومجيئه وحضوره كما كان الامر على جبل سيناء (خروج 19: 16) وعلى خيمة الموعد (خروج 40: 34) وعلى الهيكل يوم تدشينه في زمن سليمان (1ملوك 8: 10) ولكن هنا صار الله منظورا في شخص يسوع المسيح. وكما سيظهر المسيح يوم الدينونة في آخر الأزمنة كما ورد في الكتاب المقدس “جميع قبائل الأرض ترى ابن الإنسان آتيا على غمام السماء في تمام العزة والجلال” (متى 24: 30). واما عبارة “ظللهم” فتشير الى مجيء الله كما اختبره الشعب خلال مسيرة الخروج (خروج 40: 34–35). وما يحصل على جبل التجلي هو امتداد لما حصل على جبل سيناء. ولكن الجديد هو ان الله صار منظورا في شخص يسوع؛ أما عبارة “صوت من الغمام” فتشير الى صوت الاب السماوي. وكما أعطى صوت الله من السحابة على جبل سيناء السلطان لشريعته (خروج 19: 9)، فإن صوت الله على جبل التجلي أضفى سلطانا على أقوال يسوع”.
وتوقف عند دور التجلي في حياة التلاميذ والكنيسة، فلفت الى ان “الدور الأول: إعداد التلاميذ لآلام السيد المسيح والدور الثاني: تقوية ايمان الكنيسة بيسوع الها ومسيحا ومعلما”.
وأكد انه “مع نور التجلي يكثر الرجاء ان ينزل المخلص بركاته علينا و يفيض نعمه على لبنان، ويخلصنا من المحن التي نقاسيها في هذا المجتمع التي تتهدده أخطار الحروب المدمرة والنزاعات العنصرية والازمات الاقتصادية والانحلال الاخلاقي وانعدام القيم”، وقال: “نصلي معا للمخلص من دير المخلص لان يتعافى لبنان ويستعيد اعتداله الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية فينتظم عقد المؤسسات وتستعاد ثقة اللبنانيين بوطنهم”.