ترأس الرئيس العام المنتخب للرهبانية المارونية المريمية الاباتي ادمَون رزق، قداس الشكر لمناسبة انتخابه رئيسا عاما مع مجلس المدبرين الجدد، والذي أقامه على مذبح كنيسة الرئاسة العامة _ زوق مصبح، في حضور المفوض الحبري المطران حنا علوان والمطران فرنسوا عيد والاباء السابقين والحاليين والكهنة والاخوات الراهبات، إضافة إلى النائب ندى البستاني وحشد من الشخصيات العسكرية والحزبية القضائية والنقابية والأكاديمية، ورؤساء المجالس البلدية والاختيارية والفاعليات والشخصيات الاجتماعية والأهل والاصدقاء.
ورأى الآباتي رزق في عظته: ” أن روح الرب الذي مسحني وارسلني، هو الرب عينه الذي حل على رهبانيتنا من لحظة تأسيسها منذ ٣٢٨ عاما، احبها، فأرادها أداة خلاص تنادي بأطلاق الأسرى التي تكبلهم سلاسل المادية القاتلة، وجشع الاستهلاك، وتعلن عودة البصر إلى من أعماهم فخر هذا العالم عن الحقيقة والحياة، ابتعدوا،وصلوا، وتطلق المقهورين، إذ تحررهم من قهرهم وعبوديتهم وتفتح عيونهم من جديد إلى دون الملكوت وحب المسيح المحرر”.
اضاف: “بهذه الامانة للرب المحرر والمحيط قبلت اختيار اخوتي الرهبان لي لأكون ابا عاما، لاقبل دون استحقاق نعمة الرب تقودني في خدمة رهبانية احبها الرب فدعاها وكان لها الراعي والرفيق على مدى القرون الثلاثة والنيف لتكون اناء ينضح برائحة المسيح العذبة الخلاصية”.
وتابع الاباتي رزق: “لقد اتخذت شعاري لحظة اختارني اخوتي الرهبان” لقاء وانطلق ” فخدمتي بأذن الرب سوف تكون بأسرها مكرسة لحدث اللقاء الدائم بين رهبنيتنا والرب المحي الذي اختارها فكانت، ومن هذا اللقاء بيننا وبين الله الثالوث عبر حياة صلاة واتحاد به. لنصبح كما ارادنا المؤسيسون جسما واحدا صلبا متعاضدا في خدمة الكنيسة وشعب الله، من لقائنا ننطلق لنعلن ونبشر ونخبر كم ان الرب رحوم محب، هو الفادي وبه وحده الخلاص”.
ورفع الاباتي رزق الشكر باسم الآباء المدبرين الجدد، وهم الاباتي بيار نجم، والاب جهاد يونس، والاب جان _مارون الهاشم والاب سمير غصوب “على تعبهم من أجل رهبنيتنا على تعبهم. خدمتهم لشعب الله في اديارنا ورسالاتنا مدارسنا وجامعاتنا، يسهمون في بناءالإنسان بصرف النظر عن دينه او انتماء او معتقده، ينشرون المحبة ويعلمون حب الله للانسان.”
وشكر الاباتي رزق “قداسة البابا فرنسيس الذي رافق رهبانيتنا بعنايته الابوية والمحبة، وصاحب الغبطة والنيافة سليل رهبانيتنا الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي على محبته وصلاته وعنايته، فنحن نعلم ان في قلب سيد بكركي محبة لا تفتر لرهبانية صارت لنا اما وأحبتنا حتى المنتهى “، كما شكر الاباتي رزق “المفوض الحبري المطران حنا علوان الذي رافق رهبانيتنا بعنايته وحكمته وهدوئه ،كما بصلاته وابوته ، وكذلك الاباتي بيار نجم القبطان الحكيم صاحب الوزنات العشر الذي قاد رهبانيتنا إلى الميناء الأمين واكتسب محبة الجميع ، فللرب نصلي لكي تبقى لنا وللكنيسة زخرا روحيا تعطي بصمت مجاني على مثال امنا مريم العذراء”.
كما توجه بالشكر إلى عائلته وتحديدا امه “معلمتي في حب الله وامه مريم، وكذلك إلى روح والدي، الذي ما انفك يرافقني بالشفاعة من حيث هو الى جانب عرش الحمل”. كما توجه بالشكر أيضا لأبنأ الرعايا “التي كان فيها خادما لكلمة الرب ولاسيما ابناء بلدته رعشين”، اضافة إلى الاخويات والجماعات المؤمنة التي يحمل لهم في قلبه مشاعر الحب والامتنان، ومعلنا معهم “ان لبنان ارض صلاة وقديسين، ويجب أن يبقى هكذا.”
وختم الاباتي رزق معاهدا ان “تبقى الرهبانية المارونية، فهي لن تتخلى عن دورها الوطني والاجتماعي، وهي في صلب صنع القرار، فالسياسي الحكيم الناضج هو من يضع نصب عينيه كلام الانجيل المقدس، فلبنان بحاجة لنا، الرهبانية ستبقى بتناغم كامل مع رأسها وتسير بخطى بكركي وسيد بكركي، فلبنان يبقى بالعمل لا بالكلام والثرثرة، الرهبانية المارونية مدماك اساس في بناء الوطن ولن تتخلى ابدا عن هذا الدور وستبقى ارض قداسة ومحبة، وستبقى كما كنا. في حضور الدولة وغيابها سندا للمظلوم وصوت الحق المدوي، باركنا الرب وبارك وطننا وطن الرسالة نعلن من خلاله للكون بأسره خلاص المسيح وبشرى الإنجيل “.