أحيا المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، برعاية وحضور نائب رئيسه العلامة الشيخ علي الخطيب، الليلة السادسة من محرم لهذا العام، في مقره، في حضور ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني حامد الخفاف، نائب رئيس حركة “أمل” هيثم جمعة، الوزير السابق الدكتور عباس مرتضى، المدير العام للضمان الاجتماعي محمد كركي ،اللواء عباس ابراهيم، رئيس اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان وعضو المجلس الرئاسي لاتحاد النقابات العالمي علي طاهر ياسين، مدير عام إذاعة الرسالة الدكتور طلال حاطوم، المدير العام لمستشفى الزهراء البروفيسور يوسف فارس، وفدي حركة “أمل” و”حزب الله”، وشخصيات قضائية وعسكرية وأمنية وتربوية واجتماعية وعلماء دين ومواطنين.
وتلا المقرئ أحمد المقداد آيات من الذكر الحكيم ، وألقى الشاعر نديم زين شعيب قصائد من وحي المناسبة. وقدم الحفل الدكتور غازي قانصو، الذي قال: جهاد الحسين في كربلاء لم يكن معركة للهيمنة او السلطة، بل كان ضد هيمنة السلطة، بل كان جهادا له دلالات عميقة في الفهم الديني والسياسي للإسلام تتجاوز الزمان والمكان، وتنطوي على أهمية كبيرة في تعزيز وحدة المسلمين، التي تتحقق باتباع القرآن الكريم وسنة النبي وآل بيته الأطهار عليهم السلام، وبالعمل الدؤوب على تعزيز التفاهم والتعاون في ما بينهم، وتجاوز الاختلافات المذهبية، والانقسامات السياسية، التي تعترض طريق الأمة الإسلامية بالسير نحو الرفعة والحضارة واداء دورها الرسالي الإنساني. وبذلك ستستمر الرؤية الاخلاقية النبيلة السامية التي تلقيناها من وحي الإله العلي العظيم، وقد تم تبيانها مع محمد خاتم المرسلين، وورثناها من تاريخ الأئمة الأطهار من آل بيته، وبذلك نقدمها للناس رسالة تحتوي الدين القيم كما ارادها الله رب العالمين”.
الشيخ مشهور صلح
والقى امام مسجد الرحمن في بعلبك الشيخ مشهور صلح، كلمة، توجه فيها بالشكر لنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب “ولأخوته في المجلس على هذه الدعوة المباركة. لكم الشكر ولنا شرف الإستجابة”.
وقال الشيخ صلح :” من هذا الصرح الوطني الكبير الشامخ الذي يعمل على مساحة الوطن من دون تمييز بما لديه من إمكانات بقيادته الحكيمة أتحدث إليكم عن عاشوراء وإستشهاد الإمام الحسين عليه السلام. قال الله تعالى: “إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم. ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم”.
– الوصية الأولى في هذه الآية بأن الدين قيم. قيم بأحكامه، قيم بحلاله، قيم بالأمر بالمعروف، قيم بالنهي عن المنكر.
-الوصية الثانية، فلا تظلموا فيهن أنفسكم. ظلم النفس يكون بترك الطاعات والعبادات والعمل بالمحرمات، من ربا، مخدرات، الإعتداء على الغير وموالاة الإعداء.
– أشهر الحرم هي ذي القعدة – ذي الحجة – محرم – ورجب مضر، ثلاثة متوالية ورجب الفرد.
سميت أشهر الحرم لأن الله سبحانه وتعالى حرم على المسلم دم المسلم وماله، وهذا حرام في كل الأشهر.
-أفضل أشهر الحرم شهر الله الحرام وعندما ينسب شيء إلى الله فله قدر وشأن عظيم.
وقال (ص) أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر المحرم.
-سمى يوم العاشر من محرم يوم عاشوراء لأن الله سبحانه وتعالى كرم فيه عشرة من الأنبياء بعشرِ كرامات
1- في العاشر من محرم تاب الله فيه على آدم .
2 – في العاشر من محرم إستوت سفينة نوح ع على الجودي.
3 – في العاشر من محرم رفع الله فيه إدريس.
4 – في العاشر من محرم نصر الله موسى على فرعون.
5 – في العاشر من محرم نجى الله فيه إبراهيم من النار.
6- في العاشر من محرم أخرج فيه يوسف من السجن.
7- في العاشر من محرم رد يوسف ع إلى أبيه يعقوب .
8 – في العاشر من محرم أخرج يونس من بطن الحوت.
9- في العاشر من محرم عوفي فيه أيوب .
10- في العاشر من محرم تاب الله فيه على داود .
وتابع الشيخ صلح :” أخواتي، وفي العاشر من محرم أستشهد الإمام الحسين من قبل الطواغيت الظلمة عليهم ما يستحقون من الله. في عام الواحد والستين هجري خرج الإمام ليواجه الظلم والظلمة مع كوكبة مباركة من أهل بيت النبي من نسائه وأطفاله وكان عددهم ما يقارب السبعين ملاكا، وكان عدد جيش العدو خمسة آلاف ظالم.
في العاشر من محرم بدأت المعركة بين الإمام الحسين ومن معه ضد الظلم والظلمة وإستمرت ما يقارب الست ساعات وأستشهد فيها الإمام الحسين والبعض من أهل النبي . وقبل إستشهاد الإمام الحسين بثلاثين عاما دخل الإمام علي على رسول الله فوجد عينيه تفيضان بالدمع فسأله الإمام علي: هل أغضبك أحد يا رسول الله قال له رسول الله : لا ولكن الآن خرج من عندي جبريل وأخبرني بأن الإمام الحسين يقتل بشط الفرات ما إستطعت أن أتمالك عيناي.
وفي عام 36 هجري مر الإمام علي بهذا المكان فقال صبرا أبا عبدالله – صبرا أبا عبدالله – صبرا أبا عبدالله. سأله من كان معه فأخبره بأن النبي قال له بأن الإمام الحسين عليه السلام يقتل هنا في كربلاء. مكانه أهل البيت في القرآن الكريم. ورد عن النبي كان يرتدي ثوبا واسعا جاء الإمام الحسن فأدخله فيه ثم جاء الإمام الحسين أدخله ايضا بالثوب ثم جاءت الزهراء ودخلت معهم ثم جاء الإمام علي ودخل معهم فضمهم رسول الله وقرأ الآية:”إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.
مكانة أهل البيت عند النبي والمسلمين. قال النبي لسيدنا الإمام علي أنت مني وأنا منك. وقال: أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لآل النبي. وقال عن السيدة فاطمة الزهراء: أنها سيدة نساء أهل الجنة.وقال : فاطمة بضعة مني من أرضاها فقد أرضاني ومن أسخطها فقد أسخطني. ورد عن النبي: دخل على مجتمع الصحابة وهو يحمل الحسن على كتفه الايمن والحسين على الكتف الأيسر ، فسأل الصحابة رسول الله أتحبهما يا رسول الله قال: إني أحبهما وأحب من يحبهما، ومن أحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجة الجنة. وقال عن سيدنا الحسن وعن سيدنا الحسين : انهما سيدا شباب أهل الجنة.وقال أيضا : حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب الحسين. مكانة الحسن والحسين عند الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، فكانت لهم مكانة عظيمة جدا ومحبة خاصة”.
أضاف صلح :”أتحدث عن نموذج من حب الصحابة.عن سيدنا عمر رضي الله عنه كان يوزع الأقمشة والمال على المسلمين فكان يفضل الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام ويخصهم بأشياء مميزة عن سائر المسلمين فقال عبدالله بن عمر لوالده أنا شاب بسن الحسن والحسين فإنك تفضلهم علي فقال عمر نعم إنه أفضل منك .أتني بأب كأب الحسن والحسين وأتني بأم كأم الحسن والحسين الزهراء؛ هذه مكانة الحسن والحسين عند الصحابة.
الإمام الحسين مدرسة علينا أن نتعلم منها كيف نواجه الظلمة والطغاة وخاصة في هذه الأيام علينا أن نواجه الظالم الاول اميركا مع حلفائها وخاصة إسرائيل حيث تخوض معركة إبادة ضد الشعب الفلسطيني، وحكام العرب والمسلمين لم يحركوا ساكنا بل يهرولون نحو البيع والتطبيع لفلسطين”.
وقال صلح :” فلسطين قضية إسلامية من صميم عقيدتنا، هي القبلة الأولى وهي مسرى النبي وهي بوابة الأرض إلى السماء وفي المسجد الأقصى صلي النبي اماما بالانبياء واليوم تدنس من قبل اليهود وعددهم ما يقارب ستة ملايين والمسلمون مليار ونصف المليار مسلم.
قال الإمام الخميني قده : لو ان كل مسلم صب دلو من الماء لأغرقنا اليهود وحررنا فلسطين. وأيضا تعتدي على الدول المجاورة ولكن المقاومة بالمرصاد مع الجيش اللبناني”.
وتابع : ومن مدرسة الإمام الحسين، علينا أن نتعلم كيف نكون أعزاء بديننا ولو تمسكنا بهذا الدين العظيم كما تمسك الإمام الحسين ما تجرأ هؤلاء الكفرة بالإساءة لسيدنا محمد وما تجرأوا على إحراق القرآن الكريم. المطلوب من الدول العربية والإسلامية موقف حازم أقله طرد السفراء ومقاطعة بضائع الدول التي أساءت وإحراق أعلام هده الدول.
وقال الشيخ صلح :”ومن هذا الصرح المبارك المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، نطالب جميع الأفرقاء الإسراع بإنتخاب رئيس للجمهورية، رئيس للجميع ولكل الوطن. وكم نحن اليوم بحاجة لأفكار وتوجيهات سماحة إمام الوطن المغيب السيد موسى الصدر أعاده الله حتى نخرج من هذه الأزمة.نعم الإسراع بإنتخاب رئيس لأن الوضع الإقتصادي أصبح لا يطاق والوطن على شفير الهاوية والأسعار بالدولار إضافة للحصار المفروض من أميركا. فنحن نخوض معركة تجويع أو تركيع. أقول من هنا نحن أصحاب حق لا نركع إلا لله رب العالمين.
وختم الشيخ صلح :”إخواني، علينا أن نجعل ذكرى إستشهاد الإمام الحسين مناسبة لوحدة الأمة العربية والإسلامية ووحدة الصف والكلمة في وجه الظالم الكافر وأن نسير على نهج الإمام الحسين وأن نكون فداء له ولآل بيته الأطهار وأختم بالآية الكريمة “وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”.
وفي الختام، تلا الشيخ حسن بزي مجلس عزاء حسينيا.