استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، النائب فيصل كرامي الذي قال بعد اللقاء:”زيارتي اليوم لسماحته للتهنئة بعودته من الحج وبرأس السنة الهجرية، ونتمنى أن يعيدها الله علينا وعلى الأمة جمعاء بالخير والعز والبركة، وأن نكون سوية العام المقبل في هذا المقام لنهنئ أنفسنا بإعادة بناء دولة القانون والمؤسسات، عبر انتخاب رئيس جمهورية نستطيع معه أن نعيد الانتظام إلى الحقل العام وإلى مؤسسات الدولة”.
وتابع:” كانت جولة أفق في كل الأحداث التي حصلت مؤخرا وخصوصا في ما يتعلق بأحداث بقاعصفرين الضنية – وبشري، وما يتعلق تحديداً بالقرنة السوداء، ونحن التزمنا توصيات سماحته بالتهدئة والروية وتحكيم العقل والمنطق والقانون والمؤسسات، واللجوء إلى الدولة وعلى رأسها الجيش اللبناني الذي قام بواجبه ولا يزال تجاه أهله ومنطقته. كما شرحت له أننا نتلقى الاستفزازات والبيانات عالية السقف من أطراف كثيرة، إلا أننا نفاجأ من الإساءة التي نتلقاها بكل صدر رحب وبكل صبر، من بعض النواب لأننا لا نريد التصعيد، جل ما نريده هو الحرص على الحقوق، أن نكون سواسية في هذا البلد، نعيش بتناغم وتراحم وتعاضد وتعاطف، القضية بسيطة، وبسيطة جدا، القضية قضية ماء، وقضية ري، وقضية زرع، ومعالجتها تبدأ بأن تقوم الدولة بأقل واجباتها، وتنشئ البرك التي من خلالها نستطيع أن نسقي الزرع والماشية، ليس هناك شيء اسمه دمكم ودمنا، وليس هناك شيء اسمه أرضكم وأرضنا، نحن كلنا لبنانيون، وكلنا علينا أن نعيش معا، دمنا واحد، وحياتنا واحدة، ومصيرنا واحد”.
اضاف:”البيانات عالية السقف التي تسفك الدم وتشعل الحرب والمعارك، لغتها لا توصل إلا إلى الخراب، لأن تعلية السقف لا تفيد ولا تجدي نفعا، هناك حقوق، ولا يفصل فيها إلا القضاء الذي يجب أن نلجأ إليه وإلى المؤسسات ذات الاختصاص، إلى الدولة التي نحتكم إلى مؤسساتها وعلى الدولة اللبنانية والحكومة معا أن تقوم بواجباتها تجاه مواطنيها، وإلا لا تتوقعوا من أصحاب الحقوق أن يبقوا صابرين على العطش والجوع وعدم ري الزراعة وسقي الماشية”.
وقال:”كذلك تطرقنا إلى الوضع السياسي، وإلى ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس جمهورية، والوصول إلى تسوية يكون عنوانها الأساسي “الحوار الذي يجمع بين اللبنانيين”.
وردا على سؤال قال:”قرأت توصيات اجتماع الدوحة، وكلها في الحقيقة منطقية تدعو إلى الاحتكام إلى الدولة، والإسراع في انتخاب رئيس جمهورية، هذا شيء جيد، ولكن نقول: أولا وأخيرا القرار بيد اللبنانيين وبيد مجلس النواب، وعلى السياسيين والنواب اللبنانيين أن يجتمعوا لانتخاب رئيس جمهورية، وإذا كان هذا متعذرا فلنذهب إلى الحوار من أجل أن ننتج تسوية نستطيع من خلالها إعادة الانتظام إلى العمل العام والمؤسسات”.
وختم:” لا أحد يحبنا أكثر من أنفسنا، تاريخيا ليس كل ما يأتي من الخارج جيد، ما عدا اتفاق الطائف، وما عدا الرعاية السعودية، اتفاق الطائف جاء بدستور وباتفاق وبرعاية وباستكمال خطوات، ولكن التسويات عادة ما تنتج مزيدا من المشاكل وتأجيل الحلول”.