إستغلو علينا حضن الأم، و طمعو بثروات الخارج ، فقالو “يهاجرو” علاّ أموالهم تفيد البلد .نعم أموال المغترب تفيد البلد أما أموالهم تفيد أنفسهم فقط ، فترأسهم على كراسي سيادة الوطن طمعاً بالمنصب و الشهرة و المال ، لا طمعاً ببناء وطن ، فنحن من نصنع الوطن و نحن الشعب الممزوج بحب تراب الوطن ، أما هم مع أول صدى قنبلة يدوية يصبحون في سويسرا خوفاًعلى أرواحهم مع أنهم بالإسم حماة للوطن …
لبنان شعبه ٦٠% منهم خارج لبنان ، إما طلباً للعلم ، أو طلباً للعمل، و البعض منهم يذهب لا يعود مع أن الحنين إلى الوطن كبير لكن لسان حاله يقول ؛ أي وطن و أي بلد لا إستشفاء لا تعليم لا مسكن لا معيشة ملائمة ، في الخارج نعم حياة الإنسان لها قيمة ، لا فرق بين عربي أو أعجمي ، كل شيء مأمن و بتكلفة ملائمة للمدخول ، هذا غير النظام بكل شيء ؛ الطرقات مما يقلل الحوادث ، الإنجازات العلمية بفضل تواجد الموارد الملازمة ، الأمان من حيث تغريم الجاني و المفتري و السارق والخارج عن قوانين البلد ، القانون العادل بفضل المساواة .
كل هذا و كيف يعود المغترب ؟! بالفوضى أم بالتعوّد على هذا الوضع ؟!
وجع الغربة قد ذاقه كل اللبنانين ؛ أصدقاء ، أقارب ، أهل ، كل عائلة لديها أوجاع خارج لبنان ، هذا غير النعوش القادمة محملّة بوجع و مرارة الغربة بالبعد عن الأهل ، لوعة الهجرة مُرةٌ و كفنها غالٍ، و نعش الأحبة مزيّن بأنين الأوجاع ، كم من عزيز فقد كم من عزيز غاب و بعشرات السنين ليعود وإن عاد …
مسجون في بناء الغرب و يشرب من كأس العذاب ليبقى في غربة الأمان ، و يكفكف دمع الشوق لئلا يكبُتَ حزنه المرير ، سيبقى و إن طال الزمان في غربته فما له بلبنان غير كتف الأهل يتكأ عليه فيعود مشتاقاً الى بر الأمان(الغربة) من حيث أتَ تاركاً خلفه تلويحة الأيادي و كلمات الجميع : “ترجع بالسلامة” .
وستبقى دمعة الأمل في عين كل مغترب بأن يعود إلى ربوع لبنان الحبيب ، آملين بالتحسن و الحياة الزهيدة و النعيم و تأمين ما تحتاجه الحياة لكي تستمر .