Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الراعي من القبيات: اخجل كيف ان المسؤولين في لبنان يهدمون بأيديهم بلدهم

زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بلدة القبيات-عكار، بدعوة من راعي أبرشيّة طرابلس والشمال المارونية المطران يوسف سويف، في إطار نشاطات الأيام الرسولية للشبيبة.

فكان اللقاء والاستقبال على وقع قرع الاجراس والتراتيل في كنيسة سيدة الغسالة التاريخية الاثرية، بمشاركة وحضور النائب جيمي جبور، النائب السابق هادي حبيش، المطران يوسف سويف، راعي ابرشية طرابلس وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، رئيس رابطة كاريتاس لبنان الاب ميشال عبود، رئيس بلدية القبيات عبدو مخول عبدو وقيادات امنية ورؤساء وبلديات وحشد كبير من كهنة الرعية والعلمانيين وفاعليات والحركات الرسولية والاخوات والشبيبة والكشافة.

بعد الصلاة، القى المطران سويف كلمة، شكر فيها للبطريرك الراعي زيارته ورعايته لهذا اللقاء الخاص بالشبيبة .

كما شكر كل الذين شاركوا في هذا اللقاء في بلدة القبيات.

 

الراعي

ثم تحدث البطريرك الراعي قائلا: “محبتي لكم جميعا في هذا اللقاء في سيدة الغسالة مع اهالي القبيات وعكار الحبيبة، التي نأتي اليها بفرح وحب، وهي ارضنا التي نحب، الارض التي تخدم لبنان، فهي خزان الجيش اللبناني والقوى الامنية، هي الشعب الذي اعطى بدون حدود وقدم خيرة ابنائه. لكن وبكل اسف، لم يحظوا بالمقابل بأي اقرار بالجميل. لذلك انا قلت واكرر ان عكار هي في قلبنا ونحمل همومها ونطالب بحقوقها، بأن تعيش بكرامتها، وتقوم الدولة بواجباتها تجاهها في كل الجوانب، فانتم شعب طيب مناضل وصامد”.

وتابع الراعي: “سعيد بحضوري في عكار الى جانب الشبيبة الذين احييهم جميعا، ونحن في ايام الشبيبة الرسولية المنطلقة من الموضوع الذي طرحه قداسة البابا فرنسيس لايام الشبيبة العالمية التي ستلتئم في لشبونة من 3 الى 6 آب المقبل، واني فرح بشبيبة عكار والقبيات والقادمين من مناطق أخرى للاستماع الى كلمة الله، ولكي يعيشوا فرح الاخوة ولتشديد العزيمة وليتأكدوا بأن المستقبل بيدهم رغم الايام والظروف الصعبة، لكن شبيبتنا قادرة على مواجهة التحديات، ونحن معهم، وهذه هي الغاية من هذه اللقاءات التي تتم في مختلف المناطق اللبنانية”.

واشار الراعي الى ان “الازمة السياسية التي نحن فيها تتحدر منها كل الازمات الاخرى الاقتصادية والمعيشية والانمائية، وثمة شباب كثر يغادرون بسبب هذه الازمات، الا ان تاريخ لبنان هو تاريخ صمود، وشبابنا مصممون على الصمود والبقاء، فكونوا على ثقة انه بتكاتفنا معا وتعالينا على الجراح وبوحدتنا قادرون على ان يستعيد لبنان عافيته وكرامته ودوره في هذه البيئة من العالم. وهذا الامر يتطلب منا تغيير هذا الواقع الذي نحن فيه، فليس بامكاننا البقاء على الطريق نفسه، ومن جهة ثانية فليس مقبولا على الاطلاق ان نبقى عالة على كل الناس المهتمين بنا” .

وقال: “صدقوني بانني اخجل حين نلتقي الوفود التي تاتي من الخارج ويترجونا ان ننتخب رئيسا للجمهورية . اخجل كيف ان المسؤولين في لبنان يهدمون بأيديهم بلدهم، وكأن العمل السياسي للهدم، وهذا غير صحيح. لذلك صلاتنا اليوم امام سيدة الغسالة لنلتمس منها ان تبقى معنا، ان تغسل قلوبنا وقلوب الجميع، من الافكار القديمة ومن كل شيء اسمه “عتيق ” الذي لم يعد ينفع في حياة لبنان، وان تغسل ذاكرتنا كي نتمكن من ان نطوي هذه الصفحة”.

ثم انتقل البطريرك الراعي والجميع الى قاعة الكنيسة، حيث كان لقاء مع فاعليات المنطقة، بحضور الشيخ وليد اسماعيل ممثلا مفتي عكار الشيخ زيد زكريا، رئيس صندوق الزكاة في عكار اسامة الزعبي والشيخ زياد عدرة ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.

 

عبده

والقى رئيس بلدية القبيات عبده كلمة ترحيب بالبطريرك الراعي وقال: “اليوم تقرع الاجراس احتفاء بقدومكم، تزرعون في شبيبتنا الوعد بالف وسلام، مثلكم مثل حبة القمح التي تسقط في التراب لتعطي حصادا وفيرا ، علما وفضائل حيث يدوم زرعكم لمئة سنة ولاجيال واجيال” .

أضاف: “ان رزنامة التقويم المسيحي ديمومة لا تتوقف الا متى تخلصنا من اخطائنا وخطايانا” .

وختم عبده بتوجيه الشكر للبطريرك الراعي، معتيرا زيارته للقبيات “من حيث هي احد اطراف هذا الوطن، لكنها وعكار تشكل قلب الوطن وروحه”. شاكرا للمطران سويف جهوده وكافة كهنة الابرشية على ما يؤدونه من دور كمثل السامري في فعل الخير والاهتمام بالناس.

ثم القى الشيخ وليد اسماعيل كلمة باسم مفتي عكار الشيخ زيد زكريا وباسم اللقاء الروحي العكاري، مرحبا بالبطريرك الراعي وقال: “اهلاً وسهلاً بغبطتكم، أهلا وسهلا بكم في عكار، عكار التسامح والعيش المشترك، البعيد كل البعد عن التحزب والطائفية. إن عكار بجميع اطيافها ترحب بغبطتكم على ارضها، لاسيما وانتم تحملون هموم اللبنانيين الذين يعولون على غبطتكم للخروج من هذه الازمة التي تعصف بالوطن”.

اضاف: “صاحب الغبطة، نطمئنكم ان اللقاء الروحي في عكار بجميع المذاهب يجسد العيش المشترك بكل معانيه ويقف مع الناس في جميع همومهم ومشاكلهم. فتحية لكم من عكار بجميع اهلها، عكار التي يعيش في قلبها الجيش اللبناني وعلى رأسه قائد الجيش العماد جوزاف عون”.

ورد الراعي بكلمة مقتضبة شكر فيه لرئيس البلدية عبده لعاطفته ومحبته وكلامه المحب.

كما اثنى على دور اللقاء الروحي العكاري وجهوده الذي يقوم بها في هذه المنطقة العزيزة.

ثم انتقل الراعي والمطارنة والكهنة للمشاركة في لقاء الشبيبة في دير الاباء الكرمليين.

وليختم زيارته بلقاء في دار المطرانية المارونية في القبيات، حيث اقامت “مؤسسة انسان” بشخص مديرها العام ميشال عبده مأدبة تكريمية على شرف الراعي .