أكد رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين، أن “الطريق الوحيد المتاح لإنجاز استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية هو التفاهم والتوافق، وهذا ما قلناه منذ اليوم الأول، وما زلنا ندعو إليه”، مشيرا إلى أن “البعض في لبنان ذهبوا يمينا ويسارا وطافوا في بلدان العالم، وحاولوا أن يتحدثوا إلى كل جهة يسافرون إليها أو تأتي إليهم، وقلنا لهم لا تتعبوا أنفسكم، فكل هذا التعب لا يوصل إلى أي نتيجة، لأن الأمر واضح وبين ولا يحتاج إلى مزيد من التفحص والتمعن، فطبيعة لبنان ونظامه والمعادلة الموجودة داخل المجلس النيابي بعد الانتخابات النيابية التي حصلت، تفرض على الجميع، أن أي انتخاب لرئيس للجمهورية في لبنان، يجب أن يكون محل توافق”.
وشدد في احتفال تأبيني في حسينية بلدة ديرقانون النهر الجنوبية، على أنه “ليس هناك جهة لوحدها قادرة أن توصل رئيسا للجمهورية في لبنان أيا كان هذا المرشح، بغض النظر عن اسمه وطبيعته وانتمائه ولونه وخياراته السياسية، وبالتالي، ما لم تتوافق الجهات مع بعضها البعض، فلا يمكن أن ننجز الاستحقاق الرئاسي”.
وسأل صفي الدين: “هل يمكن لرئيس تحد أيا كان هذا الرئيس أن يقوم بهذا البلد وينهض به ويجد الحلول السياسية والاقتصادية فيه، خصوصا في ظل وضع البلد المتأزم والمنهك والمتهاوي”، لافتا إلى أنه “حينما كان لبنان بأفضل حالاته وغنيا وعنده مقدرات، وكان وضعه السياسي فيه الحد الأدنى من الالتئام والوئام، لم يستطع أن ينتج حركة سياسية واقتصادية فاعلة ما لم يكن هناك توافق، فهل يمكن لرئيس الجمهورية الآتي أن يحكم إن لم يكن رئيسا توافقيا، لا سيما وأنه في لبنان يكفي أن تقف جهة واحدة بوجه رئيس الجمهورية أو الحكومة حتى تعطل كل شيء”.
ورأى، أن “التدخل الأميركي الذي حصل في الأيام الأخيرة وكان بشكل فظ وفج وغليظ، له هدف واحد وهو العرقلة، وإذا كان المقصود من هذا التدخل هو التحدي، فالأميركيون يعلمون أن في هذا التحدي مزيدا من العرقلة، سواء في انتخاب رئيس الجمهورية أو في إدارة أي أمر سياسي في المستقبل، وكأن أميركا التي عملت على تخريب اقتصاد لبنان، وتعاطت ببرودة في موضع حاكم مصرف لبنان الذي هو تحت إدارتهم وأمرتهم، تريد أن تقول للبنانيين، اذهبوا إلى مزيد من المآزق والتأزم والمشاكل، وصولا إلى الفتن التي عجز الأميركي عن إيجادها قبل أشهر أو سنوات”.
وقال: “إذا كان البعض مرتاحا ومستأنسا من تدخل أميركا، فنحن نقول له لا تستأنس كثيرا، فالتدخل الأميركي حيث ما يحل، يأتي بالخراب والتحدي وبأمور لا يمكن أن يستقيم عليها شأن لبنان، والجميع يعرف هذا الأمر”.
وختم صفي الدين: “إن النتيجة الواضحة التي وصلنا إليها من خلال كل التجارب، هي أن مقاومتنا اليوم قوية جدا، ويستحيل أن تصل أيدي الأعداء إلى قوتها وعظمتها سواء على المستوى السياسي أو العملي أو على أي مستوى آخر، وهي قادرة اليوم أن تتجاوز الصعاب الحالية التي نواجهها على أي صعيد وفي كل مكان كما تجاوزت كل الصعاب في السابق”.