استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا من “التحالف الدولي لحرية الدين والمعتقد”، الذي يزور لبنان بدعوة من مؤسسة “أديان”.
في مستهل اللقاء، ألقى سفير تشيكيا لحرية الدين والمعتقد ومنسق الوفد السيد روبرت ريهاك كلمة تحدث فيها عن “نشاطات التحالف الهادفة إلى العيش بسلام بين الشعوب التي تنتمي إلى مختلف الأديان”.
كما لفت إلى “دور لبنان النموذجي في تعزيز العلاقات الإنسانية وإرساء أسس الحوار”، منوها ب”جهود الكنيسة المارونية في ذلك”.
من جهته، رحب الرعي ب”الوفد الحاضر من أكثر من 14 دولة”، مؤكدا “أهمية صون الحريات المتعلقة بالأديان”، وقال: “بعيدا من السياسة، لا مشاكل بين المسيحيين والمسلمين، وفقط عندما تدخل السياسة تنعدم لغة الحوار”.
أضاف: “نعاني من مشكلة الحوار السياسي بين السياسيين بسبب المصالح الخاصة والفئوية التي تمنع الحوار السياسي، علما أن الدستور يقول إن هناك مساواة بين المسيحيين والمسلمين في الحكم والادارة، ولكن لغة الحوار معدومة بين السياسيين”.
وشدد على “دور الكنيسة في عملية التقارب بين الأفرقاء المتخاصمين”.
وعن المخاطر على حرية الدين والمعتقد من الداخل والخارج، قال الراعي: “لبنان، ومن خلال الدستور، يعترف بكل الحريات وأولها حرية المعتقد وحرية الدين، لكن أخيرا أصبح هناك تشدد في المنطقة، في ما يتعلق بحرية المعتقد والأديان”.
واعتبر أن “اللبنانيين فقدوا الثقة بالطبقة الحاكمة التي تعمل من أجل مصالحها الخاصة فقط، وهذا أيضا يعيق لغة الحوار ويؤخر إيجاد الحلول”، وقال: “من الضروري أن تتمتع الطبقة الحاكمة بالفضيلة وأن تعود الى ذاتها وضميرها”.
وبعد اللقاء، قال روبرت: ” زار اليوم الوفد المؤلف من عشرين شخصاً غبطة البطريرك، وعبرنا عن شكرنا لغبطته لدعوته الدائمة الى التسامح ولغة الحوار والاحترام في لبنان، لأن هذه الأمور هي أكثر ما يحتاج إليها لبنان لمستقبل أفضل، فالكنيسة المارونية متأصلة في تاريخ لبنان منذ أن أسسها مار مارون، ودورها هو في تحويل صحراء الحياة الى بساتين. وهنا، علينا أن نفكر أي أرضية سنترك للأجيال المقبلة وأي أوطان، تلك التي تدعو الى لغة الحوار أم تلك التي تعتمد على النزاعات، فونحن نرى المسيحيين كعنصر أساسي في هذا البلد يعتمد على التفاهم والسلام والحوار”.
الهندي
وتحدث المدير التنفيذي لمؤسسة “أديان” الدكتور ايلي الهندي فقال: “دعت مؤسسة أديان الوفد المرافق إلى زيارة لبنان للاطلاع على الوضع اللبناني وطبيعة الأزمات التي يعاني منها وكيف يمكن للمجتمع الدولي أن يساهم في حل هذه المشكلات. كما تهدف الزيارة إلى البحث في سبل حل المشكلات المتعلقة بحرية الدين والمعتقد، وإرسال رسالة قوية حول ضرورة إبقاء حرية الدين والمعتقد كجزء من الهوية اللبنانية ومن وجه لبنان في ظل هذه الأزمة، وزيارة القيادات الدينية هي لسماع وجهة نظرها حول آلية الخروج من المشكلات التي يرزح تحتها لبنان”.