وفد من الرهبانية المخلصية جال
على القيادات في الاقليم مهنئا بعيد الفطر
قام وفد من الرهبانيّة الباسيليّة المخلصيّة، بجولة في اقليم الخروب، على القيادات والفاعليات، مهنئاً بعيد الفطر السعيد، وضمّ الوفد الرئيس العام العام للرهبانيّة الأرشمندريت إنطوان ديب ورئيس دير المخلص الأب شارل ديب والأب سيرافيم الحداد .
وكان إستهل الوفد جولته بزيارة الزميل أحمد منصور في منزله في بلدة مزبود، بحضور نائب رئيس البلدية الحاج رشيد محمود، الذي رحّب بالوفد بين أهله ومحبيه، في بلدة مزبود، جارة دير المخلص، لافتا الى ان العلاقة مع الدير وأبناء الاقليم تاريخية، مؤكدا ان الوحدة الوطنية والعيش المشترك، من المداميك الاساسية لقيامة لبنان بجناحيه الاسلامي والمسيحي، مشددا على ان التعايش الأخوي بين العائلات الروحية في المنطقة، والتنوع الطائفي والمذهبي، يحرص عليه الجميع، الذي هو ميزة المنطقة في الشوف .
وقد شكر الأرشمندريت ديب اهالي بلدة مزبود، على محبتهم وعاطفتهم، معربا عن سروره لوجوده بين الأهل والأحبة، مؤكدا ان دير المخلص، سيبقى كما كان من تأسيسه، بيت لجميع أبناء الوطن بمختلف طوائفهم ومذاهبهم، مشددا على أهمية التواصل والتلاقي، لتمتين أواصر الوحدة الوطنية والعيش المشترك، انطلاقا من رسالتنا في نشر المحبة والصداقة والتكاتف .
منسقية المستقبل
ثم كانت المحطة الثانية للوفد، في منسقية تيار المستقبل في محافظة جبل لبنان الجنوبي، في منطقة فريسين – كترمايا، حيث هنأ منسق التيار وليد سرحال وأعضاء المنسقية بالعيد . ورحّب سرحال بالوفد في منسقية تيار المستقبل، تيار الإعتدال والتواصل والحوار، الذي أرسى دعائمه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مشيرا الى ان التواصل الذي نحرص عليه مع اخوتنا في الرهبنة المخلصية، ومع بقية الأطراف اللبنانية من مذاهب وطوائف أخرى، دائما تتم بتوجيهات من الرئيس سعد الحريري، الذي يشدد على تعميق جذور الوحدة والعيش المشترك بين اللبنانيين، بمختلف مكوناتهم .
من جهته، أشاد الأرشمندريت ديب بروح المحبة والأخوة التي تتجسّد من خلال العلاقة والتواصل بين الرهبنة المخلصيّة وتيار المستقبل، والتي تصب في مصلحة المنطقة ولبنان، منوها بنهج الرئيس الحريري في احترام التنوّع المتعدد في لبنان، والعمل بموجبه في الممارسة على ارض الواقع، مؤكدا العمل على استمرار التواصل بين مختلف مكونات المجتمع اللبناني، لما فيه مصلحة لبنان وشعبه، متمنيا ان تكون الأجواء الايجابية السائدة، بفعل مفاعيل عيد الفصح المجيد وعيد الفطر السعيد، محطة تحول لانطلاقة لبنان وقيامته، من نفق الأزمات المهلكة.
الجماعة الإسلامية
ثم انتقل وفد الرهبانية المخلصية الى بلدة برجا، والتقى في مركز أبي بكر الصديق، قيادة الجماعة الاسلامية في جبل لبنان وفي برجا، بحضور المسؤول السياسي في الجبل الشيخ أحمد سعيد فواز، ورئيس مجلس المحافظة الأستاذ بلال الدقدوقي، ومسؤول الجماعة في برجا محي الدين سيف الدين وعدد من المسؤولين والشيخ الدكتور أحمد سيف الدين والشيخ أحمد الطحش .
وقد رحّب فواز بالوفد بين اخوته في الجماعة الاسلامية، شاكرا لهم هذه اللفتة والمحبة وحرصهم على هذا التلاقي في مختلف المناسبات، مؤكدا ان عيد الفطر، عيد مبارك، متمنيا أن يعيده الله علينا جميعا باليمن والخير والبركات، معربا عن أمله في أن تكون الايام المقبلة على لبنان الحبيب أحسن حال، الذي يجمع بين أطيافه جميع الطوائف والمذاهب، مؤكدا على أهمية التنوع اللبناني، ومشددا على التمسك بالعيش بين بعضنا البعض بأمان وسلام، معتبرا ان لبنان سفينة، اذا وصلت الى بر الأمان نكون كلنا بسلام، واما اذا غرقت، لا تميز بين أحد .
وأمل فواز ان يتم في أقرب وقت ممكن، انتخاب رئيس جمهورية جديد، لسد الفراغ، وينعكس ايجابا على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ..، وتخفف من معاناة الشعب اللبناني وقهره، داعيا القوى السياسية الى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الآنية، ليتمكن لبنان من النهوض مجددا بأهله المسلمين والمسيحيين، مبديا اعتزازه ان اقليم الخروب هو رمز الوحدة والتعايش والوئام والمحبة، مؤكدا على متابعة التواصل مع الرهبنة المخلصية، وشبك الايدي مع بعضنا البعض لمصلحة بلدنا .
بدوره شكر الأرشمندريت ديب الجماعة الإسلامية على هذه المحبة الخاصة التي تكنّها للرهبانية المخلصية، مؤكدا ان لبنان لا يمكن ان ينهض الا من خلال رئتيه المسيحية والاسلايمة، وعبر الجناحين المسيحي والاسلامي، لافتا الى ان هذا ليس قدرا، بل نعمة من الله ان نعيش مع بعضنا البعض، وعبر هذا التفاعل والتلاقي، وهو رسالة للعالم أجمع، مشيرا الى ان ما يجمعنا اكثر بكثير مما يفرقنا، مؤكدا الاستمرار على نهج الألفة والتواصل، لنشر السلام والمحبة وتطوير المجتمع، مهنئا الجميع بعيد الفطر السعيد، آملا ان يحمل السلام والاستقرار.
عبد الله
وكانت محطة للوفد في دارة النائب بلال عبد الله، في منطقة الشميس، حيث قدم للنائب عبد الله وقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي في اقليم الخروب، الممثلة بوكيل الداخلية ميلار السيد ومدير فرع الحزب في شحيم غسان شعبان واعضاء من الوكالة، وعضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الرائد المتقاعد محمد بهيج منصور، التهاني بالعيد، معربا عن تفائله في ان تحمل الايام المقبلة، الحلول للأزمات اللبنانية، ويعمل السياسيون على انقاذ لبنان من براثن الموت، مؤكدا ان لبنان يستحق الحياة، فهو يجمع شعب طيب، متمسك بروح الوحدة والتعاون والتلاقي .
من جهته رحّب النائب عبد الله بالوفد، في بيته وبين أهله، مؤكدا ان العيش الواحد، خط أحمر، بالنسبة للقاء الديموقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي، مشددا العمل للحفاظ على تنوع المنطقة، وحماية مؤسساتها التربوية والاجتماعية والصحية، معتبرا انها رسالة لا يمكن أن نتخلى عنها .
وأضاف ” للأسف اذا بقي لبنان ينتظر الخارج لإنتاج الحلول له، لن نصل الى اي مكان . فالخارج مصالحه متشعبة، واذا لم نقم بالحد الأدنى في صنع قاسم مشترك داخلي لن نصل الى اي مكان، وعندها تكون الامور طويلة . الفرنسي مصالحه في مكان خارج الاطار المعهود، والسعودي والايراني، يتفقان وبدأت الحلول تظهر في اليمن، والنظام السوري السوري الذي نعت بكل النعوت، اليوم هناك تواصل معه، ولا ندري ضمن اي شروط، نريد الشروط ان تأخذ بالاعتبار مصالح لبنان، من مسالة النازحين الى توازن العلاقات . أعتقد ان لبنان ليس في محور الاهتمام، فهو متروك، والاهتمام ينصب على الحرب الكونية في اوكرانيا، داعيا الى خلق قواسم مشتركة داخلية للخروج من الازمات اللبنانية .
وقال: “ان الانتخابات النيابية لم تفرز اكثرية، فهل نبقى نتبادل الاتهامات ونهاجم بعضنا؟ علينا التواصل مع بعضنا للوصول الى توافق، فما من احد يستطيع ان يلغي الاخر، ونحن نقوم بجهود في هذا المجال، مبديا استغرابه الشديد من انه في ظل الاتفاق الايراني – السعودي، كنا نتوقع ان ينعكس ايجابا على لبنان، ولكن نرى استنفارا للخطاب في لبنان وبتنا نشهد تصعيدا اكثر، وقد بدأت بالصواريخ من جنوب لبنان، وتلاه خطاب سياسي عال، هذا امر غريب، علينا الاستفادة من مفاعيل هذا الاتفاق ..!! لذلك نحن لن نتراجع في تغليب لغة العقل والحوار .
الحجار
ثم انتقل الوفد الى دارة النائب السابق محمد الحجار في شحيم، حيث اشار الأرشمندريت ديب الى العلاقة التاريخية التي تربط دير المخلص مع شحيم وعائلة الحجار فيها، مؤكدا على متابعة هذه العلاقة، آملا ان تتحول ظروف البلاد الى الأحسن، ويشهد لبنان تغييرا كبيرا في أوضاعه، ليعود وينهض الى مكانته السابقة .
بدوره الحجّار رحّب بوفد الرهبانية المخلصية في منزلهم و بين أهلهم في الإقليم. و أكد الحجار أن فرحة المؤمنين الصائمين في عيد الفطر إنما هي لثقتهم بأن صيامهم خلال الشهر الفضيل سوف ينال الجزاء إن شاء الله من رب العالمين، و هي ثقة و يقين تعطيهم الطمأنينة دائما، طمأنينة للأسف فقدوها في لبنان في ظل الادارة العقيمة لمختلف الأفرقاء السياسية الذين لا هم لهم سوى تحقيق نقاط من هنا و هناك دون أن يرف لهم جفن على ما آلت إليه أوضاع الناس. و لفت الحجار إلى أن داره ستبقى مكان للإلتقاء بين كل أهالي الإقليم بكافة تلاوينهم وللتأكيد على الأخوة و العلاقة الطيبة بين كل مكونات الإقليم لتجسيد الفرح الذي يجلبه علينا عيد الفطر السعيد.
وتمنى الحجار أن يستفيق المسؤولون في لبنان على هول الأوضاع، ويحكّموا ضميرهم ولو لمرة ويضعوا لبنان على سكة التعافي، بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة قادرة على القيام بالإصلاحات اللازمة التي لا سبيل بدونها لخروج لبنان من قعر الجحيم الذي بشرونا ونعيش فيه .
اللواء عثمان
وإختتم وفد الرهبانية المخلصية، جولته بزيارة الى دارة المدير العام لقوى الأمن الداخالي اللواء عماد عثمان، في بلدة الزعرورية، حيث هنأه بعيد الفطر، بحضور رئيس البلدية سلام عثمان، وكانت مناسبة، نوه فيها الأشمندريت بدور قوى الأمن الداخلي في الحفاظ على الأمن والإستقرار في البلاد، في ظل ظروف وأوضاع صعبة للغاية، داعيا الى تضافر جهود جميع القوى لإنقاذ لبنان من محنته .