ألقى اللواء عباس ابراهيم كلمة في اللقاء، الذي عقد في اوتيل le gabriel في الاشرفية لمناسبة ذكرى ١٠ سنوات على اختطاف المطرانين يازجي وابراهيم بدعوة من اللقاء الاورثوذكسي والرابطة السريانية، قال فيها: “يشرِّفُني مشاركَتِم اليومْ في هذا اللقاء التضامني لمناسبةِ مرورِ عشرِ سنواتٍ أليمةٍ على اختطافِ المطرانَيْن بولس يازجي ويوحنا ابراهيم في سوريا. لقد عَمِلْنا ولمْ نزَلْ وسنبقى في خدمةِ الانسانْ، ولأنَّ الانسانْ هو القضية قُمنا بما قمنا به رغمَ كلِّ الافتراء والتجنيّ”.
وأضاف اللواء ابراهيم: “أَذكُرُ مِمّا أذكرْ عندما نجحنا في تحريرِ راهباتِ معلولا بتاريخ العاشرْ من آذار من العام 2014، وذلك بعد أشهرٍ متواصلة من الجهودِ والصعوباتِ والمعاناةِ، كان أكثرَ ما فاجأني في اليوم التالي آنذاك، وبالرغم من الصدى الايجابي على الصعيدين المحلي والعالمي، تغريدةٌ لأحدِ السياسيين يقولُ بِما معناه “ما علاقةَ الأمنِ العامِ اللبناني بالعملِ على إطلاق سراح أو تحرير راهبات لَسْنَ لبنانيات”. بالطبع لمْ نَرُدّ ولمْ نُعلّق على هذا المضمون المُعيب ولكنّني تساءَلْتُ عن جنسيةِ سَيِّدْنا عيسى عليه السلام، سيدنا المسيح، فهل كان لبنانياً أمْ سورياً أم فلسطينياً أم فرنسياً..؟” ماذا كانت جنسيةُ سيدْنا عيسى؟ أَوَلَيْسَتْ الراهباتُ من أتباعِهِ؟ لكنّ اكتَفَيْنا بهذا القدر من المرارةِ لأنّنا نعلمْ مكنوناتِ السياسة والساسة وانطلاقاً من القناعةِ الانسانية وبعيداً عن الحساباتِ والهوياتِ الطائفية الضيقة، كانَ لنا تَدخُّلٌ مباشرٌ في قضية المطرانَيْن منذ اللحظةِ الاولى لاختِطافِهِما. أجريتُ الاتصالاتِ اللازمة بالسلطاتِ السوريةِ المعنيةَ بمتابعةِ هذه الملفات وقمنا بزيارةِ دولةِ قطر للغايةِ نفسِها. ثُمَّ توجّهنا الى العاصمةِ الروسيةِ موسكو حاملين همَّ ملفِ المطرانَيْن المخطوفَيْن في ضميرِنا. كما كُنَّا على تواصلٍ دائمٍ مع السلطات ِالتركية وصولاً الى التواصل مع اليونان، وذلكَ لارتباطِ قضيةِ أحدِ الموقوفينَ هناك بالمجموعةِ التي اختطفت المطرانين. لقد كان عنوانُ حراكِنا التكتّمْ والصمتْ حول ما نقومُ به، وايماناً منا بأحقِيّةِ هذه القضية”.
وتابع: “لقد كان المطران يوحنا ابراهيم يحملُ في قلبه المحبةَ وروحَ التضحية، وهنا أكشُفُ لكم أنه قُبَيْلَ اختطافِه بأسبوع، ارسلَ لي رسالةً وكنتُ حينها أيضاً أعملُ على تحرير مختطفين في تلك المنطقة، وقد تضمّنت رسالة المطران ابراهيم التالي: إنني مستعدّ أن أكون عوناً له في هذه القضية كوني مقبولاً من الجهة الخاطفة وأعبُرُ حواجِزَهم يومياً دون أيّةِ مضايقات”. للأسف تمّ اختطاف المطران ابراهيم من قبل هؤلاء الارهابيين أنفُسَهُم بعد مرورِ أسبوعٍ على هذه الرسالة”.
وقال: “اسمحوا لي أن لا أكْشِفَ عن كل ما لديَّ من معلوماتٍ ومعطياتٍ تتعلّق بهذه القضية الانسانية لأّن الصمتَ هو المِدماكُ الاول لتحقيق حرية المخطوفين وإغلاق هذا الملف وإعادَتِهما سالمين”.
اضاف: “لقد مرّت عشرُ سنواتٍ من الظلمِ والقهرِ فَقَدَ خلالَها هَذَيْن الأخَوَيْن أعزّاءَ لهُما طيلةَ فترةَ غيابِهِما. واليومْ كل ما يمكنْ قولَهُ انه وبكلِّ إصرارٍ وتصميم وفي أيِّ موقِعٍ تواجَدْنا فيه، مستمرون في العمل على إنهاء هذه القضية لأنها عُنوان لما نُؤمِنْ به من انتماءٍ لهويةٍ أساسَها التكامُل الانساني، وليس فقط التعايش بين الاديان في هذه المنطقة التي كانت مهداً للأديان السماويةِ الثلاث. كما وأننا لن نسمح لهذه الارض المقدّسة حيث وطأ فيها السَيّدْ المسيح، أن تفقِدَ عباءةَ قِدْسِيَّتِها تماماً كما نقاتل من أجلِ لبنان الرسالة والوطن ليبقى هذا نموذجاً صارخاً للعالم عن قيمةِ حوارِ الاديان والحضارات بوجهِ الذين يدفعونَه الى صدامٍ لن يبقي ولن يذِر. وسيبقى لبنان وطنَ الانسان مهما عاثوا فيه خراباً فساداً”.
وختم: “من على هذا المنبر، أُكَرِّر إنطلاقا من إلتزامي الراسخ بحماية الانسان، في كل مكان، أنَني لن أتوانى عن الاستمرار في الجهود من أجل الوصولِ الى الحقيقة، وهذا أقل ما يُحتِّمُهُ علينا واجبَنا الانساني والوطني”.