أوضح مدير مستشفى الحريري فراس ابيض، انه “قبل بضعة أيام، توفي مريض في منتصف العمر مصاب بكورونا في وحدة العناية المركزة لدينا. من الصعب أن تفقد مريضًا، لكن الخسارة كانت اشد وقعا على احد العاملين من الطاقم المعالج، والذي لم يكن بالإمكان مواساته لأيام. كان المريض قد امضى معنا مدة تقل عن أسبوعين، عادة ما يعتصرنا هذا الحزن بعد فقدان أحد أفراد الأسرة أو صديق عزيز. ومع ذلك، لم تكن ردة الفعل هذه من الفريق لدينا مفاجئًة. يتطلب حسن الرعاية وخاصة في العناية المركزة، قدرا من الاستثمار العاطفي في المريض. الاطباء والممرضون لا يداوون المريض فحسب، بل يشعرون معه و يهتمون به أيضا”.
وأضاف، “يحتاج مرضى كورونا في العناية المركزة إلى قدر هائل من الجهد والبعض منهم لن يتعافى. بعد هذا العمل المضني والاستثمار العاطفي من الطاقم، يمكن أن تكون الخسارة مدمرة نفسيا. ومع ذلك، يتعين على افراد الطاقم العثور على القوة الداخلية للمضي قدمًا وبدء رحلة جديدة مع مريض آخر. لكن، لا توجد ضمانات. بحسب الاحصائيات، يتوفى أكثر من ثلث مرضى كورونا في العناية المركزة بالرغم من الجهود المبذولة. العمل في وحدة العناية وقت الكورونا ليس سهلا، من الصعب ان لا تتأثر. تخسر، تبدأ من جديد، تهتم، تساعد، ثم ربما تخسر مرة أخرى. في بعض الأحيان أتساءل كيف يستمرون”.
وتابع، “في الآونة الأخيرة، كانت هناك أخبار عن قرارات لعدد من الأطباء والممرضات بترك مهنتهم. أنا لا استغرب ذلك. يتعرض العاملون في الرعاية الصحية لضغط لا يطاق، والعديد منهم مرهقون نفسيا. ومع ذلك، فإن معظمهم يتحملون أعباءهم في صمت ويستمرون في العطاء. لا شك اننا عاجزون عن ان نوفيهم حقهم”.