أشار وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحاج حسن إلى أن “هناك حراكا دوليا في سبيل تخفيف العقد السياسية الداخلية، ولكن هذا لا يكفي إذا لم يكن هناك إرادة للحوار داخليا، ونحن دعاة حوار”.
جاء ذلك خلال رعايته حفل افتتاح “الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب”، بالتعاون مع وزارة الزراعة، وبالشراكة مع منظمة “اليونيسف”، معمل “القرية” للأجبان والألبان في سهل بلدة إيعات، في حضور ممثلين عن سفارتي سويسرا وهولندا ومنظمات دولية، ورؤساء وأعضاء مجالس بلدية.
وأضاف الحاج حسن: “يذكرنا الصقيع هنا بواقعنا السياسي، ولكن حكما بعد هذا الواقع هناك ربيع. كم نتمنى على السادة السفراء الحاضرين ومن يمثلهم أن ينقلوا إلى كل العالم إرادتنا وقوتنا من بعلبك، واننا قادرون على حل أزماتنا السياسية داخليا بمساعدة خارجية”.
وتابع: “شكرا لليونيسف ولكل الفاعلين على إنجاح هذا المشروع، شكرا للجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب التي تجعلني أؤمن ان الربط وتوحيد الجهود بين القطاع الخاص والقطاع العام والمؤسسات الدولية والهيئات المدنية أمر واجب يحتم النجاح، وهذا المشروع قصة نجاح بلا أدنى شك. ونحن نتحدث الآن هناك في المقلب الآخر في بعلبك البنك الدولي يشرح ويناقش ويتفاعل مع مزارعين ونقابات وتعاونيات زراعية وغذائية وغيرها في سبيل أن نطرح رؤية واحدة مع البنك الدولي ووزارة الزراعة والمجتمع المدني”.
وأردف: “بدأنا في بعلبك لأننا نؤمن أن صورة الوطن الصحيحة والحقيقية هي في بعلبك، غير كل ما يقال في الإعلام، وكل ما الصق بنا، نحن الذين نؤمن بالشراكة مسلمين ومسيحيين، نحن الذين نؤمن ان عمقنا عربي ووجهنا أيضاً لناحية أخرى باتجاه الاتحاد الاوروبي والاميركيتين، لا لشيء إلا لأننا نعرف تماما ان حجم هذا الوطن هو بحجم هذه المنطقة، وإن دورنا لطالما كان توفيقيا في هذه المنطقة، وسيعود باذن الله”.
وأكد أن “العلاقة التي ستربط وزارة الزراعة بهذه المنطقة ومناطق لبنان، تعتمد أولا على أن يكون هناك رابط بين الناس وبين المؤسسات العاملة في هذه المنطقة ووزارة الزراعة. ونتمنى على الهيئات المانحة أن تأتينا في أول الربيع إلى بعلبك لنطلق رؤية وطنية في سبيل نهضة الاقتصاد اللبناني بأمه وأبيه، لان العمل الجماعي يؤسس لأن يكون هناك نهضة وطنية”.
وختم الوزير الحاج حسن: “لا نحب أن نستجدي ما يساعد الناس آنياً، ولكن نطمح ونريد أن يكون لدينا انتاج محلي حقيقي واقتصاد منتج، يؤسس لأن نكون دولة قوية ضمن منطق الاقتصاد الحر والمنتج، وبعيدا من كل ريعية”.
اللقيس
وبدوره شكر مؤسس “الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب” الدكتور رامي اللقيس منظمة “اليونيسف” ووزارة الزراعة “وكل من ساهم بتفعيل هذا المعمل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة”.
وتابع: “نحتفي اليوم سويا بافتتاح هذا المعمل لأن هدفنا الاساسي أن نواجه معا الأزمة التي يعاني منها لبنان، وذلك من خلال تعزيز دور الشباب. المعمل الذي ينطلق اليوم في مرحلته التجريبية الأولى يدار بواسطة الشباب، من المدير إلى الفريق الانتاجي حيث يشكل الشباب تحت 24 سنة حوالي 70 % من فريق العمل. وهو من اهم الانجازات التي حققتها جمعيتنا بالشراكة مع اليونيسف التي آمنت بالشباب وعلمتنا أن نؤمن بأهمية دور الشباب”.
ورأى أنه “في المجتمعات المحافظة والمجتمعات البعيدة عن المركز، لا تأخذ الناس حقوقها وبخاصة الشباب، نحن اليوم رسالتنا ليس انتاج الألبان والأجبان وانتاج المواد الغذائية التي تدعم الأمن الغذائي فقط، بل إنتاج افكار جديدة تهدف إلى دعم صورة الإنسان، بخاصة الشباب والصبايا في هذه المنطقة. لذا نحن نؤمن بهم وإيماننا بهم أنتج النموذج الذي نقدمه اليوم”.
وأعلن: “على مستوى المعمل نحن اليوم ننتج أكثر من 18 طنا من الحليب نستخدمها لإنتاج تشكيلة واسعة من الأجبان البيضاء والصفراء، اللبن، اللبن المحلّى، اللبنة وجميع مشتقات الحليب. وسيوفر المعمل فرص عمل لعدد كبير من الأشخاص خاصة الشباب، ثانيا سيكون مركزاً للتدريب ومساحة للتعلم، حيث سيكون هناك دورات تدريبية مستمرة تهدف إلى تطوير قدراتنا الإنتاجية وتعزيزها، ثالثا يساهم في توفير فرصة لأصحاب المزارع الذين يواجهون صعوبة في تصريف انتاجهم، إذ بإمكانهم الاستفادة من المعمل لإنتاج الألبان والأجبان باسمه، وهذه تجربة جديدة اسمها الحاضنة الصناعية الزراعية التي تهدف إلى تطوير الإنتاج وتصنيعه، وفي الوقت نفسه توفير الأمن الغذائي، رابعا نتيجة اعتمادنا على الشروط الصحية الصحيحة سيساهم بخلق صورة أفضل للإنتاج المحلي على المستوى الصحي والمستوى الغذائي”.
وقال: “نتوجه إليكم لتقديم الدعم من أجل إنهاء هذه المرحلة، اذ ما زلنا نحتاج الى توفير الطاقة في عملية الانتاج، وقد ساهمت الOXFAM بتأمين مبلغ بسيط لتوفير الطاقة من أجل تخزين الأجبان، وراتب لمدة ستة اشهر لفريق العمل، لذا نتمنى منكم مواصلة دعم المشروع خاصة انه يحتاج عناية صحية خاصة على مستوى معالجة المياه الآسنة التي يفرزها المعمل. وبالنتيجة هذا مشروع بيئي إنتاجي شبابي، متكامل اقتصاديا يكوّن صورة جديدة عن دور الشباب في بناء مجتمعهم وبناء علاقاتهم الاجتماعية وتحفيز دورهم في بناء اقتصاد مستقبل بلدهم”.
وبدوره ممثل اليونيسف في لبنان إدوارد بيجبدير قال : “إن استثمارنا في هذه الحاضنة هو استثمار في إمكانات الشباب للمساهمة في تطوير سبل عيشهم المحلية واقتصادهم”.
وأضاف:” أظهر المسح الذي أجريناه في عام 2022 أن 58 % من الشباب لم يكونوا متفائلين بشأن العثور على وظيفة وأن 41 % شعروا أن فرصتهم الوحيدة هي البحث عن فرص خارج البلد. تفكيرنا الجماعي يركز على دعم الشباب في لبنان من أجل منحهم الأمل وخلق الفرص لهم وسط اليأس المتزايد المفروض عليهم في هذه الأزمة “.
واستعرض بيجيدير بعض الأرقام التي تعكس حجم وطبيعة التدخلات في مجال دعم الشباب، ولفت إلى أن “اليونيسف دعمت توفير برامج بناء المهارات والتدريب المختلفة لضمان مساهمة الشباب في إنشاء وتشغيل الحاضنة. فخلال عام ونصف العام الماضيين، تم تدريب 68 شابا وتوظيفهم في تربية المواشي وصناعة الألبان، و 92 في أعمال البناء، و 26 في أعمال الصرف الصحي، و 148 في الزراعة الميكانيكية وصيانة المعدات”.