أقامت وحدة النقابات والعمال في “حزب الله” حفل تخريج دورة الكوادر النقابية- المستوى الثاني، في قاعة اتحاد بلديات بعلبك، برعاية نائب رئيس المجلس التنقيذي ل”حزب الله” الشيخ علي دعموش، وحضور النائب الدكتور علي المقداد، مسؤول منطقة البقاع الدكتور حسين النمر، مسؤول وحدة النقابات والعمال المركزي هاشم سلهب، رئيس اتحاد بلديات بعلبك ومسؤول وحدة النقابات والعمال في البقاع شفيق شحادة، مسؤول قطاع بعلبك يوسف يحفوفي، رئيس نقابة أصحاب المحال والمؤسسات التجارية في البقاع محمد حسن كنعان، وكوادر نقابية.
رعد
وألقى الدكتور حسن رعد كلمة الجمعية اللبنانية للعلوم الادارية، فقال: “هذه الحقيبة التدريبية التي قدمت من قبلنا، أتت تلبية لتحديد احتياجات حددتها وحدة النقابات والعمال لهذا المستوى من النقابيين الكوادر، وتهدف إلى تنمية قدراتهم الإدارية، ليزدادوا كفاءة وفعالية في إدارة الملفات التي يتولون مسؤولياتها”.
واشار إلى أن “التدريب شمل 7 محاور من الوظائف والمهارات والأدوار هي التالية: الإبداع، التخطيط، التواصل، العلاقات العامة، التفاوض، حل المشاكل واتخاذ القرار، وإدارة الوقت”.
شحادة
وبدوره أكد شحادة أن “العمل النقابي يواجه الكثير من العقبات التي تعيق حركته، والواقع والظروف التي نمر بها باتت تؤثر بشكل مباشر على العمل وبنيته الأساسية، وحتى على برامج العمل المبنية على الخطط السنوية، فحال النقابات العمالية اليوم لا يسر أحد باعتبارها تقف عاجزة أمام القيام بواجباتها ووظيفتها الحقيقية وعدم مقدرتها على التكيف مع الواقع الجديد في ظل الأزمة الاقتصادية التي نعيشها والتي نتجت عن العديد من الضغوطات والتدخلات التي فُرضت على الشعب اللبناني عموماً وعلى بيئة المقاومة خصوصاً بهدف تحقيق نصر عجزت جيوش أعدائنا عن تحقيقه”.
وشدد على أهمية “دعم العمل الناجح والمبني على التخطيط السليم، لما تمثله النقابات من ثقافة وقيم عمالية نقابية تسعى للحفاظ على العمال وعلى تحقيق تطلعاتهم الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية وتدافع عن حقوقهم ومطالبهم، فكان عنوان المرحلة التي أطلقها مسؤول وحدة النقابات والعمال لهذا العام “التركيز وقوة الحضور” والذي يتمثل بمجموعة من المفاهيم والقيم النقابية التي تؤسس لتحقيق هذه الغاية، كما يتجلى هذا العنوان أيضاً بتفعيل مبدأ الاستقلالية للنقابة في إدارة شؤونها الداخلية واهتمامها بالبعد العمالي قدر المستطاع من خلال التواصل والاتصال الفعال بالعمال في كل مواقع العمل وتلمُّس مشاكلهم وقضاياهم والعمل على تفعيل المطالبة بحلها عبر الوسائل المتاحة والعمل وفق خطط ممنهجة تحت إشراف معاوني مسؤول الوحدة في المناطق”.
واضاف: “تم وضع الخطط المناسبة لتفعيل مكتب التشغيل واستثمار المخرجات الناتجة عنه لصالح البيئة الحاضنة بهدف التخفيف ولو بشكل جزئي من المعاناة الإقتصادية والإجتماعية التي نمر بها”.
ورأى ان “الإصرار على الصمود والإستمرار والتطور هو خيار جميع النقابيين على الرغم من العقبات التي نواجهها وإياهم، لاسيما المالية منها، بسبب الأزمة الإقتصادية التي يعاني منها الجميع والإرتفاع الجنوني للأسعار لاسيما تكاليف النقل والمحروقات ما انعكس سلباً على الحضور النقابي الفاعل”.
دعموش
ودعا الشيخ دعموش إلى “اكتساب المعارف والعلوم والكفاءات والمؤهلات التي تجعلنا في الموقع الذي نطور فيه أعمالنا ونخدم من خلاله أهلنا الذين هم اليوم بأمس الحاجة إلى الخدمة من أجل التخفيف من معاناتهم نتيجة الأزمات الكثيرة التي نعيشها في هذا البلد”.
وقال: “نحن نعمل مع كل المعنيين من أجل ان يحصل إخواننا على الكفاءات المطلوبة لتطوير أعمالهم ولإنجاز هذه الخدمة العظيمة لأهلهم في مختلف المجالات، ولا شك ان تعزيز الكفاءات والمهارات النقابية هو أمر أساسي وضروري، كما هو الحال في مختلف المهارات التي تساهم في تطوير العمل في أي مجال، لخدمة اهلنا، وللمساهمة في ازدهار وتطوير وتعافي هذا البلد من أزماته التي يعاني منها”.
وأضاف: “كما يعمل الإنسان على تنمية شخصيته في الجانب العملي، يجب أن لا يغفل عن تنمية وتعزيز الجانب الروحي والمعنوي في شخصيته، فنحن رساليون وننتمي إلى مسيرة إيمانية وجهادية، والجانب الروحي هو عنصر أساس في بناء الشخصية الإنسانية العاملة والمتصدية للشأن العام، والتي تتطلع إلى تطوير وطنها وخدمة أهلها، لذا المطلوب تمتين العلاقة بيننا وبين الله، وتعزيز الرابطة الروحية التي تربط كل واحد منا بربه ورحمته، وأن نعبر عن انشدادنا العاطفي والنفسي والوجداني نحو الله، وهذا يحتاج إلى التنميى باستمرار، بالتربية والتزكية والتهذيب والمحاسبة حتى يعمق الانسان هذه العلاقة بينه وبين الله سبحانه وتعالى”.
وتابع: ” الإنسان المجاهد هو في دائرة استهداف الاعداء، وسقوطه في دائرة شباك العدو، هو أشد وطأة وسوءا من سقوط أي إنسان عادي، لأن في ذلك تشويه لكل المسيرة، لذا يجب ان ينمي الجانب الروحي الذي يحعل لجيه حصانةحقيقية في مواجهة كل الضغوط والتهديدات والإغراءات، وبالتالي بان يكون محصنا في مواجهة كل التحديات والأزمات”.
ورأى أن ” لبنان مع تفاقم الازمات بات على مشارف الإنهيار الشامل، إن لم يبادر المسؤولون الى تحمل مسؤولياتهمالمطلوبة، فالدولة باتت مشلولة ومعطلة، والمواطنون هم من يدفع الثمن، وبدل أن يبادر السياسيون والمسؤولون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى في هذا البلد، نراهم يتلهون بالمناكفات والكيديات السياسية التي تزيد من التشرذم والانقسام في البلد، لم يعد لدينا متسع من الوقت للكيد السياسي ولا لتقاذف المسؤوليات”.
وأردف: “أوضاع الناس والحال الذي وصل إليه البلد يتطلب من الجميع ان يتحمل مسؤولياته، وكل يوم يتأخر فيه إنجاز الاستحقاق الرئاسي، يزيد الامر سوءا على الصعيدين الاقتصادي والمالي، ويعود البلد إلى الوراء، ونقترب أكثر فأكثر من الانهيار الشامل. لذا يجب ان يقتنع اللبنانيون ان الخارج لا يملك كل مفاتيح الحل في لبنان، لا بل ان الخارج منشغل اليوم عن لبنان، ولم يعد بالنسبة إليه أولوية، وان الحل لا يمكن إلا أن يكون على أيدي اللبنانيين”.
واعتبر ان “الحوار والتلاقي والتفاهم بين الجميع، هو الذي يؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وليس إصرار الفريق الآخر على التحدي والمواجهة، لقد فشل على مدى 11 جلسة بأن يوصل مرشحه إلى رئاسة الجمهورية، وبالتالي يتحمل مسؤولية الفراغ الرئاسي من يصر على مرشح ليس له أفق في النجاح، وليس له أمل في أن يصل إلى سدة الرئاسة”.
وأعلن: “التوازنات القائمة بين الكتل النيابية، تؤكد ان لا حل إلا بأن نذهب إلى التوافق، وتجارب الماضي والحاضر هي أمامنا”.
وختم دعموش: “المطلوب من كل القوى السياسية وقف المناكفات السياسية والكيديات، وأن نعمل جميعا بالشراكة والتوافق والتفاهم والتلاقي، من أجل أن ننقذ بلدنا ونأخذه إلى بر الأمان”.
وتخلل الحفل عرض “ريبورتاج” مصور عن مكتب التشغيل.
وختاما وزع دعموش والمقداد والنمر وسلهب وشحادة ورعد ويحفوفي الشهادات على الخريجين.