استقبل بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل في مقره الرسمي، سفير لبنان في روسيا الاتحادية وعميد السلك الدبلوماسي العربي فيها شوقي بو نصار، تعبيرا عن دعمه ومحبته للبنان وكبادرة تقدير لدور السفير اللبناني وفي تجاوز هو الاول من نوعه منذ اعوام طويلة للبروتوكول المتبع في الكنيسة الروسية والذي يسمح فقط لرؤساء الدول او الحكومات بلقاء البطريرك كيريل.
وتم البحث، بحسب بيان، في اوضاع لبنان والمنطقة والمسائل التي تهم البلدين، ثم شكر بو نصار للبطريرك “لفتته الكريمة ونقل له تحيات وتقدير رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومحبة اللبنانيين بكل طوائفهم وانتماءاتهم ، والذين يقدرون عاليا دعم روسيا لبلدهم وللقضايا العربية عموما، في ظل القيادة الحكيمة للرئيس بوتين”.
واشاد ب”الدور الكبير الذي تقوم به الكنيسة الروسية بتوجيه من صاحب القداسة لناحية تقديم المساعدات الانسانية في لبنان، بخاصة في الاوقات الصعبة التي مر ويمر بها، وتحديدا اثناء انتشار وباء كورونا، واثر الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت ، بالاضافة الى المساعدات المقدمة للنازحين السوريين على اراضيه”.
من جهته رحب البطريرك كيريل بالسفير بونصار معربا له عن “تقديره للدور الدبلوماسي الفاعل الذي يقوم به منذ حوالي العشر سنوات لتعزيز وتطوير علاقات الصداقة والتعاون بين روسيا ولبنان”، واكد “اهتمام روسيا دولة وكنيسة بالشأن اللبناني”، مشيرا الى “العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين منذ القرن الثامن عشر حين كانت البعثات ايام الامبراطورية الروسية تحج الى الاماكن المقدسة في لبنان والمنطقة، وتساهم في بناء المدارس والكنائس في العديد من المدن والقرى اللبنانية والتي لا يزال بعضها قائما حتى يومنا هذا”.
وامل ان “ينجح اللبنانيون في انتخاب رئيس جديد للجمهورية في اقرب فرصة ممكنة”، منوها ب”النظام اللبناني الذي يحترم التنوع الديني ويحفظ التوازن والحقوق بين مكونات المجتمع، وهو امر يستحق التقدير والاعجاب”.
وطلب البطريرك من السفير بو نصار نقل تحياته الى الرئيس ميقاتي والمسؤولين ورؤساء الطوائف، ومحبته واطيب تمنياته لابناء الطائفة الارثوذكسية الذين يتابع اوضاعهم عن كثب من خلال ممثل بطريرك انطاكيا وسائر المشرق في موسكو وصديق روسيا منذ ما يزيد عن الاربعة عقود المتروبوليت نيفن صيقلي وللشعب اللبناني بكل فئاته”، متمنيا ان “يتمكن من زيارة لبنان خلال العام المقبل اذا سمح برنامجه مستذكرا زياراته السابقة الى هذا البلد الجميل والفريد في منطقة الشرق الاوسط”.
وفي الختام قدم بو نصار الى البطريرك كيريل هدية عبارة عن طقم للمائدة من الصناعة الجزينية الفاخرة، في حين قدم قداسته الى السفير ميدالية الكنيسة الروسية وكتابا من تأليفه .
اشارة الى ان البطريرك كيريل يكتسب لقب القداسة كون كنيسته هي الاكبر على الاطلاق بين الكنائس الارتوذكسية في الدول والمناطق الاخرى ، حيث يزيد عدد رعاياها عن المئة وخمسين مليون مؤمن.