الأسرة المفككة ….
من النادر أن تكون حياة الأسرة كاملة وسعيدة طوال دورة حياتها هناك أنواع من الأزمات تليها فترات من التوافق وإعادة التنظيم ولكن عندما تتفاقم هذه الأزمات تؤدي إلى تفكك الأسرة وهذا ما يسمى بالتفكك الأسري .
يعتبر التفكك الأسري أو الطلاق الصامت من أخطر المشاكل في المجتمع وقد يكون سببه غياب الأب أو الأم أو الإثنين معاً.
يتمثل هذا التفكك بإنشغال الأهل عن أولادهم ويليه قطيعة بالتواصل الفكري والجسدي ويصبح كل فرد منعزل عن الآخر و له عالمه الخاص.
فالأم مثلاً لها حياتها الخاصة بعيدة عن أبنائها إما في عملها خارج البيت أو متواجدة بالمنزل ولكنها منشغلة بمواقع التواصل الإجتماعي .
أما الأب غائب حاضر، لا يهتم لأمور الأبناء وينصب كل إهتمامه على تأمين الحاجات المادية فقط أو مهتم بأشياء ثانوية خارج المنزل .
تصاب الأسرة بنوع من الفتور بين أفرادها و تصبح العلاقة بين الرجل و المرأة باردة : لا حوار، لا مشاعر،لا خروج، لا جلوس، لا مأكل على نفس الطاولة… لا يوجد أي إهتمامات مشتركة فيما بينهم.
كذلك إعتماد الأم على الخادمة في المنزل التي تقوم بكل الأدوار ، فيتعود الأولاد عليها ويتشربون ثقافتها وعاداتها ولغتها بالإضافة إلى بعض العنف والتهديد الذي يتلقونه منها أحيانا.
من العوامل الرئيسية للتفكك أيضا تدخل الأقارب بحياة الزوجين( أهل الزوج وأهل الزوجة)، مقارنة حياتهم بحياة الآخرين، سوء إختيار الشريك، الهجرة من أجل العمل، ضعف الإيمان مع عدم الإلتزام بالحقوق الزوجية المتبادلة حيث لا مودة ولا رحمة ولا إحترام ……..
هذا كله يؤدي إلى إنهيار الأفراد و بالتالي تنهار الأسرة .
وما زلنا نتسائل عن سبب إنتشار حالات الطلاق بين الزوجين أليس بعض هذه الأسباب كافية لكي تفكك أسر بأكملها ؟
هناك أيضا ما هو أخطر من الانفصال هو” الطلاق الصامت” حيث يعيش الزوجين تحت سقف واحد يحافظون على إسم العائلة و دورهم أمام أولادهم و لكنهم بعيدين روحيا وجسديا ومعنويا، هذا ما يسبب ضغط نفسي لكل من الطرفين، هنا يكون الطلاق النهائي هو الأنسب في هذه الحالة.
عند الانفصال لا بد أن يحرص الأب على رؤية الأم لأولادها وعدم حرمانها منهم وكذلك رؤية الزوج لأولاده إذا كانوا مع الزوجة أيضا فالأولاد يتغذون من كلمات الحب والمعاملة الحسنة بين الأهل .
وأخيرا نسأل الله أن يحمي الأسر من التفكك وتبقى التوعية بمخاطر التفكك ضرورية جدا من أجل الحفاظ على التماسك الأسري في المجتمع .
“حسناء شحاده ”