جال وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض، في مخيمات النازحين السوريين في بلدة عرسال على رأس وفد من المنظمات الدولية. شملت الجولة بئر وادي السويد المعطل في البلدة مطلعا على الوضع الوبائي والإجراءات المتخذة لتفشي الكوليرا في البلدة بعد تسجيل ٤ اصابات.
وعقد الوزير الأبيض اجتماعا في مركز بلدية عرسال في حضور النائب ملحم الحجيري، رئيس البلدية باسل الحجيري، رئيس جهاز استخبارات البقاع الشمالي العميد ملحم حدشيتي، زاهي شاهين ممثلا رئاسة الحكومة وخلية الازمة.
الأبيض
وأكد الوزير الأبيض أن “وزارة الصحة كشفت عن أربع إصابات إيجابية، وكان من الأهمية ان نأتي ميدانيا لنرى ما يحصل على الارض، في حضور النائب ملحم الحجيري، رئيس البلدية باسل الحجيري والجمعيات الأهلية والمحلية وفرق الصليب الأحمر اللبناني والمستجيب الأول، لكي نفهم الأوضاع”.
أضاف: “المحطة الأولى كانت بئر وادي السويد في عرسال، وجدنا المحطة متوقفة عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ما يؤدي إلى عدم وصول المياه النظيفة لأهلنا في عرسال والى المخيمات. مواجهة الكوليرا تحتاج إلى مياه نظيفة وشبكة مياه سليمة وصرف صحي جيد، وغير ذلك من الصعوبة السيطرة عليها”.
وقال: “من عرسال نرفع صوتنا مع أهالي عرسال من أجل النظر في وضع المحطة وادراجها على سكة الحل. هناك مشاريع عدة للمياه النظيفة. اليونيسيف رفعت مشكورة كميات المياه التي تقدم إلى النازحين، ورفعت نسبة كميات الشفط من الحفر الصحية وعلينا أن نكثف نشاطات التوعية، والمواجهة بالتوعية واستخدام المياه السليمة. هناك خطة وضعت لإدارة الكوارث، ومعنا هنا زاهي شاهين من رئاسة مجلس الوزراء، وهناك خطة وضعت بالتعاون مع الاهالي والجمعيات ومتطوعين والصليب الأحمر وlost والهلال الأحمر القطري لتقديم الخدمات ومتابعة الحالات والاستجابة، اذا احتاجت بعض الحالات إلى العلاج في أماكنها، وتعمل المستشفيات ووزارة الصحة من أجل تأمين الامصال للناس الذين ليسوا بحاجة للعلاج في منازلهم”.
وشدد على “أهمية التوعية من الجمعيات في المدارس من أجل عام دراسي جيد برفع الجهوزية، عبر مستوصف نقال ومتابعة صحية للأزمة”.
واكد ان “الازمة نتيجة للغياب الرسمي الطويل عن استكمال بعض المشاريع في المنطقة وتنفيذها وهي ما زالت طي الوعود ومنها المستشفى الحكومي في عرسال، وشبكات الصرف الصحي ووعود أخرى لم تنفذ”.
وأشار الوزير الأبيض إلى أن “الموضوع اليوم يتركز على احتواء الوباء، وعدم انتشاره، ولمسنا في عرسال درجة عالية من الوعي لعدم انتشاره”.
وقال: “المطلوب دعم الحكومة والمجتمع الدولي، وواجب المجتمع الدولي تقديم الخدمات. نؤكد على شركائنا الدوليين القيام بواجباتهم، كون العناية بالنازحين لا يقع على البلد المضيف، وهو واجب عالمي حسب شرعة حقوق الإنسان. نؤكد لأهلنا في عرسال واخواننا النازحين أننا نولي الموضوع كل جدية واهتمام وسنخرج من هذه المواجهة من دون اي انتشار، في حال الابتعاد عن الاهمال والتراخي”.
وشدد على “أهمية التوعية من مؤسسات رسمية ودولية وجهات مانحة”، مشيراً الى ان “مسألة التوعية تجنبنا الكثير من العناء”.
أضاف ردا على سؤال: “٤ حالات كوليرا سجلت في عرسال، وانتقل الوباء بين عرسال والشمال لانتقال المنتجات الزراعية وصهاريج المياه، ولبنان بلد شديد الترابط والوعي مطلوب من الجميع”.
وردا على سؤال آخر قال: “أصدرت وزارة الصحة تقريرا ووزعناه على وسائل الإعلام، اما في موضوع الفحوص أحيي فريق الترصد الوبائي الذي يأخذ العينات من المياه المبتذلة واي فحوص ستتابع من الجميع في المناطق كافة، والاماكن المشكوك في أمرها، سنجري فيها فحوصا للمخالطين، وهذا اعتدنا عليه في مرحلة الكورونا بهدف الاحتواء. الخلل بالصرف الصحي واختلاطه بالمزروعات في عرسال يفاقم الموضوع، وفي بعض الأماكن يتسرب الى الآبار الجوفية، وأحيانا اللجوء إلى المياه الراكدة المتوقفة. نحن لا نلوم المواطن الذي لا حل أمامه، من هنا تأتي أهمية إصلاح نبع وادي سويد وإنجاز مشاريع المياه المبتذلة. نحن بحاجة إلى الاسراع في هذه المشاريع بهدف وقف الكوليرا التي يمكن أن تنتشر عن طريق المياه”.
وبالنسبة إلى نفقة علاج المصاب، قال: “في ما يتعلق بالمصابين اللبنانيين، علاجهم سيكون على نفقة وزارة الصحة، اما في ما يتعلق بالحالات الاخرى فهي على نفقة المفوضية العليا للاجئين”.