افتتح وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور جورج كلاس “الملتقى العربي الخامس للسياحة الشبابية” في دار بلدية جونية، حيث أعلنت ايضا “جونية عاصمة للسياحة الشبابية العربية للعام 2023″، في حضور ايلي آصاف ممثلا وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال المهندس وليد نصار، الدكتور سالم درويش ممثلا وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحاج حسن ورئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح – رئيس بلدية جونية جوان حبيش، رئيس الاتحاد اللبناني لـ “بيوت الشباب” احمد حسن رمضان، الامين العام لـ “الاتحاد العربي لبيوت الشباب” أشرف علي عثمان، وشابات وشبان من 12 دولة عربية لجمعيات “بيوت الشباب”، بالاضافة الى ممثلين عن سفارات بعض تلك الدول.
النشيد الوطني بداية، ثم كلمة ترحيبية لجوزفين زغيب، بعدها عرض رمضان لمحة تاريخية عن تأسيس البيوت الشبابية في العالم ولبنان “التي انطلقت من ألمانيا في العام 1909 وبدأت في لبنان في اواخر خمسينات القرن الماضي وتحديداً في العام 1957 مع اول بيت للشباب في محلة رأس النبع لتنتشر بعدها البيوت في لبنان ويتأسس الاتحاد اللبناني لبيوت الشباب في العام 1965 وليبادر لبنان بدعوة الدول العربية لمؤتمر تأسيسي للاتحاد العربي لجمعيات بيوت الشباب”.
وأشار رمضان الى انه “قريبا جدا، ستضاف ثلاثة بيوت شباب ليرتفع العدد الى احدى عشر بيت للشباب، وكل هذا بجهود ذاتية ورغم ما يعانيه لبنان من اوضاع صعبة ولكن الارادة والعزم والأمل بالغد المشرق يحقق لنا ما نصبو اليه”.
واوضح ان “بيوت الشباب ليست فقط مكاناً لإقامة الشباب بل يتخطى دورها الى المساهمة بتوفير التعلم وبناء المجتمع ثقافياً وحضارياً وتحقيق وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وتنمية قدرات الشباب”. ولفت الى ان “الاتحاد اللبناني لبيوت الشباب سيتابع الاستثمار على عائد الشباب، لأنهم عماد الوطن وامل ومستقبل لبنان وسيكون هناك تعزيز لعمل الاندية الشبابية المرافقة لعمل بيوت الشباب”.
وأعلن “اختيار الاتحاد العربي لجمعيات بيوت الشباب ومن خلال هذا الملتقى لمدينة جونية كعاصمة للسياحية الشبابية العربية للعام 2023 وهذا الامر يعود لما شهدته المدينة خلال السنوات الاخيرة من نشاطات ثقافية وشبابية ورياضية وعامل استقطاب سياحي بامتياز”.
وأكد “التحضير لحملة وطنية وعربية ودولية ستبصر النور قريباً لإنشاء بيت الشباب العربي الدولي في بيروت، لتؤكد بيروت دورها الريادي في مجال حركة بيوت الشباب”. وقال: “سنواصل جهودنا مع وزارتي الشباب والرياضة والسياحة والبلديات والمنظمات غير الحكومية لتعزيز انتشار بيوت الشباب في مختلف المناطق اللبنانية”.
عثمان
ثم القى الامين العام للاتحاد العربي لبيوت الشباب كلمة اعتبر فيها “ان الاتحاد العربي لبيوت الشباب وهو الحاضن للجمعيات العربية من المحيط الى الخليج ويسعى لتطوير وبناء قدرات جمعياته على برامج تطبيق الجودة والاستخدام الامثل لتكنولوجيا المعلومات في التواصل والتسويق، وكذلك يشجع الاتحاد على اقامة الانشطة الجامعة للشباب في اطار التلاقي والتعرف على الثقافات والحضارات”. وأشار الى ان “المشاركة الكثيفة اليوم تأتي في سياق التزام الجمعيات العربية الوقوف الى جانب لبنان، متمنين ان تزول هذه الغيمة وينعم لبنان بالرخاء، لأنكم شعب حي ونابض ويحب الحياة”.
حبيش
وكان لرئيس بلدية جونية صرخة فقال: “اليوم نتحمل مسؤولية إضافية بإعلان جونية عاصمة السياحة الشبابية العربية للعام 2023، وفي ظل الظروف التي تحيط بنا سيكون لزاما علي ان اطرح وجهتي نظر. اولا، النعمة التي وهبنا اياها الله من حيث الموقع المميز لمدينة جونية ومناخها وشبابها وشاباتها، ثانيا، هذه السياحة التي تتحدثون عنها اليوم هي السياحة التي نريدها لجونية. نحن نتمنى عليكم يا معالي الوزير ومن خلالكم الى كل المسؤولين والمعنيين في الدولة وفي اداراتها، اننا لا نريد السياحة التي يتم فرضها علينا في الفترة الاخيرة، السياحة التي نريدها هي شبابية، وسياحة الفرح والرياضة اما السياحات الاخرى التي فيها ضرر كبير لمجتمعنا وموبقات يتم إسقاط اسم السياحة عليها، فهذه نرفضها، ونحن نطلب من الجميع اعلاء صوتهم معنا وصرختهم كي نعيد إبراز الصورة الجميلة للبنان ولمجتمعنا”.
أضاف: “ان مستقبل دولنا العربية قائم على شبابنا وشاباتنا وفكرهم المنفتح والحوار والتلاقي، اذ اننا رأينا الى اين أوصلتنا السياسات التي غرقنا بها منذ أربعين او خمسين عاما، وعلينا كإدارات ان نستثمر في هؤلاء الشباب والشابات ليس فقط في جونية ولبنان انما في كل الوطن العربي”.
كلاس
بدوره ألقى الدكتور كلاس كلمة هنأ فيها جونية على إعلانها “عاصمة للسياحة الشبابية العربية 2023″، واصفا المدينة ب “مدينة الحياة، وأيقونة لبنان وشمس المجرة الشبابية”. وقال: “تبتسم جونية اليوم، للوفود الشبابية العربية مادة يدها من اجل بناء السلام والتلاقي على الخير. فليس أجمل من أن تستضيف جونية شباباً عرباً منتظمين في إتحادات بيئية متنوعة ونوعية، تلتقي فيها لتتضامن وتلتئم وتعلن بدفع شبابي وغيرة مشكورة، ان وفود الشباب العرب الذين يلتقون في رحاب (مدينة جونية )، قلب لبنان، بموقعها الجغرافي ورمزيتها الكيانية وتاريخيتها
العريقة و جماليتها الخلابة، إنما هم يؤكدون بحضورهم الكريم على ثلاثية قيم داله:
1- لبنانيا: في التركيز على دوام الثقة بلبنان، امنا و حضورا ودورا توافقيا جامعا.
2- عربيا: في تأصيل فكرة ان يبقى لبنان بوصلة العرب وجسر التواصل بين الشباب وملتقى الأجيال، كما هو مقام الإخوة .
3- انسانيا: في تعميق فكرة التعاون التكاملي، عمودياً من خلال حوار اجيال المجتمع الواحد، وافقيا من خلال التواصل والتفاهمات بين المجتمعات الشبابية العربية بكل ثقافاتها و إنشغالاتها وتراثاتها وماضيها وحاضرها ومستقبلها، وكل ذلك على قاعدة صخرية ناموسها، أن فرادة وخصوصية شبابنا العرب بأصالتهم الفكرية وتعددياتهم العقيدية وتراثاتهم الروحية و تعاليمهم الايمانية السلامية، التي تجعلنا نؤكد أن نوعيتهم بتنوعهم ووحدتهم بتعزيز حوار الحضارات والثقافات والبناء على إنتظارات الشباب ورؤاهم، فتلاقيهم إلى منتصف الطريق قبل ان يغتربوا ويتغربوا ونقول لهم سافروا لا تهاجروا وأبقوا على اوطانكم في قلوبكم، لتبقوا في قلوب الوطن”.
اضاف: “إن مناسبة افتتاح الملتقى الخامس للسياحة الشبابية، الذي دعا اليه الاتحاد اللبناني لبيوت الشباب، في مدينة جونية وإعلانها عاصمة السياحة الشبابية العربية 2023، هي مبادرة مقدرة وخطوة معتبرة من مكتب اتحادات بيوت الشباب العرب الذين نرحب بهم ونشكر إسهامهم بإنجاح هذه المناسبة الحضارية التي لها وقعها في الوجدان اللبناني الرسمي و الشعبي”.
وتابع كلاس: “إنني باسم وزارة الشباب والرياضة أثمن عاليا هذه الخطوة – القرار وأضع قدرات الوزارة وإمكاناتها بتصرف إنجاح هذا العمل الرائد، بالتعاون مع وزارة السياحة والاتحادات الشبابية وبلدية جونية، لأن في دعم و تحقیق وإنجاح هذا المشروع الطموح تأكيد على أن لبنان هو ساحة ثقافية حوارية سياحية شبابية وسلامية ، وهو إضمامة قيم أصالة وتراث وحرية محورها أن لبنان باق في قلب العرب، والعرب راسخون في قلب لبنان”.
واردف كلاس:” لقد سبق ان طرحنا كوزارة الشباب والرياضة موضوع اطلاق “بيروت عاصمة للشباب العرب 2022″، و نحن على كل استعداد لمتابعة تفعيل هذا المشروع الحضاري الذي لما يزل قرارا عربيا على مستوى جامعة الدول العربية، ولبنانيا على مستوى رئاسة الجمهورية – والرئيس ميشال عون مهتم بهذا الحدث- ومجلس الوزراء في انتظار اكتمال الاجراءات الإدارية والمالية التي نأمل ألا تتأخر، حتى نتمكن معا من الإعلان عن برنامج فعاليات الاحتفالية وبدء الحدث الموعود وسنعلن عن ذلك قريبا”.
تابع: “نحن مع وزارة السياحة نعمل معا لإطلاق وتحقيق السياحة الرياضية والسياحة الشبابية اللتين هما نموذجان ناجحان للتواصل الحضاري والثقافي، ويشكلان نهج سلوك وفن عيش ونمط حب للحياة، بمثل ما تشكله السياحة الشبابية من دبلوماسية الانفتاح والتلاقي والتعرف والتعارف والتفاعل. لقد كانت أخر إنجازات حكومتنا بدفع من دولة الرئيس نجيب ميقاتي إقرار وثيقة الخطة التنفيذية للسياسة الشبابية كاستراتيجية وطن، ورؤية مستقبلية للدولة. وقرارنا في حكومة تسيير الأعمال وتحقيق الأفعال، ونأمل الا تطول مراوحة التكليف وان ينتخب رئيس جديد للبلاد في الفترة الدستورية، وأن نعمل جادين لوضع مشروع قانون لاعتماد مقرر في المناهج التعليمية مضمونه “لبنان والسياحة والرياضة” إضافة إلى تشجيع واعتماد “التخصص السياحي” و”الإعلام السياحي والرياضي” على مستوى الماستر المهني. فتكتمل حلقة التثقيف بالسياحة وقضايا الشباب والتعريف بميادينها التنموية والاقتصادية، كما الحال مع دور بيوت الشباب في بناء العلاقات بين الشعوب والأجيال وتعزيز التواصل والتعارف.هذا ما نطمح لتحقيقه في وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع وزارتي السياحة والتربية والتعليم العالي و السلطات المحلية. وبلدية جونية تؤكد من خلال هذه الاحتفالية أنها نموذج للتعاون و الانفتاح والانماء واتخاذ المبادرة حيث يجب ان تؤخذ”.
ختم: “وقفة تقدير لبلدية جونية بشخص رئيسها الشيخ جوان حبيش الذي أسهم في انجاح هذا الملتقى، ويتحمل مسؤولية ان تكون جونية عاصمة للسياحة الشبابية العربية، متجاوزة كل التحديات والصعوبات. انتم لها حضرة الرئيس ونحن معكم لإنجاح هذه المهمة والرسالة الحضارية والشبابية. نحن معكم في كل ما يعزز كرامة هذه المدينة ويحصن موقعها ويحمي الشباب من مخاطر الادمانات الكثيرة التي تغزو مجتمعات الشباب ، ما تقومون به هو عمل وقائي في سبيل كل الوطن”.
وفي ختام الاحتفال، تم تكريم المدير العام لوزارة التربية زيد خيامي على عطاءاته لمناسبة بلوغه السن القانونية، كما وزعت شهادات تقدير، وأكمل الوفد الجولة السياحية في منطقة كسروان التي كان بدأها منذ الصباح.