دعا رئيس الهيئة التنفيذية ل “حركة امل” مصطفى الفوعاني “جميع المعنيين إلى تحمّل مسؤولياتهم الوطنية والدستورية، وخلق المناخات الايجابية بغية الاسراع في تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة والظروف الضاغطة التي يعاني منها اللبنانيون على أكثر من صعيد بخاصة في قضية المودعين وأزمة القطاع المصرفي والانهيارات في الواقع النقدي”.
جاء ذلك في احتفال اقامته الحركة في بيروت لمناسبة ذكرى شهادة الرسول محمد واربعينية الامام الحسين في حسينية الامام الصدر في منطقة الشياح، بحضور مسؤول اقليم بيروت محمد عباني ورئيس بلدية الغبيري معن الخليل وفاعليات اجتماعية وبلدية وتربوية.
وقال: ان “رسالة الإسلام القرآني شكلت منهج حياة، وسياسة حوار، وتقبل الآخر، وهو نهج يثبت عمق العلاقات الحياتية ويتبنى الخروج من العقليات الضيقة إلى رحاب الإنسانية، حيث الافق المحدود والنزاعات والاهواء،فكان البعد الاخلاقي والاجتماعي والانساني يتجلى بأروع صوره في سيرة النبي والائمة انطلاقا من :”وانك لعلى خلق عظيم “واتمم مكارم الأخلاق “وللامام السيد موسى الصدر مداخلة قيمة اذ يقول :”هذه المعرفة كانت مقترنة بتلك القسوة وهكذا نجد سلوك النبي مع الآخرين. دخل عليه أحدهم حينما كان يقسّم غنائم بدر، فقال له: يا محمد، اعدلْ، كن عادلًا. فقال له: ويحك، من الذي يعدل، إذا أنا ما عدلت؟! وفي الحقيقة ماذا يعرف الأعرابي الذي كان يقتل الإنسان لأجل بصلة، ماذا يعرف من العدل والحق؟ كان يعرف الظلم والطغيان والسيطرة”.
اضاف: “نعرف أن الرسول كان حاكمًا وكان قادرًا عليه، ولكنه كان يصبر لأنه ليس هناك من سند لإدانته، فالرجل داخل بيته، فيقول من باب الصدفة وقعت على رأس النبي. وإن كان في قلبه مرض ولكنه لا يُدَان لأن الجريمة يجب أن تكون منصوصة في القانون، وإلا فلا يُعذب ولا يُعاقب الإنسان بالأسباب المادية لهذه التصرفات. صبر الرسول عليه”. وهو السلوك الذي اعتمده الإمام القائد السيد موسى الصدر وهو ميثاق حركة امل وهو القضية الاساس:حيث خدمة الإنسان ورفع معاناته ترقى إلى مستوى العبادة، ولذلك كانت حركة امل تتبنى قضايا الإنسان وحريته وكرامته واصالته، لأنها اساس العلاقات في بناء الغد الافضل. وكانت انطلاقة حركة امل بذكرى اربعين الامام الحسين في العام ١٩٧٤ ليؤكد الامام الصدر على هذا الإرث الاصيل:”أمل:ارثها في ثورة وارث الانبياء”.
وأشار الى ان “الإمام الحسين هو استمرار الحق وحيث الدماء الطاهرة ترسم مشاهد الانتصار على جبين التاريخ فيخرج الابطال الصدريون يسطرون ملاحم بطولية على العدو الصهيوني. وفي مثل هذا اليوم من العام ١٩٨٨ تمتد اليد الآثمة لتغتال الوطن وكرامته وتضحياته باغتيال القادة:داود داود ومحمود فقيه وحسن سبيتي،وتصبر أمل على جرح راعف ،لتنتصر مقاومة سقاها الشهداء من نجيعهم،وفي محضر الشهادة فوج معاصر لامام كربلاء”.
ورأى الفوعاني ان “حرص الرئيس نبيه بري الدائم على خلق مناخات الاطمئنان ومد يد الحوار ولبنان في سلسلة الانهيارات الاجتماعية والاقتصادية والصحية، وهذا ما يحتم على الاخرين ملاقاة دعوة حركة امل الى التوافق على كل الملفات”.
وقال: “وفي خضم المهلة الدستورية المتعلقة بإنتخاب رئيس للجمهورية، تشير الحركة إلى وجوب تزخيم حركة الاتصالات للتوافق والدفع بإتجاه إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري والوطني الكبير، إذ ترى أن موقع رئاسة الجمهورية لا يجوز على الاطلاق الركون إلى فكرة شغوره”.
وتابع الفوعاني ان “الحركة تنظر بإيجابية إلى النقاش تحت قبة البرلمان في ما يتعلق بالموازنة التي يفترض أن تؤمن موارد للبنانيين على صعيد المعاشات، ودعم قطاعات التعليم والصحة والأمن، وعلى الرغم من كل التساؤلات المتعلقة بالموازنة، إلا أن الاسوأ والأخطر هو عدم وجود موازنة تنتظم فيها المالية العامة للدولة”.
أضاف: إن “الحواجز المرفوعة أمام حل قضية الكهرباء والطاقة في لبنان تحتم بذل كل الجهود من أجل ايجاد مخارج لهذا المأزق، وضرورة الاستفادة من العروض المتتالية من قبل الجمهورية الاسلامية في ايران وعدم الانصات إلى إملاءات المتربصين بلبنان شراً”.
وختم الفوعاني مؤكدا “ضرورة حفظ المقاومة والعيش الواحد والسلم الاهلي والوحدة الداخلية”.
وقدم الفوعاني التعازي لذوي ضحايا مركب الموت الذي غرق امس، وقال “نفقد أبناءنا الذين يهربون من ازمات وطن باتوا لا يجدون فيه ما يحفظ كرامتهم فاختاروا مغامرة الموت فكانت الفاجعة، وكل ذلك بغياب الدولة المسؤولة التي تدفع ابناءها الى المجهول دون ان تقيم وزنا لوجع الفقراء والمعذبين، مع الشكر الى الدولة السورية الشقيقة التي بادرت الى عملية الانقاذ والبحث”.
واختتم الاحتفال بمجلس عزاء حسيني للشيخ علي التالا.