اختتمت في معمل الحرير التراثي السياحي في بلدة القبيات – عكار، فعاليات مهرجان ريف ايام سينمائية وبيئية، بدورته الرابعة بيوم بيئي سينمائي مميز، تخلله نهارا، رحلة بيئية في رحاب محمية ارز كرم شباط، ومساء احتفالية توزيع مسابقة الافلام القصيرة للمخرجين الشباب، في حضور حشد كبير من السينمائيين والفنانين من لبنانيين وعرب واوروبيين، ومهتمين من مختلف المناطق اللبناني.
أتت مسابقة الافلام لهذه الدورة، تحت شعار “التعاضد والتضامن”، وسلطت الضوء على العمل الجماعي الفعّال للتكيّف مع الاضطرابات الاجتماعية والبيئية الناشئة وكيف تؤثر المبادرات الجماعية على تمكين المجتمع ودعمه، حيث تم عرض الافلام المشاركة تباعا وعددها 9، على شاشة عملاقة في الهواء الطلق في احدى ساحات معمل الحرير، في حضور لجنة التحكيم التي تألفت هذا العام من الممثلة اللبنانية كريستين شويري والمخرجة المصرية أمل رمسيس والمنتج الإسباني فيليبي لاج كورو.
منحت اللجنة جائزتها الاولى لفيلم “دوار” للمخرج الشاب علي دلول، اما الجائزة الثانية فمنحت لفيلم “غرفتنا”، للمخرجة الشابة صفا مقدح، كما حصل فيلم “ارواح من الضفة الأخرى” للمخرجين الشابين مجد خليل وصاموئيل سكاح، على تنويه لجنة التحكيم، فيما التصويت لا يزال قائما على منصة افلامنا للفوز بجائزة الجمهور.
والافلام الـ 9 التي شاركت في المسابقة هي:
– “دل عونا” للمخرج محمد همدان عيدي الذي يروي وجهة نظر الموسيقي الراحل زكي ناصيف حول معنى واصل دبكة الدلعونا التي شكلت هوية لبنان والضيع اللبنانية على وجه الخصوص.
– “غرفتنا” للمخرجة صفا مقدح، ويحكي الفيلم عن فتاة تعيش مع اسرتها في غرفة واحدة منذ انتقالها من سوريا الى لبنان، وتسعى لايجاد المكان والجو المناسبين لاكمال دراستها.
– “جذور السما” للمخرجين الشباب رائد الشامي ورامي شاهين وفرح نابلسي وموريزيوا يزبك، ويتناول عن جوانا ورائد اللذين تعهدا تغيير الطرق الزراعية الحديثة المتبعة على ارض عائلة الشامي، ليتبعوا وسائل متعددة تضع احترام وتقدير الارض ركنا اساسيا لها.
– “ارواح من الضفة الاخرى”، للمخرجين الشابين مجد خليل وصاموئيل سكاح. وهو فيلم وثائقي عن ملجأ صغير للحيوانات وكيف يديره صاحبه.
– “دوار” للمخرج الشاب علي دلول، ويحكي قصة مجموعة من النساء تجمعن لمشاهدة مسلسلهن التركي المفضل، فبزر دوار الشمس والقهوة وحتى النميمة كلها جزء من القائمة ليحصل ما هو غير متوقع ويعكر جلستهما.
– “نحيي الارض، في صيدا حديقة اهلية” للمخرجتين الشابتين هبة عدنان ياسين ورنا محمد موسى، وهو فيلم يحكي عن اول حديقة اهلية في لبنان من خلال نظرة مقربة عن حياة المزارعين في الحديقة وعلاقتهم الحميمة بالارض مع الاضاءة على قضايا المساحات المشتركة واهمية حماية الزراعة والطبيعة في المدن.
– “قلقاس” للمخرج الشاب سمير القواص ، ويتحدث الفيلم عن نبتة القلقاس العملاقة التي نمت على حدود ارض بين مزارعين متنافسين فعمت الفوضى وانقسم اهالي الضيعة حول احقية من سيقتلعها اولا.
– “حبال الهوا” للمخرجة غنوة مروة، الذي يطرح سؤالا حول ارتباطنا بلبناننا على الرغم من ان كل شيء يدفعنا الى الرحيل.
– “ولادة من تحت الرماد” للمخرج رامي سلوم، الذي يحكي قصة اشتعال النار والتهامها الاراضي الحرجية في عكار وتعاضد الاهالي وفرق الطوارئ لاحتواء الحريق.
وعبر مدير المهرجان الدكتور انطوان ضاهر عن سعادته “للنجاح الذي حققه المهرجان بموسمه الرابع، والذي كان ابعد من التوقعات التي كنا ننتظرها كادارة، من حيث التنظيم ومن حيث المشاركة الكبيرة التي تخطت حدود عكار، حيث حضر المهرجان مشاركون من مختلف المناطق اللبنانية، كما شارك فيه ايضا فنانون وحضور من خارج لبنان هذه المرة.
وقال: “ان مهرجان ريف بات موعدا منتظرا من المهتمين بالسينما وبالبيئة ومن اهالي المنطقة وباتت القبيات بداية شهر ايلول من كل عام، محطة مقصودة من قبلهم لتمضية اسبوع في ربوعها، الامر الذي ساهم ايضا بخلق فرص اقتصادية مهمة انعكس حركة وحيوية في كل المطاعم والمقاهي والفنادق وبيوت الضيافة، وكذلك بالنسبة لسائقي سيارات الاجرة وحافلات الركاب واصحاب المحلات التجارية، وكل الذين شاركوا في عرض منتجاتهم في سوق المنتجات المحلية الذي واكب ايام المهرجان وشهد اقبالا لا بأس به”.
واعتبر ان “القبيات وعكار بهذا المعنى، باتت تخطو خطوات لتثبيت حقيقة حضورها الحيوي ثقافيا وبيئيا وسينمائيا”، ناصحا “بتوظيف الفن السابع وباقي الفنون لمناصرة القضايا الانسانية، والبيئية على وجه الخصوص، فمردودها الثقافي والفكري سيكون كبيرا وبخاصة على جيل الشباب.”
وشكر كل الذين تعاونوا ودعموا ونظموا وشاركوا في هذا المهرجان، والاخوين ايلي وسركيس حاكمة صاحبي معمل الحرير في القبيات اللذين رمماه واهلاه، واتاحا الفرصة ليكون المعمل كمركز ثابت لنشاطات وفعاليات مهرجان ريف”.
وختم: “هذا العام، مددنا ايام المهرجان وسنذهب الى راشيا الوادي في البقاع، بالشراكة مع جمعية السياحة البيئية “راشيا آند بيوند” “Rachaya and Beyond”، حيث سنخصّص عطلة نهاية أسبوع كاملة اوائل تشرين الاول لاكتشاف المنطقة، مع التركيز على المناقشات حول قضايا بيئية مشتركة وعروض الأفلام في الهواء الطلق. كما سنحتفل بيوم الدبس، وهو يوم مخصص للمشي في الطبيعة وتذوق الدبس، والذي تنظمه “Rachaya and Beyond” منذ عام 2016.