أحيت جمعية البر والتعاون الذكرى الأربعة وأربعون لتغييب سماحة الإمام السيد موسى الصدر في مجمع سماحة الإمام السيد موسى الصدر في العاصمة أبيدجان في منطقة ماركوري بحضور نائب رئيس حركة أمل الدكتور هيثم جمعة وسعادة سفير لبنان الأستاذ حسن نجم ،سعادة قنصل سفارة لبنان جو الترك ، سعادة قنصل باكستان الحاج أحمد عيسى ، مدير العلاقات الخارجية في حركة أمل الدكتور علي بردة ، المونسينيور جان ابو سرحال ووفد مرافق ، المدير الإقليمي لمكتب طيران الشرق الأوسط السيد جواد الموسوي ، إمام جمعية البر والتعاون فضيلة الشيخ غسان درويش ، رئيس جمعية البر والتعاون الحاج محمود ناصر الدين ، إمام جمعية الهدى الإسلامية فضيلة الشيخ وهيب مغنية ووفد مرافق ، فضيلة الشيخ حسن حجازي ، وفد من المركز الإسلامي اللبناني ،وفد من جمعية الغدير ، وفد من جمعية الصادق الإسلامية الفرنكوفونية وفعاليات اقتصادية واجتماعية وتربوية وأطباء
ابتدأ المعرف الأخ حسين صالح بكلمات معبرة من وحي المناسبة
ومن بعدها كانت التلاوة القرآنية بصوت القارئ الأخ عباس عبدالحسين
ومن ثم كانت الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة لإمام جمعية البر والتعاون فضيلة الشيخ غسان درويش والذي تحدث فيها عن سماحة الإمام المغيب الصدر عن منهجه الذي هو لكل انسان وليس للمسلمين فحسب.
ومن ثم كانت أنشودة لزهرات كشافة الرسالة الإسلامية من وحي المناسبة
ومن ثم كانت كلمة لسعادة سفير لبنان الأستاذ حسن نجم كما عبر بها عن منهج سماحة الإمام المغيب مؤكدا على استمرارية هذا المنهج الذي نراه عملا وفعلا في أشبال الصدر ،
وبعدها كانت فقرة فنية مؤثرة جدا وتختصر منهج سماحة الإمام السيد موسى الصدر للأخ علي شحادي والذي روى فيها عن التأثير الذاتي الذي يعيشه كل انسان يحمل مزايا الإنسانية التي هي منهج سماحة الإمام السيد موسى الصدر وأن سماحته موجود في كل نبضة قلب لا بل في العروق يجري حبه ومن منطلق هذه المحبة نراك سيدي في عيوننا وفي سمعنا وفي عملنا وصلاتنا ودعاؤنا وفي أرضنا الصامدة وجبالنا الشامخة وفي مقاومتنا التي أسستها لنا لكي ننعم بالإستقلال والحرية.
وبعده كانت كلمة للمونسينيور جان ابو سرحال والذي قال أن كلمتي هذه هي ذاتها التي قلتها منذ خمس سنوات عن منهج الإمام السيد موسى الصدر هو ليس للدين الاسلامي فحسب انما هو للإنسان الذي حتما يجمع كل الأديان السماوية وتحدث عن مزاياه التي رسخت في كل إنسان وكل مواطن لبناني تحديدا وختم كلمته قائلا يشرفني أن اكون على دينك الإنساني .
وفي الختام كانت كلمة لنائب رئيس حركة أمل الدكتور هيثم جمعة :
بسمه تعالى
سيدي الامام
في كل يوم نحمل أناشيدنا
وانتظارات القرى ودعاء الأمهات
نأتيك من كل مكان
وقلوب الصفوة الأحرار
ابداً تهفو اليك
ذكرك الميمون
لم يزل في القلب ندياً
ينثر الخير للمؤمنين درباً
ايها النور والنور من سمات الأوصياء
ايها الفقيه القائد الفذ الأبي
ايها الرسالي في ميادين الجهاد
أنت أنت آيات عطاء
لم ينل من عزمك طاغوت وآثم
أشرقت نوراً ومجداً وعلاء
لن يذهبوا الذكر ولا الفكر
لن يغتالوا العقيدة
لن يطفئوا نور الله في وجنتيك
علّمتنا ان الإيمان بالحق صراطاً مستقيما
أربع وأربعون عاماً
لم يزدنا الغياب إلا عزيمة
أنت امتداد للحسين
وذكراك المستقبل الآتي
وأنت يا سيدي
حكاية عودة هي الحلم المستقر في البال.
الامام الصدر عالم رباني منطلقه الايمان وخياره الدفاع عن الانسان وعن كرامته، يملك حرية الموقف وحرية الكلمة. عندما تبحر في بحر فكره وعلمه، تحتار من أين تبدأ وأي باب تطرق، بحر علم واسع ونهج واضح، عالم متميز بعلمه وملتزم لقضايا شعبه وأمّته ولأجل الانسان الذي يعتبره خليفة على الأرض.
كان الامام الصدر ينظر الى المستقبل بعين الحاضر وكان تجديدياً بكل معنى الكلمة لم يترك قضية تهم الانسان الا وتناولها.
أربع وأربعون عاماً ونحن على العهد سيدي الامام، لم تفتر لنا همة ولم تحبُ لنا عزيمة، فنحن يا سيدي كموج البحر لا نهدأ ونحن كما علّمتنا أن نقرأ دائماً في كتابك أن أفضل العبادات هي خدمة الانسان وان الايمان بالانسان هو البعد الارضي للإيمان بالله.
وعلمتنا ايضا ان نؤمن بالحرية الكاملة للمواطن في حياته ومسيرته، وعلمتنا أن نحارب دون هوادة كل أنواع الظلم، من استبداد واقطاع وتسلط. وعلمتنا أيضاً ان الوطن يبنى على قاعدة المواطنية وليس على القاعدة الطائفية وهذا لا يعني اي انتقاص من حقوق الطوائف لأن الطوائف نعمة والطائفية نقمة.
أربع وأربعون عاما لن نمل الانتظار حتى عودتك وأخويك الى ساحات جهادكم.
أما بالنسبة لقضية الامام،
اننا على ثوابتنا التي نؤمن بها وهي ان الامام لا يزال حياً ومحتجزاً في ليبيا.
اننا نتابع القضية في كل العالم وهي أولويتنا المطلقة ولن تثنينا اي ضغوطات او تهويلات او تمويهات او حملات اعلامية عن متابعة التدقيق والتفتيش. والحركة برئيسها الأخ الاستاذ نبيه بري وقيادة الحركة ولجنة المتابعة الرسمية تتابع هذه القضية بوعي وايمان ولن ننسى ولن يتسلل اليأس الى أذهاننا والى إرادتنا. ولأننا مؤمنون بعدالة هذه القضية الإنسانية الامام ما زال في ليبيا وكل قول غير ذلك هو كذب وخداع، وكونوا على ثقة ان لهذه القضية رجال أشداء لا يساومون عليها ونأمل أن يعود الاستقرار الى ليبيا لاستكمال التحقيق والمعلومات وصولاً الى النهاية المرجوة.
أيها الاخوة الأعزاء ان المتبع لمسيرة الامام السيد موسى الصدر يلمس مدى اهتمامه بالمغتربين اللبنانيين ولذلك نرى عمق موقعه لدى المغتربين من الطوائف كافة وفي كل القارات لأنه يرى في المغتربين الصورة الحقيقية للبنان والمغترب هو الانسان البعيد عن الطائفية وعن تصنيف المواطنين. لقد تطلع الامام الصدر الى المغتربين كجسر تواصل مع المجتمعات التي يعيشون فيها، كان يؤمن بأن المغتربين هم صورة لبنان الحضارية وهم بناة الجسور مع العالم وهم رسل الوحدة الوطنية حيث يعيشون في واحات الأخوة والمحبة، لذلك نرى ان مساهمة المغتربين اللبنانيين بالحياة العامة اللبنانية مؤثرة وفعالة وكما كان صوتهم في الانتخابات النيابية الأخيرة مؤثراً ندعوهم لان يكون صوتهم أعلى وأقوى في بناء لبنان الجديد، لبنان المواطنية لبنان الذي أراده الامام السيد موسى الصدر قاعدة للحضارة العالمية، نريده اليوم أن يكون أمانة بيد المغتربين الذين ما بخلوا يوما على وطنهم وها نحن نشهد بأنهم قرش الوطن الأبيض ليومه الأسود، ونحن نشكرُهم على جهدهم وعنايتهم بأهاليهم الأقربين والأبعيدين.
ونحن نشكرهم ايضاً على اندفاعهم لإنجاح العملية الانتخابية ونشكرهم على دعم بلدهم. ونقول لهم ان بقاء لبنان واستمراره ما كان ليكون لولا وجود المغتربين اللبنانيين وحرصهم على وجود بلدهم وعلى كرامة أهاليهم.
أيها الاخوة الأعزاء،
ان لبنان يمر بمرحلة يسيطر عليها الخوف والقلق وكا قال الرئيس بري في خطابه الأخير بأن الاوضاع السياسية والاقتصادية الداخلية في لبنان هي أسوأ وأخطر مرحلة عرفها. لبنان في تاريخه. وللأسف الكيدية السياسية وانعدام المسؤولية الوطنية كلها مسببات تضع لبنان على حافة خطر وجودي، ويمكن أن نتفادى الاخطار اذا ما احسن الجميع التقاط الفرص المتاحة للبنان اقليمياً ودولياً واذا ما صفت النوايا وقدّرنا أهمية بلدنا من حيث الموقع والدور.
لقد آن الأوان لان ننتبه جيداً لما يجري، وأن ننتهي من إضاعة الوقت في المماحكات والمناورات وتصفية الحسابات الشخصية السياسية والمغامرة بالوطن لتحقيق مكاسب.
اننا ندعو للقيام بكل ما يلزم لإنجاز خطة التعافي الاقتصادي ومجلس النواب حاضر وجاهز بعمله التشريعي لاقرار القوانين المتعلقة بهذا الموضوع شرط الحفاظ على حقوق الناس خاصة حقوق المودعين.
أما فيما خص الاستحقاقات الدستورية فإننا ندعو الى إنجاز هذه الاستحقاقات في مواعيدها، خاصة ما يتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ونأمل وكما قال دولة الرئيس الأخ نبيه بري أن يكون انتخاب الرئيس العتيد محطة أمل للبنان يعكس من خلالها الجميع الحيوية لإعادة إنتاج الحياة السياسية في لبنان ومنع الفراغ وبالتالي انشال البلاد من أزماتها المتعددة. كما نعود ونكرر بضرورة تأليف حكومة تقوم بواجباتها الوطنية تجاه الشعب وحل المشاكل الاجتماعية خاصة ونحن على أبواب تشرين المدارس والشتاء والمونة هذا إذا تمكن الناس من ذلك.
إننا نؤكد على التمسّك بحقوقنا السيادية المشروعة في البر والبحر والجو وندعو إلى الإسراع بإنجاز الإجراءات اللازمة من ترسيم وتنقيب واستخراج نفط للاستفادة من ثرواتنا النفطية والغازية، ولإننا لن نقبل بالانتقاض من حق لبنان انطلاقا من مواقعنا المبدئية القائمة على حماية لبنان وثرواته وعدم التنازل عن أي نقطة ماء او حبة تراب ونؤكد الموقف الرسمي والشعبي الموحد إلى جانب الجيش والمقاومة العامل الحاسم في الحصول على حقوق لبنان كاملة.
سيدي الامام الصدر،
من مدرستك التي تعلّمنا فيها مبادىء الجهاد والصبر والمقاومة وخدمة الانسان نعاهدك قيادة وكوادر ومجاهدين ألا يغمض لنا جفن او تبرد لنا همة من أجل عودتك سالماً مع أخويك فأنت من بث فينا روح الصمود والقوة وبهذه القوة ومنطق القوة والحق ودماء الشهداء نقول للأقربين وللأبعدين ان لا مساومة ولا تراجع عن تحرير الامام السيد موسى الصدر ولن نسمح لأحد أن يسيىء الى هذه القضية وسموها وعدالتها.
وبالرغم من كل حملات الحقد والتشويش والتشويه والحملات الاعلامية التي طالت وتطول الحركة ورموزها سنسعى يا سيد كما علمتنا وكما أردتنا أحرارا ولنا اسوة بالامام الحسين (ع) اما السلة واما الذلة وهيهات منا الذلة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
