عقدت “جمعية أهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج” مؤتمرا صحافيا، بعنوان “حقوق الطلاب اللبنانيين في الخارج بين سندان الحكومة ومطرقة الفساد”، في مقر المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع – في وزارة الإعلام .
محفوظ
بداية، تحدث رئيس المجلس عبد الهادي محفوظ عن اوضاع الطلاب في الخارج، و”معاناة اهلهم في تحمل مشقات تأمين مصادر التمويل لدراسة ابنائهم وسط غياب شبه كامل من جانب الحكومة التي نريدها ان تكون لجميع اللبنانيين وان تهتم بالثروة البشرية التي يمثلها هؤلاء الطلاب باعتبار ان الثروة الوطنية استطاع اللبنانيون ان يجعلوا منها خطا أحمر في موضوع السيادة لكن المطلوب ايضا حماية الثروة البشرية وخصوصا ان هؤلاء الطلاب هم وعد المستقبل بالنسبة إلى لبنان، فاذا أهملنا هذه الثروة البشرية المتمثلة بطلاب يدرسون الطب والصيدلة والهندسة وكالة العلوم والتقنيات، فأي مستقبل ننتظره للبنان؟”.
وأكد أن “المجلس الوطني للاعلام ليس على حياد في موضوع الطلاب”، وقال :” انها المرة الثالثة التي يلتقي فيها المجلس والجمعية. كنا ننتظر أن تأخذ الدولة ومسؤولوها في الاعتبار مطالب هؤلاء، لكن للاسف لا يزال اهالي الطلاب يراهنون، كما جميع اللبنانيين على معالجة موضوع الكهرباء والمازوت والدواء. المجتمع اللبناني كله يعاني ولكن الكلفة ليست كبيرة على الدولة ولا على المصارف ولا على الجمعيات في موضوع الطلاب الذين يدرسون في الخارج والبالغ عددهم بين خمسة الاف طالب وستة الاف طالب، بحسب الاهالي “.
تابع:” لقد راجعوا وزارتي الخارجية والتربية والجامعة اللبنانية واجروا اتصالات بجهات عدة، وسمعوا الوعود وهم ينتظرون تحقيقها. لذلك نحن في المجلس، نثني على مبادرة الدكتور ناصيف سقلاوي الذي تبرع لهؤلاء الطلاب في كل اصقاع الارض، ولكن الى الان لم يصل ما تبرع به الى الطلاب الذين يدرسون في اوروبا الشرقية تحت حجج واهية وغير مقنعة سواء في اوكرانيا او روسيا او بيلاروسيا او في اي بلد آخر. لقد وعد وزير المال في حكومة تصريف الأعمال الدكتور يوسف خليل بتحويل ما يستحق هؤلاء من اموال. وبالفعل ساعدت اوكرانيا وروسيا على فتح حسابات في تركيا او خارجها من اجل تحويل تلك الاموال”.
وأمل محفوظ من الوزير خليل ان “يأخذ هذا الامر في الاعتبار بأسرع وقت، على ان يكون حريصا هو بالذات على ابناء هؤلاء”.
وتمنى عليه ان “يلبي بأسرع وقت ممكن حاجة الطلاب، لان هناك اخطارا تهددهم وهناك مجموعة من الطلاب تحاول ان تعود الى اوكرانيا كي تكمل السنة الاخيرة من دراستها، والعودة غير آمنة. ومن يتحمل نتائج تلك العودة؟”.
وقال:” كما نأمل من رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران تلبية حاجة الطلاب الذين يريدون متابعة تعليمهم هنا في لبنان، وخصوصا الاطباء منهم، وغيرهم ايضا، ولا سيما ان الجامعة معنية بهؤلاء، وبالتالي عقد اكثر من اجتماع مع وزراء التربية والمالية والخارجية ورئيس الجامعة، آملا منهم الانتباه الى المخاطر الناجمة عن وجود طلاب في الخارج لا تتوفر لهم لقمة العيش”.
أضاف:” أما بالنسبة إلى المصارف، فعلى ما يبدو ان هناك ممارسات استنسابية، بحسب ما فهمت من اعضاء الجمعية، وان المصارف لم تلتزم كلها بمندرجات القانون 283، وحاليا ثمة من يتحجج بالخطر الذي يطال دولا في اوروبا الشرقية وبالتالي عدم توفير المخصصات اللازمة لطلاب اوروبا الشرقية، ونأمل ايضا من جمعية المصارف أن تتدخل في هذا الامر، لأن كرة الثلج ستكبر، بحسب ما فهمت من جمعية اهالي الطلاب انهم لن يتوانوا عن النزول الى الشارع والى تحريك اهاليهم ومطالبة مساندة الاتحاد العمالي العام وغيرهم من المؤسسات، وبالتالي فان هذه الحركة من جانب اهالي الطلاب يمكن ان تؤدي ايضا بنتائجها الى فوضى كبيرة في المجتمع، وندعو الحكومة الى تلافي هذه الفوضى وتفهم مطالب جمعية اهالي الطلاب”.
حمية
ثم تلا رئيس الجمعية سامي حمية بيانا، جاء فيه: “استكمالا لقضية الطلاب في الخارج ونتيجةً للتقصير والإهمال في حق مستقبلهم ومتابعةً للأذن الطرشاء من قبل المسؤولين في الدولة ومنهم الوزير خليل الهبة المقدمة من الريجي لأبنائنا في أوكرانيا وروسيا، بيلاروسيا وتعنت المصارف في عدم التزام مندرجات قانون الدولار الطالبي في التحويل إلاّ وفق استنسابية مزاجية وفي ظل الانهيار الاقتصادي المتسارع وصُوَرُ المأساة الإنسانية، نضع أمام الرأي العام اللبناني مطالبنا التي نلخصها بالآتي:
– صرف الهبة المالية المقدمة من الريجي للطلاب الجامعيين في أوكرانيا وروسيا وبلاروسيا تحديداً بعد أن حُوِّلَت إلى كل الطلاب في البلدان الأخرى، ونستغرب موقف الوزير خليل في عدم توقيع أمر الصرف لطلاب هم بأمس الحاجة إلى مقومات العيش والصمود الإجتماعي في ظل اشتداد الأزمة الأوكرانية الروسية، علما أن العوائق لهذا التحويل قد ذللت بالخطوة الاستباقية التي قام بها السفير اللبناني في روسيا شوقي ابي نصار بفتح اعتماد مصرفي للسفارة في تركيا بسبب الحظر المالي على روسيا تسهيلا للتحويلات المالية. هنا لا يسعنا الا ان نذكر بالجهود الوطنية والانسانية لسعادة السفير ابي نصار وفريق عمله ومنهم رئيس شؤون الطلاب الدكتور محيي الدين فرحات والاستاذ نضال خوري على تعاونهم الدائم لتسهيل امور الطلاب صغيرة او كبيرة اذ نثمن ونقدر اصحاب الكفوف البيضاء ونجل احتراما وتقديرا لهم حيث كانوا الخيمة الآمنة للطلاب اللبنانيين في روسيا وبيلاروسيا وكان الاحرى بالمسؤولين ان يتحملوا مسؤولياتهم خجلا امام الايادي البيضاء التي ذكرناها. من هنا نسال معاليه: لماذا لم يتم الافراج عن مستحقات الطلاب؟ والى متى ستبقى رهينة لديه من دون مبرر؟
– الالتزام الحرفي لتنفيذ قانون الدولار الطالبي لا تفسيره وفق مصلحة المصارف في تحقيق المزيد من الأرباح على حساب مستقبل الطلاب
– الاهتمام بطلاب اوكرانيا وايجاد حل سريع لهم كما وعدنا البروفسور بدران ان يعمل مع وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي لدراسة هذا الملف وايجاد الية تسمح باستيعاب العديد منهم ضمن الجامعة اللبنانية وخصوصا أن الحرب في اوكرانيا ما زالت قائمة والطلاب يخاطرون بالعودة اليها ولو بمراكب تشبه مراكب الموت الذي وقع ضحيتها عشرات المهاجرين ومن يتحمل مسؤولية هذه المخاطرة”.
وختم: “بعد الانتهاء من هذا المؤتمر سنتوجه الى دارة الرئيس نبيه بري املين منه ان يستقبلنا ويسمع صرختنا”.