اكد “المجلس الارثوذكسي اللبناني” في بيان لرئيسه روبير الابيض انه تطرق في اجتماعه إلى “الوضع السيء الذي يعيشه المواطن في ظل الانقسامات العمودية والافقية بين اهل الحكم والاحزاب والتيارات السياسية”، واعتبر ان “لبنان متجه الى الفراغ مع دخولنا اليوم الثاني للمهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية”.
وقال: “سمعنا امس من رئيس مجلس النواب نبيه بري اننا ذاهبون الى أزمة كبيرة من خلال رفع السقف وانتقاداته الأطراف السياسية الاخرى مع رفضه انعقاد مجلس النواب، بحسب الدستور، في جلسة لانتخاب رئيس للبلاد. هذا غير مقبول، انه مجبر من خلال الدستور بأن يبدأ اتصالاته واستشاراته كرئيس للمجلس مع الكتل السياسية للوصول الى حل وايجاد الشخص المناسب لهذا المنصب، لكنه ابلغنا ان “الامر لي”. كما فهمنا ايضا منه أن لا امل في اعتقاده في تأليف حكومة وليس مقبول لديه بان تكون صلاحيات رئيس الجمهورية بيد حكومة تصريف الاعمال والرئيس المكلف، فالصراع مستمر والشرخ بين اللبنانيين يتوسع، وعلى سبيل المثال ذكره لحكومة الرئيس تمام سلام ، وأنذرنا ايضا باننا سوف نواجه مشاكل أمنية وتصعيدا بين الاطراف عوض ان يكون الحل سياسيا بامتياز والدعوة الى حوار وطني وبناء داخل مجلس النواب”.
وتوجه الى القادة والرؤساء والحكام في لبنان بالقول:” نعيش اليوم هذه الأزمات الدستورية بسببكم وبسبب سياستكم واعمالكم الكيدية الطائفية المنقسمة على بعضها وكأنها دول طائفية ضمن دولة لا وجود لها اساساً الا من خلالكم، اليس هذا ما حصل في الماضي؟ ان وثيقة الطائف التي توافقت عليها الاكثرية الحزبية والسياسية، تبين في ما بعد أنها مصدر خلاف سياسي كبير وخلل في الصلاحيات الدستورية غير المتوازنة، بأخذ صلاحيات لرئاسة الجمهورية ووضعها في الحكومة مجتمعة ليصبح كل وزير رئيسًا وبعدها تطالبون بان يقوم الرئيس بمهامه؟. نسألكم اليوم ما هي مهام رئيس الجمهورية؟ هل “استقبل وودع” او الامضاء على الاوراق والمراسيم التي تصدر عن مجلس النواب والحكومة؟ ثم استعمل الصندوق الاسود ووزع ما يحلو له، المضحك المبكي في كل مرة نعيش في نفس الازمة وكأننا غير اكفياء لانتخاب رئيس للجمهورية تتوافق عليه جميع الكتل السياسية من دون المرور بمطبات وأزمات سياسية وشد حبال وخلق جو للبلبلة في صفوف المواطنين. او نقول للرئيس “انت لا تفكر نحن منفكر عنك” ، او “انت لا تحكي نحن منحكي عنك؟”.
اضاف:” الشعب اللبناني يعيش في أصعب أجواء لا يحسد عليها، فالمشاكل الحياتية مع الاضرابات بالجملة لكل المؤسسات والقطاعات العامة من شركة الكهرباء ومصلحة المياه والقمح والخبر والاتصالات والنفط من بنزين ومازوت وغاز مع التلاعب بالدولار من البنك المركزي وعصابته اي باقي المصارف لافلاس الوطن والمواطنين حيث يتسابق هؤلاء مع سعر الصرف للدولار وكأنها عملية حرق الارض والشعب ولكن لمصلحة من؟ مع الصمت والسكوت للمنظومة السياسية الحاكمة الفاسدة التي هي شريك في هذه المؤامرة التي سوف يكتب عنها التاريخ، وانتم تعيشون في قصوركم لا جوع ولا وجع، محروسين بالرجال المدججة بالسلاح وحاصلين على كل شيء… والشعب لا يستطيع التحرك في الشارع من دون إذن منكم واذا حصل العكس فسوف تنقضون عليهم بالضرب او تقتلونه”.
وختم:” لقد حان الوقت للاتفاق على نظام جديد لدولة مدنية عصرية حديثة سقفها القانون والعدالة الواحدة لكل مكونات المجتمع اللبناني والانتماء للبنان بعيدا عن الطائفية والمذاهب ليكون لبنان طائفة واحدة وشعباً واحداً.
فاذا لديكم اي حس وطني وانتماء أو حس انساني أو تعتبرون أنفسكم أبناء هذا الوطن، اعملوا سريعًا واتوجه بهذا الكلام الى رئيس مجلس النواب وجميع نواب الامة لانه المؤسسة الوحيدة الشرعية الوحيدة اليوم التي يحق لها انتخاب رئيس جديد للجمهورية ، نحن اللبنانيين والعالم بأسره نتطلع ونترقب البدء والعمل الجدي لاطلاق مسيرة انتخاب الرئيس العتيد في أسرع وقت لإنقاذ الوطن من جهنم. لذا نريد رئيسا مثقفا نظيف الكف ولديه خبرة العمل في الشأن العام، صاحب مشروع انقاذي ورؤية سياسية جديدة ووطنية حقيقية بانتمائه للبنان شعاره “كلنا للوطن”، معروف حائز على ثقة الشعب اولاً ، لا انتماء حزبيا له ولا رئيس لأي حزب او كتلة سياسية ولا ارتباط له بأي دولة خارجية اي ان يكون “صنع في لبنان” يستطيع التفاهم مع جميع مكونات المجتمع اللبناني لمصلحة لبنان مع الحفاظ على سيادة الدولة”.