اعتبر الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله، خلال مهرجان أقامه الحزب الله بمناسبة اختتام فعاليات “الأربعون ربيعا”، أن “انتصار العام 2000 أنهى مشروع إسرائيل الكبرى، وأسقط الجيش الذي لا يقهر”.
وأكد أن “معادلة الجيش والشعب والمقاومة باتت ثابتة، سواء أدرجت في البيان الوزاري أو لم تدرج. والعمل على تحرير سائر الأرض اللبنانية المحتلة مسؤولية وطنية. ومن مسؤولياتنا، في المرحلة المقبلة، تثبيت معادلات الردع لحماية لبنان، أرضا وشعبا وثروات. والمطلوب العمل على تحرير سائر الأرض اللبنانية المحتلة”.
ورأى أن “التهديدات الإسرائيلية في خصوص الترسيم لا قيمة لها، فقرارنا وتوجهنا واضحان، وننتظر الأيام المقبلة لنبني على الشيء مقتضاه”. وأشار الى ان “سوريا هي أساس في محور المقاومة وجبهة الصمود ورفض الاستسلام للشروط الإسرائيلية”، وقال: “إننا يوما بعد يوم، نزداد قناعة بصحة خيارنا وقرارنا الذهاب إلى سوريا”، مشددا على أنه “إذا تعرضت سوريا لأي موجة جديدة مشابهة، فلن نتردد في الحضور في ميادين المواجهة”.
وأضاف: “سنبقى جزءا من محور المقاومة، ونراهن عليه كمحور للقوة القادرة على مواجهة مشاريع الهيمنة والدفاع عن المقدسات”، لافتا إلى أن “إيران هي القوة الإقليمية الكبرى، التي يستند إليها جميع المقاومين والمظلومين في المنطقة”، كاشفا أن “حزب الله ساهم، ضمن إمكاناته، في محاربة تنظيم “داعش” في العراق”.
ولفت إلى أنه “لم تكن لدينا مشكلة في تطوير علاقات لبنان، ولا سيما الخليجية، لكن البعض يريد تحويل لبنان إلى تابع، وهذا ما لا نقبله”. وأكد أن “حزب الله لن ينجر ولن يذهب إلى حرب أهلية أو فتنة مذهبية”، معتبرا أن “هناك قضايا تحتاج إلى معالجة، مثل قضية الطيونة، بسبب ارتباطها بالسِّلم الأهلي”.
ورأى أن “الأمن والاستقرار الداخليَّين مسؤولية الدولة وتعاون المكونات المتعددة”، معتبرا أن “هناك من يعمل على جر المقاومة نحو صدام مع الجيش والقوى الأمنية، وهذا مشروع أميركي دائم ومعلن”، مشيرا إلى أن “إطلاق النار، خلال تظاهرة جسر المطار، ضد اتفاق أوسلو، لم يكن قرارا من قيادة الجيش، بل هو خرق كبير داخل الموجودين على الأرض”.
ولفت إلى أن “من جملة الإنجازات، الانتقال في العلاقة بين حزب الله وحركة أمل من موقع سلبي إلى موقع إيجابي جدا، وصولا إلى التكامل. ونحرص على أن تكون العلاقة القائمة بيننا هي علاقة تكامل وتعاون وتوحد، وخصوصا بشأن الملفات الكبرى والأساسية”، مؤكدا “أننا في المرحلة المقبلة سنبقى حريصين على التفاهم مع التيار الوطني الحر وعلى تعزيزه وتطويره”.
وأكد “مواصلة الحضور في الحكومات مستقبلا للدفاع عن مصالح الناس، ومن أجل ما تبلور لدينا من رؤية سياسية للوضع الداخلي. وبرنامجنا الأساسي في المرحلة المقبلة هو التعاون مع مختلف القوى السياسية، من أجل بناء دولة عادلة وقادرة، ونؤمن بقوة بمبدأ الشراكة بين المكونات اللبنانية، بعيدا عن الاستئثار”.
وتابع: “سنكمل في خدمة الناس في كل الأطر والمؤسسات والمناطق، على الرغم من الحصار والعقوبات والضغوط والتهديد لكل من يتبرع لنا بمال. وسنعزز مؤسساتنا، وخدمة الناس عندنا أساس، وأصل، ومن أعظم العبادات. ونحن الآن في قلب المخاطرة، وهذا يعبر عن مدى التزامنا من أجل إنقاذ الوضع المعيشي والوضع الاقتصادي للبنانيين”.
وقال: “نتطلع إلى دولة سيدة حقيقية لا تخضع لسفارة أميركية، أو لأي سفارة أخرى، أو هيمنة خارجية”، مشيرا إلى أن “مستوى تدخل السفارة الأميركية في تفاصيل في الوزارات اللبنانية يبدو أكثر من أي وقت مضى، ويتم الخضوع لها في ملفات متعددة”.
وأكد أن “قراءتنا متفائلة بشأن التطورات الدولية وموازين القوة والضعف، ونرى أنها لمصلحة محور المقاومة والسيادة الحقيقية”. وتوجه إلى الجيل الجديد، بالقول: “نراهن عليكم، فأنتم الذين ستحملون الراية وتحققون أحلام الشهداء، وعلى أكتافكم يحفظ التحرير ويبنى الوطن”.