يتم تداول اسمي مصطفى أديب و”أمل مُدَلَّلي” بين الأسماء المطروحة لتولي وزارة خارجية لبنان في الحكومة العتيدة التي سيشكلها السيد سعد الحريري.
مصطفى أديب معروف عنه البحث الذي نشره عام ٢٠١٢ عن ح. الله والذي وصفه فيه يومها بالميليشيا التي يجب حلها.
أما “أمل مدلَّلي” المنتمية إلى تيار المستقبل والمعروف عنها كرهها لح. الله وللشيعة بشكل عام، فهي رئيسة بعثة لبنان في الأمم المتحدة، وقد انتشر في الآونة الأخيرة الكثير من الأنباء التي تتحدث عن أدائها ومساعيها في أروقة المنظمة الدولية. فهذه السيدة تنشط في اتصالاتها بمندوبي الدول الكبرى لحثهم على عقد اجتماعات لمجلس الأمن الدولي والعمل فيها على اتخاذ قرارات وإجراءات مشددة ضد ا ل م ق ا و م ة في لبنان لكي يتم تجريدها من سلاحها. وهي تكثف اتصالاتها بهذا الصدد مع مندوبي الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا، دون العودة في تلك المساعي إلى وزارة الخارجية في بيروت، أي أنها تتصرف من بنات أفكارها ومن إملاءات من ما وراء البحار. وبعض المصادر الإعلامية تتحدث عن تنسيق بينها وبين مندوب الكيان الصهيوني في سبيل ذلك.
ومن ناحية ثانية، تتحدث المصادر نفسها أن السيدة مدللي تسعى، منذ تولي الرئيس حسان دياب رئاسة الحكومة، إلى استصدار قرار من مجلس الأمن يحاصر حكومة الرئيس دياب ويعمل على إجهاض أعمالها لتسهيل عودة السيد سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة مع كل ما يطلبه من لبن العصفور.
يتبادر إلى ذهن كل لبناني وطني أسئلة كثيرة حول السيدة أمل مدللي؛
– إذا تم تعيين مدللي رئيسة لبعثة لبنان في الأمم المتحدة، وبغض النظر عن انتمائها والمواقف العدائية التي تحملها تجاه مكونات كبيرة من الشعب اللبناني، كيف يمكنها التحليق خارج سرب الدولة اللبنانية واتخاذ المواقف المنطلقة من رأيها الشخصي غير مكترثة بالسياسات الخارجية الوحدوية لحكومتها والتي تحقق التوازن الوطني بين الفرقاء كافة؟ وأكثر من ذلك كيف يُسمح لها بإجراء اتصالات دون أمر من حكومتها، مع العلم أنها اتصالات تخالف توجه الحكومة وحتى أنها تتآمر عليها مع أعداء لبنان؟
– ألا يجدر بالحكومة، حكومة الدكتور حسان دياب المحسوبة على الأكثرية، حتى الحكومات الحريرية، أن تعزل مدللي من منصبها وتضعها بتصرف وزير الخارجية ريثما يتم محاسبتها على أفعالها التي أقل ما يُقال فيها أنها مشبوهة؟
– أليس من المستهجن أن نصل إلى ما هو أخطر من كل ما ورد، وهو أن يتم التداول باسم مدللي كوزيرة خارجية في حكومة سعد الحريري المنتظرة؟ إنها الطامة الكبرى التي نرى فيها أصابع فيلتمان ودايفيد هيل وشينكر، ونرى فيها أصابع مخابراتية خفية أو غير خفية. وهذا مؤشر لمرحلة خطيرة ستمر على لبنان في ظل حكومة الحريري العتيدة، وما هو الدور المنوط بهذا وزيرة خارجية في مرحلة العقوبات والانهيار والتجويع للشعب اللبناني، وربما الحرب المنتظر نشوبها ضد لبنان.
وكلمتي الأخيرة هي؛ هل نحن على موعد مع حكومة بتراء أخرى برئاسة سنيورة آخر اسمه هذه المرة سعد الحريري؟ وهل محور ا ل م ق ا و م ة هو على دراية بما يخطط له في المرحلة المقبلة لتحطيم آخر ما تبقى من سياج هذا الوطن الذي اسمه لبنان؟ وما هو موقف هذا المحور مما يُحاك؟
أتذكر المثل الشعبي الذي يقول: “قلو بيي كان يجبر المكسورة… قلو بيي كان يجبرها قبل ما تجي مدللي، قصدي قبل ما تنكسر”.
كنا بلبن العصفور، صرنا بمدللي، فإلى متى سيتدللون فوق لقمة عيشنا ومصيرنا؟
✍️ علي خيرالله شريف